قال الشيخ حمد بن عتيق- رحمه الله-: (فلو قُدِّر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب الله، ولا يتمعَّر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله وأقلهم ديناً وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه).
ودرجات تغيير المنكر ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
فهاهم أحبابك وإخوانك سد منهم النقص ودلهم على الخير وأمرهم به وانههم عن المنكر، وقابلهم بالرفق واللين وحسن الكلام وجميل المقابلة.
ومجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة، منها: إقامة الصفوف وتنبيه الغافل وتعليم الجاهل وإبعاد النساء عن الرجال والأمر بالحجاب والتحذير من السفور.
والمسلمة تُعلِّم النساء كيفية الصلاة الصحيحة وأمور الطهارة وتحذرهن من البدع والشرك وتأمرهن بالحجاب ...
- الوقفة الرابعة عشر: الدعاء ... الدعاء .. قال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [رواه أبو داود].
فأحرص أخي الكريم على الدعاء وأكثر منه بقلب حاضر، ورجاء في الإجابة إن الله جواد كريم، وقد اجتمع لك المكان الطاهر، والزمان الفاضل، وأنت صائم، ومسافر، فتحرَّ فتح الأبواب، وأكثر من الدعاء لخاصة نفسك، ولوالديك، وذريتك، وادعُ الله عزّ وجلّ أن يُصلح أمور المسلمين.
الوقفة الخامسة عشر: إلى كل أب وأُم وزوج أسوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... » [متفق عليه].
وإلى كل مسؤول عن أسرته، لا يكن بقاءك في مكة وانشغالك بالعبادة ضياع لحقوق الرعاية، والحفظ والصون لمحارمك، فإن إهمالهم خطراً عظيماً عليهم وتضييعاً لأمر رعايتهم، واصحب أبناءك معك، ولتصحب الأم بناتها ولا يخرجن ولا يدخلن إلى معها، مع تمام الستر والحشمة، وإن تيسر لك أن تعود بعد العمرة مباشرة بأهلك فذلك خير. و والله نرى ما يندى له الجبين من ترك الحبل على الغارب في تلك الأماكن المقدسة من سفور النساء وكثرة ترددهن على الأسواق واختلاطهن بالرجال.
أخي المسلم .. أختي المسلمة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أُمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» [رواه البخاري].
جعلني الله وإياكم ووالدينا من المقبولين في هذا الشهر الكريم، ومنَّ علينا برحته ورضوانه والعتق من نيرانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=644
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 11 - 07, 02:21 م]ـ
تكرار الحج
سلمان بن فهد العودة
يستعدّ الكثير - من أهل الخليج والسعودية بصفة أخص - هذه الأيام للسفر إلى الأماكن المقدسة لحج بيت الله الحرام.
حج الفريضة واجب على كل مسلم قادر توفّرت فيه الشروط بإجماع العلماء، بل هو أحد الأركان الخمسة التي عليها مدار الإسلام بالاتفاق، ومن جحد وجوبه كفر إجماعاً.
والتزوّد من النوافل خير، {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة:158]
بيد أن ثمّة نوافلَ تخص الفرد ذاته, كالصلاة والصيام، فهذه تعود إلى المتطوّع دون غيره، والأغلب أن الآخرين لا يتضرّرون منها، ولا يستفيدون منها بصفة مباشرة.
وثمّة نوافل تنفع الناس, ويتعدّى برّها وخيرها لهم؛ كنوافل الصدقة والإحسان؛ فمهما أكثر منها المرء كان فضلاًًَ له، ونفعاًَ لغيره.
ولذا يُقال: لا إسراف في الخير, وإن كان هذا الأمر ليس على إطلاقه.
ولذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص عندما أوصى بماله كله، بأن يُمسِك بعضه فهو خير له. البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين في قصة الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ونزلت توبتهم؛ «قال كعب بن مالك: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقاً, وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَقَالَ له النبي صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».
¥