تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الاسلام ما خلاصته: الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. وذلك صنفان:

أن يعبر كل منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى كما قيل في اسم السيف: الصارم، المهند. وذلك مثل أسماء الله الحسنى وأسماء رسول الله r وأسماء القرآن فإن كل اسم من أسماء الله يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل على الصفة التي في الاسم الآخر بطريق اللزوم. وكذلك أسماءه r وأسماء القرآن. ومثال ذلك في التفسير: تفسيرهم للصراط المستقيم بالقرآن وبالاسلام أو طريق العبودية، أو طاعة الله ورسوله ..... فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة ولكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها.

أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتبنيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. ومثال ذلك ما نقل عنهم في قوله تعالى: [ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .... ]. مقدمة في أصول التفسير ص8 - 14.

قاعدة:

قد يأتي عن بعض السلف تفسيران للآية أو أكثر مع كونهما مختلفين ويكون كل واحد منهما مخرجاً على قراءة.

مثال: قال تعالى: [لقالوا إنما سكرت أبصارنا] فيها قولان: سُدّت، أو أخذت. قال قتادة من قرأ [سكِّرت] مشددة: يعني سدت. ومن قرأ [سُكِرت] مخففة يعني سُحِرت. انظر تفسير ابن جرير (13/ 256). وورود هذا الشيء لا يعتبر من باب الاختلاف.

الفصل الخامس

تفسير القرآن باللغة

لما كان القرآن كلاما عربياً كانت العربية طريقاً لفهم معانيه وبدون ذلك يقع الغلط وسوء الفهم ونعني بقواعد العربية: مجموع علوم اللسان العربي وهي متن اللغة والصرف والنحو والمعاني والبيان وأساليب العرب في كلامها ووجوه مخاطباتها. ولعلمي البيان والمعاني مزيد اهتمام واختصاص بعلم التفسير لأنها وسيلة لاظهار بلاغة القرآن الكريم هذا وقد شدد السلف النكير على من تجرأ على التفسير دون أن يكون عالما باللغة فقال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب. وقال مالك رحمه الله: لا اوتي برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالاً.

قاعدة:

في تفسير القرآن بمقتضى اللغة يراعى المعنى الأغلب المشتهر دون النادر القليل.

تطبيق: قال تعالى: [لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً] البرد له معنيان: الأول: ما يبرد حر الجسم، وهو المشهور المتداول المتعارف عليه عند العرب. والثاني: النوم، وهو قليل الاستعمال في لغة العرب. فتحمل الآية على المعنى الأول دون الثاني.

قال ابن جرير: وتأويل كتاب الله على الأغلب من معروف كلام العرب دون غيره. التفسير (3/ 13). وقال أيضاً: وتوجيه معاني كلام الله عز وجل إلى الظاهر المستعمل في الناس أولى من توجيهها إلى الخفي القليل في الاستعمال. التفسير (6/ 309) وقال أيضاً: والتأويل في القرآن على الأغلب الظاهر من معروف كلام العرب المستعمل فيهم التفسير (6/ 316).

قاعدة:

إذا تعارض المعنى والإعراب في لفظة واحدة قدمنا المعنى وأولنا الإعراب.

تطبيق: قال تعالى: [إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر].

المعنى: إنه على رجعه في ذلك اليوم لقادر. فالظرف (يوم) متعلق بالمصدر (رجعه).

الإعراب: لا يجوز الفصل بين المصدر (رجعه) وبين معموله (يوم) بفاصل أجنبي كما هو حاصل هنا.

فهنا تعارض المعنى والإعراب، فإن صححنا الإعراب فلا بد من تفسير الآية بمعنى آخر وإن صححنا المعنى لا بد من إعراب آخر. وفي هذه الحالة نصحح المعنى ونلتمس إعراباً آخر. كما هو مقتضى القاعدة أعلاه. وعليه في هذه الآية نقدر فعلاً دل عليه المصدر قبل المعمول.

قاعدة:

تحمل نصوص الكتاب والسنة على معهود الأميين عند نزول الخطاب.

هذه القاعدة تكلم عنها ابن تيمية كثيراً في مصنفاته، مثل المجموع (7/ 106، 115). وكذلك الشاطبي في الموافقات (2/ 69) وما بعدها ... .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير