تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 11 - 07, 09:47 م]ـ

لبيك اللهم لبيك للشيخ سعيد عبد العظيم

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله , أما بعد

فقد أمر نبى الله إبراهيم – عليه السلام – بعد أن فرغ هو و إسماعيل – عليه السلام – من بناء الكعبة، ورفع القواعد من البيت أن يؤذن فى الناس بالحج) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ (" سورة الحج: 28 " و امتثل نبى الله إبراهيم لأمر ربه و نادى إن الله قد أمركم بالحج فحجوا، فتجاوب الكون و الأصداء مع هذا النداء العلوي، و أتى الناس من كل فج عميق و أوب سحيق، يعظمون شعائر الله) ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب (" سورة الحج: 32 " مناسك و أماكن، جعل سبحانه تعظيمها تعظيمه و التفريط فى حقها تفريطاً فى حقه، جاء الصيني و الهندي و الإندونيسي و العربى ..... يؤدون. لو بذلوا المهج و ساروا على رؤوسهم بلوغاً لبيت الله الحرام، يملؤهم الشوق و الحنين تجاه هذه البقاع المباركة مصداق دعوة إبراهيم) فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون (" سورة إبراهيم: 37 " حنين لا يمكن أن ينقطع من نفوس المؤمنين، دعاهم فلبوا النداء و لسان حالهم قبل مقالهم ينطق لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك. لقد بورك فى الصوت الضعيف وربك على كل شئ قدير، و من الله الرسالة و على الرسول البلاغ و علينا التسليم، إن عليك إلا البلاغ، لا تكلف نفسك و حرض المؤمنين فإذا حدث الامتثال و تمت الطاعات، و تعلقت القلوب بخالق الأرض و السموات، فحدث عن الخيرات و البركات ولا حرج و إلا فمن كان يتخيل هذه الاستجابة لهذا النداء ممن اختلفت ألسنتهم و ألوانهم و أوطانهم، و قد توحدوا فى تلبيتهم يتوجهون فى صلاتهم إلى بيت الله العتيق، يرتدون إزاراً ورداء يرجون تجارة لن تبور، ينتقلون إلى منى ثم إلى عرفات و يمرون بمزدلفة فلا يقفون بها و فى عرفات يصلون الظهر و العصر جمعاً و قصراً ثم يدفعون بعد غروب الشمس إلى مزدلفة حيث يصلون بها المغرب و العشاء جمعاً و قصراً، و يبيتون بمزدلفة ولا يحيون ليلة النحر ثم يقفون بالمشعر الحرام بعد صلاة الفجر حتى تسقر الشمس ثم يدفعون إلى منى لرمى جمرة العقبة. و كان الحمس و هو المتشددون فى دينهم يأنفون من الوقوف بعرفات مع بقية الناس و يقفون بمزدلفة و ذلك لأن عرفات من الحل و المزدلفة من الحرم، فأمرهم سبحانه أن يقفوا حيثما وقف الناس قال) ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ (" سورة البقرة: 199 ". حركة واحدة و أندفاعة إيمانية هائلة من شأنها أن تغير الحياة و الأحياء لتقيم أمر الله فى دنيا الناس،و تكون الاستجابة من بعد الاستجابة و الطاعة من بعد الطاعة، على مستوى الحاكم و المحكوم و الكبير و الصغير و الرجل و المرآة و العربى و العجمي و الحياة لا تصلح إلا بأن تكون هكذا) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (" سورة الشورى: 52 ". شأن المؤمن المطيع المستجيب كشان الحيي، و شأن الكافر المعرض كشأن الميت) أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا (" سورة الأنعام: 122 ". هذه الطاعة و هذه الاستجابة التى تحكيها التلبية مطلوبة فى العسر و اليسر و المنشط و المكره، مطلوبة فى الظاهر و الباطن و السر و العلانية، مطلوبة فى الحج و الصلاة و الصيام ..... و فى السياسة و الاجتماع و الأخلاق .... فى المسجد و السوق فى الحرب و السلم، و مطلوبة أيضاً على مستوى الفرد و الدولة) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير