تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (" سورة النساء: 65 ") وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (" سورة الأحزاب: 36 ") يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (" سورة النساء: 59 " لقد لبى السعداء الموفقون النداء، و أعرض التعساء المخذولون عنه، فبينما لبى الموحدون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، كان المشركون يلبون إلا شريكاً هو لك تملكه و ما مالك، و هذا على عادتهم فى الكفر و عبادتهم الأصنام و الأوثان التى تضر ولا تنفع، و ما كانوا يسوون آلهتهم بالله من كل وجه فقد كانوا إذا ركبوا فى البحر و هاجت الأمواج دعوا الله مخلصين له الدين، فلما أنجاهم إلى البر إذا هم يشركون، كانوا يقذفون بالأصنام إلى البحر و يقولون يا رب، و لسفاهة عقولهم و ضلالة أفئدتهم كانوا يعودون لعبادتها مرة ثانية. و كانوا قد ملأوا الكعبة بالأصنام، و كانوا يطوفون بالبيت عراة و يقولون لا نطوف بثياب عصينا الله فيها. لقد انتكست العقول و ارتكست الفطر عند أهل الجاهلية الأولى فكان التغيير و التبديل لمعاني التوحيد و التشريع فى الحج و غيره، و الجاهلية ليست حقبة تاريخية حدثت و انتهت، بل هى تصورات و معتقدات و ظنون و حمية و تبرج و حكم بغير ما أنزل الله، و كثير من الأوضاع ما زالت تتشبه بالجاهلية الأولى، فهذه الفلسفات و الدساتير و النظم التى تخالف دين الله، و تشريع العباد للعباد و الذبح لغير الله و التماس المدد من المخلوقين و الاستغاثة بالمقبورين، و دعاء الأولياء و الصالحين ...... كلها صور تخالف معانى التلبية و الاستجابة و الطاعة لله رب العالمين، بل ما زال الناس يعبدون الأصنام فى أدغال أفريقيا، ويجثون على الركب أمام العذراء، وفى أوربا يطوفون حول قبر لينين فى روسيا " يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ " إن التلبية بمثابة منهج حياة ودلالة على معنى الوحدة والتوحيد، والملبي لهو أوفر الحظ و النصيب مما كان عليه الأنبياء و المرسلين) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (" سورة الأنعام: 90 " فحياة نبى الله إبراهيم ووصله و هجره و حله و ترحاله، و نقضه و إبرامه، كانت ترجمة حقيقية لهذه التلبية، فمناظرته لأبيه و قومه و النمروذ، و تركه لهاجر وولده الوحيد إسماعيل ببلد الله الحرام كانت استجابة لأمر الله فلما أراد أن ينصرف إلى فلسطين تعلقت به هاجر و قالت له: " أآلله أمرك بهذا، قال لها: نعم، قالت: فإنه لن يضيعنا، و الله لا يضيع أهله، و بعد أن غاب عنهم توجه إلى ربه و قال) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (" سورة إبراهيم: 37 " ثم رفع القواعد من البيت هو و إسماعيل نزولاً على أمره سبحانه) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (" سورة البقرة: 127 – 128 " ووقف النبى صلى الله عليه و سلم بعرفات و قال: " قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم " و لبى صلوات الله و سلامه عليه لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك و لبى الصحابة معه – و سمع البعض يقول: لبيك بحجة، لبيك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير