وزيفها وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه. وانظر بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 27) حيث اعتبر ابن القيم أن هذا من أهم أصول التفسير.
معرفة تصريف اللفظة وإرجاعها إلى أصلها:
هذا معين على معرفة القول الراجح. حيث ان فائدة التصريف هي حصول معاني متشعبة من معنى واحد. فالآية: [وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا] أي الظالمون والآية [إن الله يحب المقسطين] أي العادلين. وقد أدى الجهل بهذا الجانب بأقوام إلى ركوب أغلاط شنيعه فمن ذلك ما زعمه بعضهم في الآية [يوم ندعو كل أناس بإمامهم] قال: إمامهم أي أمهاتهم وهو جمع أم. فهم يدعون يوم القيامة بأمهاتهم. وهذا جهل فاضح لأنك تعلم أن أم لا تجمع على امام!!!
يجب اجتناب الأغاريب التي هي خلاف الظاهر والمنافية لنظم الكلام:
جوّز بعضهم أن يكون قوله تعالى: [للفقراء] الواردة في الآية 8 من سورة الحشر. بدلاً من قوله: [ولذي القربى] آية 7. مع أن الفصل بينهما كثير وإنما حمل القائل لهذا مذهبه الفقهي الذي يقول أن ذوي القربى لا يستحقون الفئ لقرابتهم وإنما لفقرهم إن كانوا فقراء.
وانظر تفسير الآية العجيب: [من الذي يشفع عنده] في البرهان للزركشي (1/ 306).
تجنب الإعرابات الشاذة:
مثال: انظر ما ذكره الزمخشري في قوله تعالى: [وأرجلكم] المائدة في تفسيره. البرهان للزركشي (1/ 304).
تجنب التقديرات البعيدة:
انظر تفسير قوله تعالى: [إن رحمة الله قريب من المحسنين] في بدائع الفوائد (3/ 26).
ما كل ما جاز في العربية جاز في القرآن:
فلا يجوز فيه الهجاء المقذع ولا الشعر ولا الهزل ولا الغزل ...... .
وبهذا نكون قد انتهينا بعون الله تعالى من الباب الثاني بفصوله الخمسة وهي تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة وبأقوال التابعين وباللغة.
الباب الثالث
القواعد اللغوية
قاعدة:
الأصل ترابط معاني الكلام وسياقه السابق واللاحق.
توضيح: مهما كان فإن الكلام يلحق بنظيره واجراءه على أقسامه وترابط بين معانيه. وهو أولى من تفريق معاني الكلام وقطعه عن السياق.
مثال: قال تعالى: [فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..... ] الآية.
ذهب بعض المفسرين إلى أنها نزلت في الزبير بن العوام وخصم له اختصما إلى النبي r. وذهب آخرون إلى أنها نزلت في منافق ويهودي حيث تحاكما إلى كاهن أو كعب بن الأشرف. قال ابن جرير: وهذا القول – أي الثاني – أولى بالصواب لأن قوله [فلا وربك لا يؤمنون .... ] في سياق قصة الذين ابتدأ الله الخبر عنهم بقوله: [ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك .... ] ولا دلالة تدل على انقطاع قصتهم فالحاق بعض ذلك ببعض أولى ما لم تأت دلالة على انقطاعه. تفسير ابن جرير (8/ 524).
قاعدة:
صيغة المضارع بعد لفظة [كان] تدل على كثرة المداومة والتكرار.
مثال: قال تعالى: [وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة] وقال تعالى: [إنهم كانوا يسارعون في الخيرات].
قاعدة:
الجملة الاسمية تدل على الثبوت والدوام. والعقلية تدل على الحدوث والتجدد.
مثال: جملة اسمية: [وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد].
جملة فعلية: [وجاءوا أباهم عشاءً يبكون].
قاعدة:
الاختلاف في إعراب المعطوفين يدل على اختلاف معنييهما.
مثال: انظر الخلاف الواقع في تفسير الآية: [الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج] وفي قراءة أخرى: [فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدالَ في الحج] برفع الرفث والفسوق فقط.
فإن جعلنا الجميع منصوباً كان معنى الآية النهي عن الرفث والفسوق والجدال ثلاثتها. وإن جعلنا الجدال وحده منصوباً ورفعنا الباقي كان النهي والرفث والفسوق فقط من باب الخبر يراد به النهي: [خبر لفظاً نهي معنىً]. وكان الجدال غير منهي عنه ومعنى الآية: لا يجوز الرفث ولا الفسوق في الحج. ومعنى: (ولا جدال في الحج) أي لا اختلاف في زمن الحج إنه في ذي العقدة. أي يكون كلاماً جديداًَ لا علاقة له بما سبق.
وفي الآية تفاصيل اخرى انظر تفسير ابن جرير (4/ 154).
الشاهد: أن الاختلاف في الإعراب بين المعطوفين أدى إلى اختلاف المعنى.
قاعدة:
صيغة التفضيل في القرآن قد تأتي على غير بابها فيكون المراد بها مجرد الاتصاف لا تفضيل شيء على شيء.
¥