تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تطبيق: قال تعالى: [لما خلقت بيدي] [بل يداه مبسوطتان] فسرها بعضهم من المتأخرين بأن المراد بها النعمة. قال الأشعري رحمه الله في كتابه الابانه: وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل: عملت كذا بيدي ويعني به النعمة الابانه ص54.

ثم ان استخدام اليد بمعنى النعمة لا بد له من قرينة مقيدة له وموضحه، فإن عدمت القرينة فإنه يحمل على أصل استعماله عند الاطلاق، وفرق بين استعمال اللفظ في حالة كونه مطلقاً وبين استعماله في حالة كونه مقيداً، فالأصل هو الأول ولا يحمل على الثاني إلا بقرينة. اضف إلى ذلك أمراً آخر وهو أن استعمال اليد بمعنى النعمة لا يأتي فيه المثنى والجمع بل المفرد فقط. وانظر لبسط ذلك الصواعق المرسلة لابن قيم رحمه الله.

قاعدة:

كل معنى مستنبط من القرآن لا يجري على اللسان العربي فليس من علوم القرآن في شيء.

توضيح: هذه قاعدة مبنية على سابقتها، وهي مهمة جداً، فهي تبطل تأويلات الباطنية والعقايد الكلامية المخالفة لعقيدة السلف والتفسيرات الاشارية الصوفية، والتكهنات المبنية على حساب الحروف والجمل ... الخ. من الأفك المتراكم الذي يدعي أصحابه أنه من العلوم الصحيحة.

تطبيق:

والأمثلة كثيرة جداً. زعم بعضهم حل شحم الخنزير، وقال أن الآية: [حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير] لم تنص على تحريم الشحم!! وهذا من جهله فإن اللحم يشمل الشحم لغةًَ!!

وانظر إلى تأويل المعتزلة للآية: [وكلم الله موسى تكليماً] قالوا: وجرح الله موسى بمخالب الحكمة تجريحاً!! فلله كم حنت العجمة على أربابها.

قاعدة:

لا يجوز حمل ألفاظ الكتاب والسنة على اصطلاح حادث.

هناك بعض الألفاظ الواردة في الشرع تعارف أهل العصر وقت التشريع على معنى معين لها. ثم جاء ناس بعد ذلك تعارفوا على معنى آخر لهذه اللفظة. فاللفظة في الكتاب والسنة تفسر على المعنى الأول لا الثاني أي على ما كان متعارفاً عليه عند الجيل الأول.

مثال:

لفظة التأويل معناها التفسير. هذا هو المتعارف عليه عند السلف. جاء المتأخرون فيما بعد وتعارفوا على أن معناها صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر لقرينة. فإذا جاءت هذه اللفظة في الكتاب والسنة فإنا نفسرها على ما تعارف عليه السلف لا على ما تعارف عليه الخلف. ومن ذلك لفظة المدينة والقرية فهما في القرآن بمعنى واحد بينما تعارف المتأخرون على أن المدينة هي البلدة ذات العمران الواسع، فإن كانت صغيرة فهي قرية.

قاعدة:

القرآن عربي فيسلك عند الاستنباط والاستدلال مسلك العرب في تفسير معانيها.

تطبيق: قال تعالى: [قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لوناه] اختلف المفسرون فيه على قولين:

الأول: سوداء شديدة السواد.

الثاني: صفراء القرن والظلف.

قال ابن جرير: وأحسب أن الذي قال في قوله (صفراء) يعني به سوداء، ذهب إلى قولهم في نعت الإبل السود: هذه إبل صفر. وهذه ناقة صفراء يعني بها سوداء وإنما قيل ذلك للإبل لأن سوادها يضرب إلى الصفرة .... وذلك إن وصفت به الإبل ليس كما توصف به البقرة. مع أن العرب لا تصف السواد بالفقوع وإنما تصف السواد إذا وصفته بالشدة بالحلوكه وغيرها فنقول: هو أسود حالك ... تفسير ابن جرير (2/ 200).

ذكر بعض الأمور التي لا بد من مراعاتها عند التفسير باللغة:

لا يجوز أن يحمل كلام الله تعالى على مجرد الاحتمال النحوي أو اللغوي.

مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ [والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً] بالجر إنه قسم. ومثل قول بعضهم في قوله تعالى: [وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام] أن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور (به) ومثل قول بعضهم في قوله تعالى: [لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة] أن المقيمين مجرور بواو القسم. ونظائر ذلك أضعاف أضعاف. بل للقرآن عرف خاص ومعانٍ معهودة لا يناسبه أن نفسره بغيرها فإن نسبة معانيه إلى باقي المعاني كنسبة ألفاظه إلى باقي الألفاظ، بل أعظم. حكما أنه ألفاظه ملوك الالفاظ وأفصحها وأجلها فكذلك معانيه. فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به ولا يحمل على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال اللغوي النحوي. فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة كثير من أقوال المفسرين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير