تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{وَقُل لِّلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}. قال ابن كثير رحمه الله: " وهذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم لما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا لما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرمٍ من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً". والنبي صلى الله عليه وسلم يُذكِّر علي بن أبي طالب وهو من هو في الورع والتقى فيقول: «يا علي، إن لك كنزاً في الجنة فلا تُتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة» [رواه أحمد].

وهذا ابن سيرين يقول: إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحلُّ لي، فأصرف بصري عنها .. فاستحضر يا من أنت في بلد الله الحرام .. عظمة الجبار، وهو المطلع، ويوماً تتطاير فيه الصحف وتشيب فيه الولدان. وبالإمكان تلافي الزحام بالتأخر لمدة دقائق واستثمارها في قراءة القرآن أو الذكر.

- الوقفة الحادية عشر: كما أن للوضوء شروطاً لا تصح الصلاة إلا بها، فإن للحجاب شروطاً لا بد من توافرها لكي تتعبد المسلمة الله عزّ وجلّ بهذا الستر والاحتشام.

ومن شروط الحجاب: أن يستر كل الجسم بلا استثناء، وأن لا يكون زينة في نفسه، وأن يكون سميكاً غير شفاف، وأن يكون واسعاً فضفاضاً غير ضيق، وأن لا يكون مشابهاً لملابس الرجال، وأن لا يكون معطراً، أو مبخراً.

فإلى المرأة المسلمة الحيية التقية النقية التي تسعى إلى رضا الله عزّ وجلّ وطلب مغفرته ومرضاته .. احرصي – بارك الله في أعمالك- على لباس العباءة الساترة غير المزركشة، وابتعدي عن النقاب والكاب ووضع العباءة على الكتف، وتجنبي- حرم الله وجهك عن النار- مزاحمة الرجال أو التعطر وأنتِ خارجة أمامهم.

ومن تمام الستر لبس الجورب والقفازين سترك الله بستره .. وبوأك من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار.

واحذري من أن تكوني ممن قال فيهن النبي صلى الله عليه وسلم: «رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» [رواه البخاري].

- الوقفة الثانية عشرة: لكل من أدركَ رمضان وأعانه الله على أداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام، جدّد التوبة والأوبة وعد إلى الله عوداً حميداً، واستثمر وقتك في الطاعة والعبادة فإنها أيام قلائل وساعات معدودة. ولا يكن سفرك المسافات البعيدة لتعصي الله عزّ وّوجلّ بالفعل أو القول ولا تضيع أوقاتك في الأسواق ومراقبة الناس! واحرص على غض بصرك وتزود من الخير {وَتَزَوَّدُوا فَإِنّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ولا يكن آخر عهدك بهذا البيت العظيم العصيان والآثام! وأربأ بكل مسلم (ومسلمة) باحث عن الأجر وهو يجانب طريق الخير، وأربأ أن يجتمع عليهم في بلد الله الحرام: حرمة الشهر، وحرمة المكان، وحرمة الذنب! واعلم يا ابن آدم أنك تموت وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك .. فاستعد للأمر وتيقظ للقادم، وتأهب للسؤال فإن أمامك ناراً يُقال لها لظى، وجنة عرضها السموات والأرض، فكم من المسابقين إليها، وجُدَّ في طلبها وكم ممن أثنى الله عليهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَشِعِينَ}.

- الوقفة الثالثة عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته في الإسلام عظيمة، وعده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عزّ وجلّ على الإيمان في قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}. وقدّمه الله عزّ وجلّ في سورة التوبة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وفي هذا التقديم بيان لشأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعظم منزلته وخطر تركه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين ومن أسباب التمكين في الأرض، ومن أسباب النصر وكذلك من أسباب قبول الدعاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير