تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن تفسير القرآن بالقرآن قوله ? المغضوب عليهم? () اليهود و?الضالون? النصارى … وذلك بين من كتاب الله لأن ذكر غضب الله على اليهود متكرر فيه كقوله ? وباءوا بغضب من الله ? () ? قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ? () … والنصارى كان محققوهم على شرعة قبل ورود شرع محمد ? فلما ورد ضلوا، وأما غير متحققيهم فضلالتهم متقررة منذ تفرقت أقوالهم في عيسى عليه السلام وقد قال الله تعالى فيهم ? ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ? () ()

رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

ذكرنا فيما سبق منهجه في ذلك في كلامه الذي ختمه بقوله:

وبالجملة فكتابي هذا محشو بنفائس الحكم وجواهر السنن الصحيحة والحسان المأثورة عن سيدنا محمد ?. ()

وهو يقول أيضا: "وليس لأحد مع الحديث إذا صح نظر". ()

ويمكن القول بأن منهج الثعالبي في تفسيره يقوم على تحقيق النصوص ونقدها حيث يقول: " وقد تحرينا في هذا المختصر التحقيق فيما علقناه جهد الاستطاعة ".

كما اعتنى فيه اعتناء عظيما بالسنة النبوية باعتبارها بيانا للقرآن وأساسا هاما لمنهج التفسير بالمأثور الذي اختاره لنفسه فالتزم تخريج الأحاديث التي يوردها أو يوردها غيره من المفسرين فينقد سندها أحيانا ومتنها أحيانا أخرى مثال نقده للمتن نقده للحديث الذي ذكره تحت قوله تعالى ? ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين? () وأخرجه الترمذي عن ابن عباس ? في شأن المرأة التي كانت تصلي خلف رسول الله ? قال الثعالبي فيه: "والحديث المتقدم إن صح فلا بد من تأويل فإن الصحابة ينزهون عن فعل ما ذكر فيؤول بأن ذلك صدر من بعض المنافقين أو بعض الأعراب الذين قرب عهدهم بالإسلام ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم، وأما ابن عباس فإنه كان يومئذ صغيرًا بلا شك، هذا إذا كانت الآية مدنيه، فإن كانت مكية فهو يومئذ في سن الطفولية وبالجملة فالظاهر ضعف هذا الحديث من وجوه" ().

وكذلك نقده لما أورده النقاش، قال الثعالبي: "وأما ما ذكره من الحبل [يعني حبل المرأة من الجن] فلا شك في ضعفه، وفساد قول قائله، ولم أر في ذلك حديثًا لا صحيحًا ولا سقيمًا ولو أمكن أن يكون الحبل من الجن - كما زعم ناقله - لكان ذلك شبهة يدرأ بها الحد عمن ظهر بها حبل من النساء اللواتي لا أزواج لهن، لاحتمال أن يكون حبلها من الجن كما زعم هذا القائل، وهو باطل". ()

وكتعليقه على حديث آخر في تفسير قوله تعالى: ?كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه? ()، قال: "وهذا لين الإسناد والمتن كما ترى". ()

ومن مواضع استدلاله بالحديث الصحيح:

قوله تعالى ?وإن كان ذو عسرة … .. ? ()

قال: وفي الصحيحين () عن النبي ? قال: “كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا قال: فلقي الله فتجاوز عنه” وفي صحيح مسلم (): “من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر، أو يضع عنه ” وفي رواية “من أنظر معسرًا أو وضع عنه أنجاه الله من كرب يوم القيامة ” وفي رواية “من أنظر معسرًا أو وضع عنه أنجاه الله من كرب يوم القيامة ” وفي رواية “من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله”.

وهو في الواقع كما أنه يكثر من الأحاديث الصحيحة ففي نفس الوقت يكثر من الأحاديث الضعيفة ومن ذلك قوله:

وقد روى ابن المبارك في (رقائقه) قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد أن رجلا قال: يارسول الله كيف لي أن أعلم كيف أنا؟ قال: “إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك، وإذا أردت شيئا من الدنيا وابتغيته عسر عليك، فأنت على حال حسنة، وإذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته عسر عليك، وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته يسر لك، فأنت على حال قبيحة”. انتهى فتأمله راشدا. () ()

ومن ذلك أيضا قوله ():

خرج الحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين عن معقل بن يسار? قال: قال رسول الله ?: “ اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير