قال تعالى: [صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم]
أنعمت: خطاب.
المغضوب: الغيبة.
وانظر إلى قول إبراهيم عليه السلام: [والذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين] أضاف النعم إلى الله تعالى. وهذا من الخطاب ثم قال: [وإذا مرضت] التفت إلى الغيبة ولم يقل وإذا أمرضني فلم ينسب الفعل إلى الله تعالى مع أنه واقع بقدره وذلك من كمال التأدب مع الله تعالى أن تضيف النعم إليه لا المكروهات. وتأمل قوله تعالى حكاية عن الجنة وتأدبهم مع ربهم: [وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا].
ج- الالتفات من المتكلم إلى الغائب:
مثال: [أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين * رحمة من ربك]، [إنا أعطيناك الكوثر * فصلِّ لربك وانحر]، [إنا فتحنا لك فتحاً مبينا * ليغفر لك الله ..... ].
د- الالتفات من الغيبة إلى المتكلم:
مثال: قال تعالى: [والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه].
هـ - الالتفات من المتكلم إلى الخطاب:
قال تعالى: [وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون] أصل الكلام فيه: وإليه أرجع، ثم التفت من المتكلم إلى الخطاب ونكتة ذلك أنه يريد النصيحة لهم كما يريد لنفسه.
و- العدول من فعل المستقبل إلى فعل الأمر:
قال تعالى مخبراً عن قول هود لقومه: [إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه]. لم يقل: واشهدكم. حتى لا يعطف إشهادهم على إشهاد الله.
ي- العدول من الخطاب الواحد إلى الجمع، وبالعكس:
وهذه أنواعه:
الالتفات من الواحد إلى الإثنين:
[قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض].
الالتفات من الواحد إلى الجمع:
[يا أيها النبي إذا طلقتم النساء].
الالتفات من الاثنين إلى الواحد:
[قال من ربكما يا موسى].
الالتفات من التثنية إلى الجمع:
[وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة].
الالتفات من الجمع إلى الواحد:
[وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين].
الالتفات من الجمع إلى الاثنين:
[يا معشر الجن والإنس إن استطعتم ..... فبأي آلاء ربكما تكذبان].
مثال على الالتفات من المثنى إلى الجمع ثم إلى الواحد:
[وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين].
ل- الالتفات من الماضي أو المضارع أو الأمر إلى بعضها البعض:
1 - الالتفات من الماضي إلى المضارع: [والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً .... ].
2 - الالتفات من الماضي إلى الأمر: [قل أمر ربي بالقسط ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم ... ].
3 - الالتفات من المضارع إلى الماضي: [ويوم ينفخ في الصور ففزع].
4 - الالتفات من المضارع إلى الأمر: [قال إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون ... ].
5 - الالتفات من الأمر إلى الماضي: [واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى * وعهدنا إلى إبراهيم ... ].
6 - الالتفات من الأمر إلى المضارع: [وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون].
م- التفات الضمائر:
قال تعالى: [إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد]. على قول من يقول أن قوله: [وإنه على ذلك لشهيد] عائد إلى الله U. فقد أخبر عن الإنسان، ثم انصرف عن ذلك للإخبار عن الله تعالى، ثم رجع للإخبار عن الإنسان مرة أخرى. وعلى القول الآخر، أنه يعود للإنسان أيضاً، فلا تكون الآية موضع شاهد. والله أعلم.
قاعدة:
إذا كانت الآيات في أمور خاصة، ثم أراد الله تعالى أن يحكم عليها، وذلك الحكم لا يختص بها، جاء الله تعالى بالحكم العام الشامل.
مثال: قال تعالى: [قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب]. ذكر الحالة التي وقع السياق لأجلها، ثم جاء بالحكم العام ليشملها وغيرها.
قاعدة:
قد يأتي الخطاب بالشيء على اعتقاد المخاطب دون ما في نفس الأمر.
ويأتي هذا على أنواع متعددة:
التعبير بألفاظ توافق اعتقاد المخاطب وإن كان الواقع خلافه:
[حجتهم داحضة عند ربهم] فذكر حجتهم مع أنه ما يجادل به الكفار ليس من باب الحجج بل هو ترهات لا وزن لها، لكن عبر بذلك جرياً على اعتقادهم.
¥