تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توضيح: صيغة أفعل التفضيل تستعمل للتفضيل بين شيئين اشتركا في صفة. وأحدهما ابلغ من الأخرى. هذا هو الأصل فيها. تقول: زيد عالم، عمرو أعلم منه. اشتركا في صفة العلم لكن عمراً أكثر في الصفة من زيد. وقد تأتي أحياناً صيغة التفضيل على خلاف هذا الأصل فتستخدم بين شيئين لا يشتركان في الصفة المقصودة بالكلام.

أمثلة: قال تعالى: [وهو أهون عليه] وقال: [فسيعلمون من هو شر مكاناً] وقال تعالى: [أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً] وانظر تفصيل الكلام على هذه الآيات واضرابها في أضواء البيان (6/ 294).

قاعدة:

فهم الافعال يكون بضوء ما يتعدى به.

تطبيق:

الآية: [ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم] الفعل أراد لا يتعدى بالباء وعدي هنا بالباء لأنه تم تضمينه معنى فعل [همّ] الذي يتعدى بالباء فيكون المعنى ومن هم فيه بالحاد بظلم ... .

الفعل (نظر) له ثلاثة اعتبارات:

… إذا عدي بنفسه فمعناه الانتظار. ومنه قوله: [انظرونا نقتبس من نوركم].

… إذا عدي بإلى فمعناه المشاهدة. ومنه قوله: [وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة].

… إذا عدي بفي فمعناه التفكر. ومنه قوله: [أولم ينظروا في ملكوت السموات].

قال ابن القيم (رحمه الله):

إن الفعل المعدى بالحروف المتعددة لا بد أن يكون له مع كل حرف معنىً زائد على معنى الحرف الآخر. وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق نحو:

رغبت عنه، رغبت فيه. عدلت إليه، عدلت عنه. وملت إليه، وعنه. وسعيت إليه، وبه. وإن تفاوت معنى الأدوات عسر الفرق نحو: قصدت إليه، وقصدت له، وقصدت له، وهديته إلى كذا، وهديته لكذا، وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر وأما فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة بل يجعلون للفعل معنى مع الحرف ومعنى مع غيره فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال فيشربون الفعل المتعدي به معناه. هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه رحمه الله تعالى وطريقة حذاق أصحابه، يضمنون الفعل معنى الفعل، لا يقيمون الحرف مقام الحرف. وهذه قاعد شريفة جليلة المقدار تستدعي فطنة ولطافة في الذهن. وهذا نحو قوله تعالى: [يشرب بها عباد الله] فإنهم يتضمنون يشرب معنى يروى ...... فهذا أحسن من أن يقال يشرب منها، فإنه لا دلالة فيه على الري. بدائع الفوائد (2/ 20).

قاعدة:

التعقيب بالمصدر يفيد القدح أو المدح.

مثال: قوله تعالى: [صنعَ الله الذي أتقن كل شيء] فهذا يدل على تعظيم قدرته سبحانه وتعالى. كأنه قال: انظروا صنع الله ما أعظمه!! وكذلك قوله: [صبغةَ الله]، [فطرة الله] أي الزموا ذلك وعليكم به. وكل هذا تفخيم لهذه الجمل بواسطة هذه االمصادر.

قاعدة: ما جسم الانسان من أعضاء لا يتعدد إذا ضمّ إليها مثلها جاز فيها ثلاثة أوجه:

الجمع: [وهو الأكثر والأفصح] والتثنية والإفراد.

توضيح: المراد بالأجزاء المفردة مثل: الرأس، الأنف، القلب .... فعندما ينظم إليها مثلها يصح أن تقول: رؤوسكما – انوفكما – قلوبكما [وهو الأفصح والأكثر] ويجوز أن تقول: رأساكما – قلباكما – أنفاكما – ويجوز أن تقول: رأسكما – قلبكما – أنفكما.

أما إذا كان في الجسم من هذا الجزء أكثر من واحد كاليد والرجل .... فإنك إذا ضممت إليه مثله لم يجز فيه إلا التثنية تقول: يداكما، رجلاكما.

ومثل ما تقدم يقال أيضاً فيما يتصل بالجسم وينفصل عنه مثل: الثوب، العمامة، الحذاء ..... .

أمثلة:

قوله تعالى: [إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما] جاءت الآية على الأفصح.

ملاحظة: قد يحصل ببعض الأشياء خلاف، انظر كلامهم حول الجمع في الآية: [فإن كان له أخوة] في تفسير ابن جرير (8/ 41).

الباب الرابع

وجوه مخاطبات القرءان

معنى وجوه المخاطبات: هي الأنواع التي يتصرف فيها المتكلم بالخطاب عندما يقرر المعاني المختلفة هذه التصرفات في الخطاب نسميها بـ (وجوه المخاطبات).

قاعدة:

من شأن العرب في كلامها الالتفات، وهو الرجوع عن اسلوب إلى اسلوب آخر في الكلام، وهو أنواع متعددة، فائدته، ايقاظ السامع، طرادة للكلام.

التطبيق:

1 - الالتفات من الغيبه إلى الخطاب:

قال تعالى: [وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير].

تولوا: أعرضوا وهو اخبار عن غائب.

عليكم: للمخاطب.

2 - الالتفات من الخطاب إلى الغيبة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير