فبعد الوقوف على مفهوم العيد وما يكتنف الأعياد والمناسبات الوافدة لنا من البلاد الكافرة من شبهات دينية ودنيوية، ومخاطر تعم الفرد والمجتمع، سنذكر بعض المفاسد التي تترتب على الإحتفال بأعياد المشركين.
1 - الإحتفال بأعياد المشركين فيه الموالاة لهم: ينبغي للمسلم أن يدرك يقينا أن عقيدتنا مبنية على أساس الولاء والبراء، فلا يجوز صرف ذلك لخدمة النفس والهوى، والإحتفال يدخل في باب الولاء، وقد نهانا الشارع الحكيم عن موالاة اليهود والنصارى قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (8).
والولاية كما ذكر ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: (تنبني على الوفاق والوئام والصلة، وليس أولائك بأهل لولاية المسلمين، لبعد ما بين الأخلاق الدينية، ولإضمارهم الكيد للمسلمين) (9).
وقال ابن عطية رحمه الله في تفسيره: (نهى الله تعالى المؤمنين بهذه الآية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في النصرة والخلطة المؤدية إلى الإمتزاج والمعاضدة.
وحكم الآية باق، وكل من أكثر مخالطة هذين الصنفين فله حظه من هذا المقت الذي تضمنه قوله تعالى: {فإنه منهم}) (10).
فهذه الآية المباركة نص في المسألة لقطع دابر من يتولاهم في زماننا ممن استهوتهم نسمات العقائد الفاسدة، فكل من سار على مذهبهم وتخلق بأخلاقهم وشاركهم في طقوس أعيادهم له نصيب منهم مما يستحقونه من المقت والغضب لأنه منهم بالتبعية.
- قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزؤا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء} (11).
فتبت يقينا عدم جواز اتخاذ أهل الذمة وغيرهم من الكفار أولياء، لأنهم متهمون في عقائدهم لا يخلصون النصيحة، بل يكنون للإسلام الغل والعداء والأحقاد ويهزؤون بأهله.
كيف لا وهم يكفرون بالله، وينكرون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن كان هذا شأنه فجدير ألا يواليه مسلم لا باحتفال أو بغيره من مظاهر الموالاة.
- قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (12)
فالأية الكريمة تنص على أن من صفات أهل النفاق الموالاة للكفار.
2 - الاحتفال بأعيادهم فيه التشبه بهم:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} (13)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم. وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (14).
وقوله صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من تشبه بغيرنا} (15)
وهذا فيه دلالة واضحة على عظم جرم التشبه بالكفار ومجاراتهم في أفعالهم.
فالمسلم الذي يتشبه بغيره من الكفار، بأي نوع من أنواع التشبه الظاهر، في عاداته أو لباسه أو حركاته وسلوكه وفي الأمور كلها يدل غالبا على أنه لديه شعور باطني بمودة من يتشبه بهم، لأن التشبه نتيجة عن المحبة و الموالاة والإعجاب، مما يترتب على ذلك المودة المحرمة أثارا سلبية على الفرد والمجتمع، لما فيها من المنافاة للإيمان الذي دلت عليه النصوص فلزمنا أخذه بالإعتبار سدا للذريعة.
3 - أعياد الكفار وما يفعلونه فيه المعصية واعتقاد للضلال:
لأنها من جملة البدع والمحدثات التي نهى عنها الشارع ورتب عليا العقوبة الدنيوية والأخروية، {لأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار} (16)
فكل بدعة في الدين ضلالة محرمة، هذا مما أجمع عليه السلف، لأن البدع والمحدثات في الدين لم تنتشر إلا بعد القرون المفضلة مع ظهور الروافض و الفرق الكلامية والصوفية بمختلف مشاربها.
4 - الاحتفال بأعيادهم كبر في النفس و إفساد للدين:
¥