وسلم. ومن تمام الدين وكمال الشريعة شرع الله تعالى لهذه الأمة أعيادا معلومة دل عليه النقل والعقل (الجمعة والفطر والأضحى)، فلماذا نحيد عنها إلى سواها من الأعياد الوافدة لنا من أهل الشرك والباطل، أين هي العقول الفطنة أين هي الفطر السليمة، أمم تشرك بالله وتجعل لله أندادا باسم الرب والابن وروح القدس عقيدة التثليث المزعومة وتدعي أن نبي الله عيسى ابن الله صلب ليخلص البشرية من الخطايا ونسوا أن زعمهم هذا هو أم الخطايا وهل هناك ذنب أعظم من الشرك والكفر بالله، وأخرى تدعي أن عزيرا ابن الله وأنهم شعب الله المختار وما سواهم نجس وحجتهم في ذلك جميعا كتبهم المحرفة المنسوجة بيد أساطيل الكفر والضلال.
لا يستهويك ما هم فيه اليوم من المجد المادي فالدنيا ظل زائل وعارية مسترجعة، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: {لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء} الترمذي، وصححه الألباني.،و قال صلى الله عليه وسلم: {الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر} مسلم.
كما أنه ليس شيء من أمور الكفار، في دينهم ودنياهم، إلا وهو: إما فاسد وإما ناقص في عاقبته، حتى ما هم عليه من اتقان أمور دنياهم، قد يكون اتباعنا لهم فيه ضرر، إما في ديننا أو دنيانا، وإن لم ندرك ذلك.
أما بالنسبة للحالة التي وصلنا إليها اليوم هي نتيجة ما اكتسبته أيدينا، والله ينصر الأمم العادلة ولو كانت كافرة على الأمم الظالمة ولو كانت مسلمة، نحن اليوم نعيش لحظات الوهن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أمن قلت يومئذ يا رسول الله، قال: لا ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم منكم، وليقدفن في قلوبكم الوهن، قيل: ما الوهن يارسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت} أبو داود، وصححه الألباني في الصحيحة.
والواقع الذي نعيشه خير دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأن من حبنا للدنيا صرنا عبيدا لحضارة الغرب إلا من رحم الله، حيث اعتاد كثير من المسلمين الاحتفال برأس السنة الميلادية التي نحن على مقربة منها، مجارة منهم لليهود والنصارى في منكراتهم، وتخلقا بأخلاقهم، وسيرا على نهجهم في ارتكاب أبشع الرذائل والمنكرات من شرب للخمور والزنا، إلى غير ذلك من الخبائث وأنواع لفجور.
باسم المدنية والتحضر والتطبيع والتضبيع الذي تسعى الصهيونية الملعونة، والصليبية الضالة، إلى ترسيخه في النفوس، واشاعته بين صفوف الناس.
وللأسف تبعهم في ذلك شرذمة من بني جلدتنا يتكلمون بلساننا لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ومن الوحي إلا رسمه، فتجدهم يفتحون الأبواب الموصدة أمام هذه العقائد الباطلة والأعراف الفاسدة، سخروا في ذلك الغالي والنفيس.
وفي مقدمة ذلك وسائل الإعلام الهابطة بشتى أنواعها بينما تغض الطرف على أهم قضايا الأمة وما تعانيه جموع الشعوب الإسلامية من تقتيل ونهب وسفك للدماء والأنفس واغتصاب للنساء والثروات على يد من نكرس الجهود للاحتفال بأعيادهم والسير على طريقهم، كيف يحلو الاحتفال وبلاد الأقصى تإن تحت وطأت قتلة الأنبياء إخوان القردة والخنازير، كيف يحلو السمر وبلاد الرافدين تنتهك على يد الصليبين وأعوانهم من الفرق الضالة التي مهدت الطريق لتنفيذ مخططاتهم.
كيف يحلو الفرح وإظهار الزينة وإشعال الأنوار وواقع كثير من بلاد المسلمين مظلم من الظلم والإضطهاد.
أين هي النفوس الأبية التي ترفض الظلم والجور، هل ماتت الغيرة على الدين والأرض والعرض، أم ماذا ... والله المستعان؟؟؟.
كان الناس في الزمن الأول يتسابقون على الصف الأول في المسجد، وساحات القتال، ويتهافتون على مجالس العلم، بينما اليوم يزدحمون على محلات الحلويات والزينة، ويتصارعون على الحانات ومحلات بيع الخمور، فترى الناس سكارى وما هم بسكارى. سكر وعربضة، وإظهار لشعارات ورموز الكفر.
فإذا كانت الحالة هذه وجب علينا أن نبين للناس مخاطر هذه البدع القبيحة، والعادات المشينة التي يرفضها الشرع وتنفرها الفطر السليمة، لما لها من أضرار وخيمة على الأمة برمتها.
¥