وعليك أخي قاصد بيت الله الحرام، أن تلبي نداء الله تعالى بالطاعة، فبادر من فورك بالتوبة النصوح من جميع الذنوب، لقوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) وإن كان عندك للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها اليهم قبل سفرك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه).
واصحب في سفرك الأخيار من أهل الطاعة والتقوى والفقه في الدين، واحذر صحبة السفهاء والفساق، وأكثر من الذكر والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات في الجماعة، وحفظ اللسان من كثرة القيل والقال، والخوض فيما لا يعنيك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).وعليك إذا أردت الحج ولم تسق الهدي أن تنوي حج التمتع لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه به آخر الأمر، ولقوله عليه الصلاة وأزكى السلام: (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة).
وإياك أخي الحاج أن تدع البيات في منى ليلة عرفة فإنه واجب.
وعليك البيات أيضا في المزدلفة حتى تصلي الصبح، فإن فاتك البيات فلا يفوتنك أداء الصلاة فيها فإنه أوجب منه، بل هو ركن من أركان الحج على القول الأرجح عند المحققين من العلماء، إلا النساء والضعفة فإنه يجوز لهم الانصراف بعد نصف الليل.
وإياك أن تمر بين يدي أحد من المصلين في المسجد الحرام، فضلا عن غيره من المساجد ولا تدع أحدا يمر بين يديك. لقوله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا من أن يمر بين يديه).
وإياك الإفاضة من عرفات قبل غروب الشمس.
وأنبهك أنه من السنة شد الرحال إلى المسجد النبوي، كما أنه من البدع قصد قبره صلى الله عليه وسلم بالسفر، فإذا حصل الأول ثم زار القبر فلا بأس. إذ السنة قصد المسجد بالسفر لا قصد القبر.
وقد أدرجت لك أخي الحاج خطوات الحج متمتعا، فتعتمر وتتحلل ثم تحرم للحج يوم التروية، وأسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتك.
أولا:
خطوات العمرة
(أ) عند الميقات
* يستحب الإغتسال للإحرام، الرجل والمرأة (وإن كانت المرأة حائضا أو نفساء).
* يلبس الرجل الإزار والرداء والنعلين، ولا يلبس ما يستر الرأس.
* وله أن يلبس الإحرام قبل الميقات.
* لكن إذا جاء الميقات وجب عليه الإحرام.
* والإحرام يعني أنه يعقد النية ملبيا قاصدا الإحرام، فيقول:
لبيك اللهم عمرة، .................... (وهو مستقبلا القبلة)
وإن أحب قرن مع تلبيته الاشتراط على ربه تعالى خوفا من العارض (من مرض أو خوف) ...... فيقول: اللهم محلي حيث حبستني، ............. (إن فعل ذلك فحبس أو مرض جاز له التحلل من عمرته وليس عليه دم وعمرة).
ويقول بعدها: اللهم هذه عمرة لا رياء فيها ولا سمعة.
وله قبل أن يحرم أن يتطيب في بدنه (وطيب النساء لا رائحة له).
* لو صلى فريضة قبل الإحرام فقد تأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم.
* ثم يبدأ بالتلبية من الميقات حتى وصوله مشارف مكة ملتزما بها يرفع بها صوته وترفع بها صوتها إذا أمنت الفتنة. لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الحج العج (1) والثج (2)).
.... يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
وله أن يقول: لا إله إلا الله.
(ب) عند دخول المسجد الحرام
* يدخل برجله اليمنى ويقول: اللهم صل على محمد وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
* إذا رأى الكعبة رفع يديه إن شاء ويدعو بما تيسر له.
* ثم يبادر إلى الحجر الأسود فيقول:
بسم الله، الله أكبر .................
ويستلمه بيده، ويقبله بفمه، ويسجد عليه أيضا (كل حسب الاستطاعة) يفعل ذلك في كل طوفة من غير أن يزاحم.وإلا أشار إليه بيده وكبر.
* يبدأ الطواف .... جاعلا الكعبة عن يساره، فيطوف من وراء الحجر سبعة أشواط، من
الحجر إلى الحجر شوط.
وفي الأشواط كلها يضطبع (يعني يكشف منكبه الأيمن ويغطي الأيسر).
لكنه يرمل في الثلاثة الأولى، ويمشي في سائرها.
¥