ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:44 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسو ل الله
ولأني قد وعدت بنقل البحث الذي يحتوي على مسألة التصوير في سبع وثمانون صفحة , ولأني لم اجد فرصة في كتابته على ملف وورد , فقد قررت بعون الله أن انقل لكم بعض مافي هذا البحث القيم ,
قال الشيخ عبد العزيز البجادي في شرحه على زاد المستقنع:
ودليل تحريم الصور المجسدة لما فيه روح أمور:
أحدها: أن الله تعالى وصف أهل التماثيل بالضلال المبين , وجعل عملهم باطلا متبرا , فقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: (ماهذه التماثيل التي انتم لها عاكفون) إلى أن قال: (لقد كنتم أنتم وآبائكم في ضلال مبين) , وقال على لسان موسى عليه السلام بعد قوله: (فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون , إن هؤلاء متبر ماهم فيه وباطل ما كانوا يعملون) , والمتبر: المدمر.
فلما وصف الله تعالى أصحاب التماثيل بالضلال وجعل أمرهم باطلا متبرا ,دل ذلك على أن التماثيل محرمة.
والجواب: أن المذموم في الآيتين: عبادة التماثيل ,لا صنعها , لكن من صنعها لأجل العبادة فهو داخل في الذم ضمنا.
الدليل الثاني: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هدم التماثيل وأمر بهدم كل تمثال , فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه قال: " دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب , فجعل يطعنها بعود في يده ويقول " جاء الحق وزهق الباطل " , " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ".
وجاء في صحيح مسلم عن أبي الهياج أن علي ابن ابي طالب قال له: " ألا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته ".
فأن "تمثالا " نكرة فيدخل تحته كل تمثال سواء كان معبودا أو غير معبود , وجاء في لفظ عند مسلم:" ولا صورة إلا طمستها " ولفظ الصورة والتمثال يدخل تحته " المجسد والمسطح " , والطمس في اللغة: الدروس والإمحاء يقال: طُمست داره إذا درست , وطمست عينه أذا ذهب بصرها , وقد جاء عند الترمذي وأحمد في وصف الدجال:" أ، ه مطموس العين " , وجاء عند البخاري أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" واتقلوا ذا الطفيتين والأبتر , فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل " وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم .. } الآية
فدل ذلك على أن الطمس يراد به: هدم المجسد ومحو المرسوم.
والجواب: أن هدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للتماثيل التي كانت حول البيت أنما كان لأنها كانت تعبد من دون الله بإجماع العلماء.
فلا يندرج تحت هذا الحكم التماثيل التي لم تعبد ولم تصنع للعبادة.
وأما حديث أبي الهياج فهو: عام , لكنه:
ــ إما أن يكون عاما مرادا به العموم غير مخصوص
ــ وإما أن يكون عاما مرادا به العموم لكنه مخصوص
ــ وإما أن يكون عاما مرادا به الخصوص:
أما الأول: فيشكل عليه أمران:
الأمر الأول: حديث عائشة في الصحيحين قالت: قدم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل , فلما رأه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هتكه وقال: " أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " , قالت " فجعلنا وسادة أو وسادتين ".
وفي لفظ عند مسلم:" فكان يرتفق بهما في البيت " أي: يتكئ أو ينام عليها.
وجاء في لفظ آخر: " أنها نصبت سترا فيه تصاوير فنزعه ".
وجاء في لفظ له أيضا:"وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته " والدرنوك: الستر الغليظ.
وجاء في لفظ آخر له أيضا: " الذين يشبهون (بتشديد الباء) بخلق الله "
فإن في الحديث تغليظا على المصورين بذكر المضاهاة والتشبيه بخلق الله , ونهيا عن الصور المعلقة , وإقرار للصور غير المعلقة أو الممتهنة.
وهذا يعني: أن المضاهاة والمشابهة تكون بعبادة التماثيل , أو بتعليقها المشعر بتعظيمها , فإن العبادة والتعظيم لا يكونان إلا لله تعالى فمن صرف شيئا منهما لغير الله فهو مضاه لله به.
¥