تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما النوع الأول ممن يلعبون بالنار فلا تضرهم?، فهم يفعلون ذلك بحيل وأدهان طبيعية مثل دهن الضفادع ودهن الطلق وغيرها من المواد الطبيعية التي يدهنون بها أجسادهم وأيديهم فلا تؤثر فيهم النار، وهذا معروف كشفه غير واحد ممن اطلع على أفعالهم، وتستطيع أن تجد وصف هذه الحيل والألاعيب وكيفيتها في كتاب " المختار في كشف الأسرار وهتك الأستار " للشيخ عبد الرحمن الجوبري (المطبوع سنة 1302هـ = 1885م) فقد تتبع زيفهم وكشف أفعالهم وحيلهم، وكذلك فعل أحمد بن عبد الملك بن شُهيد في كتابه " الباهر " (ما زال مخطوطا، وقد اقتنيت تصويره).

ونذكر هنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد واجه هؤلاء وكشف زيفهم، وله مواجهة طويلة معهم ذكرها رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 11ص445 - 450 ومواضع أخرى، ثم قال بعد أن واجههم: وعامة ذلك عن حيل معروفة وأسباب مصنوعة، أراد غير مرة منهم قوم إظهار ذلك، فلما رأوا معارضتى لهم رجعوا ودخلوا على أن أسترهم، فأجبتهم إلى ذلك بشرط التوبة، حتى قال لي شيخ منهم فى مجلس عام فيه جماعة كثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة ومن احترق كان مغلوبا، فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك.

وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 11ص 459 – 460، 465، 466: وقد استخرت الله سبحانه أنهم إن دخلوا النار أدخل أنا وهم، ومن احترق منا ومنهم فعليه لعنة الله وكان مغلوبا، وذلك بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، لأنهم يطلون جسومهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع وباطن قشر النارنج وحجر الطلق وغير ذلك من الحيل المعروفة لهم، وأنا لا أطلي جلدي بشيء فإذا اغتسلت أنا وهم بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق .. فأنا أصنع مثل ما تصنعون ومن احترق فهو مغلوب ـ وربما قلت: فعليه لعنة الله ـ ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك، فقلت: لأن لهم حيلا يصنعونها من أشياء من دهن الضفادع وقشر النارنج وحجر الطلق، فضج الناس بذلك، فأخذ كبيرهم يظهر القدرة على ذلك فقال: أنا وأنت نلف في بارية (حصير) بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت. فقلت: فقم، وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك، فمد يده يظهر خلع القميص، فقلت: لا حتى تغتسل في الماء الحار والخل، فأظهر الوهم على عادتهم، فقال: من كان يحب الأمير فليحضر خشبا ـ أو قال: حزمة حطب ـ فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع، ولا يحصل به مقصود، بل قنديل يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت إصبعه فعليه لعنه الله ـ أو قلت فهو مغلوب ـ، فلما قلت ذلك تغير وذل، وذكر لي أن وجهه اصفر. انتهى ملخصا.

* أما النوع الثاني منهم: فهم أصحاب الأحوال الشيطانية وهم من جنس السحرة، تتنزل عليهم الشياطين ومردة الجن فتظهر منهم العجائب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكان كثير من الشيوخ الذين حصل لهم كثير من هذه الخوارق اذا كذب بها من لم يعرفها وقال انكم تفعلون هذا بطريق الحيلة كما يدخل النار بحجر الطلق وقشور النارنج ودهن الضفادع وغير ذلك من الحيل الطبيعية فيعجب هؤلاء المشايخ ويقولون نحن والله لا نعرف شيئا من هذه الحيل فلما ذكر لهم الخبير انكم لصادقون فى ذلك ولكن هذه الأحوال شيطانية اقروا بذلك وتاب منهم من تاب الله عليه لما تبين لهم الحق وتبين لهم من وجوه انها من الشيطان ورأوا انها من الشياطين لما رأوا انها تحصل بمثل البدع المذمومة فى الشرع وعند المعاصى لله فلا تحصل عندما يحبه الله ورسوله من العبادات الشرعية فعلموا انها حينئذ من مخارق الشيطان لأوليائه لا من كرامات الرحمن لأوليائه. (مجموع الفتاوى (11/ 310 - 311)).

* وفي مجموع الفتاوى 11/ 493 - 496 ما نصه: وهذا ليس من شعار أحد من الصالحين لا من الصحابة ولا التابعين ولا شيوخ المسلمين لا المتقدمين ولا المتأخرين ولا الشيخ أحمد بن الرفاعى ولا غيره وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ أحمد بمدة طويلة ابتدعه طائفة انتسبت إليه فخالفوا طريق المسلمين، وخرجوا عن حقائق الدين، وفارقوا طريق عباد الله الصالحين، وهم نوعان:

أهل حال ابليسى ..

وأهل محال تلبيسى ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير