تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ? ألم تر ? () تنبيه وهي رؤية القلب، والذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن كنعان ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة، قاله مجاهد وغيره. قال قتادة: هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل قيل: إنه ملك الدنيا بأجمعها، وهو أحد الكافرين، والآخر بختنصر، وقيل: إن النمروذ الذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن فالخ، وفي قصص هذه المحاجة روايتان إحداهما: ذكر زيد بن أسلم أن النمروذ قعد يأمر للناس بالميرة، فلما جاء قوم قال: من ربكم وإلهكم؟ فيقولون: أنت، فيقول: ميروهم، وجاء إبراهيم عليه السلام يمتار، فقال له: من ربك وإلهك؟ قال إبراهيم: ?ربي الذي يحيي ويميت? () فلما سمعها نمروذ قال: ?أنا أحيي وأميت? فعارضه إبراهيم بأمر الشمس ?فبهت الذي كفر? وقال: لاتميروه، فرجع إبراهيم إلى أهله دون شيء، فمر على كثيف رمل كالدقيق، فقال: لو ملأت غرارتي من هذا، فإذا دخلت به فرح الصبيان حتى أنظر لهما، فذهب بذلك فلما بلغ منزله فرح الصبيان، وجعلا يلعبان فوق الغرارتين، ونام هو من الإعياء، فقالت امرأته: لو صنعت له طعامًا يجده حاضرًا إذا انتبه، ففتحت إحدى الغرارتين، فوجدت أحسن مايكون من الحواري، فخبزته، فلما قام وضعته بين يديه، فقال: من أين هذا؟ قالت: من الدقيق الذي سقت، فعلم إبراهيم أن الله يسر لهم ذلك. ()

وقوله ? أو كالذي مر على قرية ? ():

عطفت (أو) في هذه الآية على المعنى الذي هو التعجب في قوله: ?ألم تر إلى الذي حاج? () قال ابن عباس وغيره: الذي مر على القرية هو عزير، وقال وهب بن منبه وغيره: هو أرميا. قال ابن إسحاق: أرميا هو الخضر، وحكاه النقاش عن وهب بن منبه، واختلف في القرية ماهي؟ فقيل: المؤتفكة، وقال زيد بن أسلم: قرية الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف. وقال وهب بن منبه وغيره: المقدس لما خربها بختنصر البابلي. ()

ثامنا: موقفه من اللغة:

وهو يهتم ببيان المفردات وذلك مثل قوله:

?لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ? ()

الدين في هذه الآية هو المعتقد والملة ومقتضى قول زيد بن أسلم. ()

?وهي خاوية على عروشها? ():

قال: والعريش: سقف البيت، قال السدي: يقول هي ساقطة على سقفها أي سقطت السقف، ثم سقطت الحيطان عليها، وقال غيره: معناه خاوية من الناس، وخاوية معناه خالية، يقال: خوت الدار تخوي خواء وخويا، ويقال: خويت، قال الطبري: والأول أفصح.

?الربا ? (): قال: هو الزيادة، مأخوذ من ربا يربوا إذا نما وزاد عل ماكان وغالبه ماكانت العرب تفعله من قولها للغريم: أتقضي أم تربي؟ فكان الغريم يزيد في عدد المال ويصبر الطالب عليه. ()

وهو يتعرض للإعراب والنحو:

ومن ذلك قوله:

? من سيئاتكم ? () للتبعيض المحض لا أنها زائدة كما زعم قوم. ()

?كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ? () الخطاب عام و?ما ? بمعنى: الذي، و?حلالا? حال من الضمير العائد على ?ما ? و?طيبا ? نعت، ويصح أن يكون حالاً من الضمير في ?كلوا? تقديره مستطيبين.

ومن النكات التفسيرية قوله:

? عرضها السموات والأرض? (): وخص العرض بالذكر لأنه يدل متى ما ذكر على الطول، والطول إذا ذكر لايدل على قدر العرض، بل قد يكون الطويل يسير العرض، كالخيط ونحوه.

? ليغيظ بهم الكفار? (): والغيظ أصل الغضب، وكثيرًا مايتلازمان، ولذلك فسر بعض الناس الغيظ بالغضب، وليس تحرير الأمر كذلك، بل الغيظ حال للنفس لا تظهر على الجوارح، والغضب حال لها تظهر في الجوارح وفعلٍ ما، ولابد، ولهذا جاز إسناد الغضب إلى الله سبحانه، إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم، ولا يسند إليه تعالى الغيظ.

وهو يقدم الحقيقة على المجاز في التفسير فيقول: " حمل اللفظ على حقيقته أولى إن لم يمنع مانع " ()

وهو لايكثر من الشعر:

ومن مواضع استدلاله به قوله تحت قوله تعالى ?إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله? ():

ثم قال تعالى تسلية للمؤمنين ?إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله? والأسوة مسلاة للبشر ومنه قول الخنساء:

ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي ()

تاسعا: موقفه من القراءات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير