و هاهو كتاب العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله "تنبيهات في الحج
على الكتابة المسماة افعل ولا حرج! " - رد على العودة
للتحميل كامل من هنا: http://ppc.fm/F@s1/tanbiat-hadj.zip
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[27 - 11 - 07, 12:38 م]ـ
و تزودوا فإن خير الزاد التقوى - الشيخ عبدالله الغديان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.
الله سبحانه و تعالى ذكر هذه الجملة من الآيات التي في سياق قوله جل و علا) و أتموا الحج و العمرة لله ([البقرة: 196] , و قال هنا) و تزودوا فإن خير الزاد التقوى ([البقرة:197] و إذا نظرنا إلى هذه الجملة و جدنا أنها تتكون من الأمور الآتية:
أما الأمر الأول: فهو الآمر بتزود
و الثاني: المأمور بتزود
و الثالث: الزاد المأمور بتزود به.
و الرابع: هو التزود
و الخامس: هي العوارض التي تعرض للإنسان من جهة إعاقته عن هذا التزود إما كلياً أو في بعض الأحوال
و السادس: الأمور التي يعالج أو تعالج بها هذه العوارض.
سأتكلم على كل واحد منها علي سبيل الاختصار حسب الوقت و أترك كثيراً من الوقت للإجابة على الأسئلة.
أما الأمر الأول فهو الآمر بتزود , و الآمر بتزود هو الله جل و علا و هذا الآمر هو الذي بيده مقاليد السماوات و الأرض , و هذا بخلاف أي فرد من أفراد المخلوقين فإنه لا يملك لنفسه نفعاً و لا ضراً و موتاً و لا حياةً و نشورا , هذا الآمر نحتاج إلى أن نقف وقفتاً من جهة علاقة الآمر بالمأمور , إذا نظرنا إلى هذا الآمر وجدنا أنه قال في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته) فإذاً هداية الدلالة هداية التوفيق و الإلهام هي بيد الله جل و علا , لو أن جميع أهل السماوات و أهل الأرض اجتمعوا على أن يهدوا شخصاً ما أراد الله هدايته لما استطاعوا , و لو اجتمعوا على أن يضلوا شخصاً ما أراد الله إضلاله لما استطاعوا , (كلكم ضالٌ إلا من هديته فستهدوني أهدكم) , و أنتم تقرءون في الصلاة كل يوم سبع عشرة مرة) إهدنا الصراط المستقيم (, (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني) فإذاً الله سبحانه و تعالى مهما كاد الخلق أو مهما اجتمعوا على أن يوصلوا نفعاً إلى الله فإنهم لا يستطيعون لا إيقاع ضرر أدنى ضرر و لا أدنى نفع لماذا؟ لأنه كما قال جل و علا:) و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه ([الزمر:67] ,) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعداً علينا ([الأنبياء:104] و يقول أيضا: (يا عبادي كلكم جائع , فستطعموني أطعمكم) فإذاً جميع الأرزاق التي على وجه الأرض هي من فضله على خلقه , هذا هو الآمر بتزود (يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فستكسوني أكسكم) , (يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء) يعني لو أن الآن بنو آدم من خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة كلهم فجار ما نقص ذلك من ملكه شيء , (يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم) يعني كانوا كلهم صالحون (ما زاد ذلك في ملكي شيء) , فلو كانوا فجاراً لما نقص ملكه , و لو كانوا أتقياء لما زاد ذلك في ملكه شيء , (يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيت كل واحدٍ منكم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيء إلا كما ينقص المخيط إذا ألقي في البحر) هذا هو الذي يقول) و تزودا ((يا عبادي إنكم تخطؤن بالليل و النهار و أنا أغفر الذنوب فستغفروني أغفر لكم) هذا هو الذي يقول لك) و تزودوا فإن خير الزاد التقوى ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) وكلّ الله بك في الليل و النهار ثمانية من الملائكة , كل واحد , ملكان من صلاة العصر إلى صلاة الفجر على يمينك واحد يكتب الحسنات و على يسارك واحد يكتب السيئات , و جعل الله ملكاً أمامك و ملكاً خلفك يحفظانك مما يضرك , و في أربعة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر و هكذا , و كل يوم تحفظ فيه هذه الأعمال , هذا هو
¥