فليس .. «كخُذروفِ الوليد» وإنَّما كجسمٍ إلى الإعياءِ شُدَّ «بِيَذْبُلِ»
له «أَيْطَلا» بُؤْسٍ «وساقَا» تَخاذُل و«إبطاءُ» مكسورِ الجناحين أعزَلِ
نحيلاً «إذا استدْبَرْتَه» بانَ ما اختفى وأعطاك سِرَّ الواهنِ المتهزِّلِ
جواداً هزيلاً يعرف الدربُ أنَّه يُشَدُّ إلى الباغي بحبلٍ مُوَصَّلٍ
وأُمَّةِ بؤسٍ لايُصَانُ خباؤها تمتَّع منها كلُّ حافٍ ومُنْعِلِ
تجاوزَ أحراساً إليها «ومعشراً» دُعاةُ الخَنَى من معتدٍٍ ومُطََبِّلِ
أتَوَهْاَ «وقد نضَّتْ لنومٍ ثيابها لدى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المتفضِّلِ
فكم صرخةٍ ماتت على سمع غافل ٍوما حرَّكتْ إِحساسَ «قلبٍ مُقَتَّلِ»
وما سمعَتْ بعد النداءِ سوى الذي يُقَهْقِهُ من هذا النداءِ المُجَلْجِلِ
وما أبصرتْ إلاَّ بريقَ دعاية ٍيضلَّلُها عن حقَّها المتأصِّلِ
ومؤتمراتٍ أقسمَ العدلُ أَنَّها تسوَّغ للأقوى طريقَ التَّكَتُّلِ
لها جَمَلٌ يمشي على ظَهْر خُفِّه يسير بها سَيْرَ الجريحِ المُثَقَّلِ
تقول وقد مال «الغَبيطُ»، ببؤسها «عَقَرْتَ بعيري» يا هوى القوم فانزلِ
«وليلٍ كموج البحر أرخى سدولَه» عليها «بأنواع الهموم ليبتلي»
تساقط فيه النَّجْمُ من كل جانب ٍتَسَاقُطَ أطفالِ العراقِ المُزلْزَلِ
وعفَّرَتِ الغاراتُ طَلْعَةَ بَدْره فشُدَّتْ «بأمراسٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ»
وصبَّتْ على ماء الفراتِ سمومَها فمن يرتشفْ من شاطئ النَّهْر يُقْتَلِ
ألا يا امْرأَ القيسِ الذي امتدَّ شعره إليَّ كما امتدَّتْ غصونُ السَّفرْجَلِ
لشعركَ في روض القصائد رونق ٌوإنْ كنتَ عن إشراق ديني بمَعْزِلِ
لقد نزل القرآن بعدك رافعاً مكانتَنا في كلَّ نادٍ ومَحْفِلِ
ولكنَّنا لما تطاول عهدنا سحبنا رداءَ الذُلِّ دون تمَهُّلِ
وَكَلْنَا إلى الأغمادِ شَأْنَ سيوفِنا فما سُلَّ سيفٌ في مقامٍِ مُبَجَّلِ
سمعتُكَ ناديتَ الظلامَ مردِّداً «ألا أيَّها الليلُ الطويلُ أَلاَ انجلي»
ونحن ننادي ليلَنا كلَّما سَجَا ألا مرحباً بالغَيْهبِ المُتَهوِّلِ
يَشُنُّ الأعادي غارةً إثَرَ غارةٍ وأُمَّتُنا تُسقى بكأسٍ «مُفَلْفَلِ»
تهاوَتْ فضائيَّاتُها في مجونها تَجُرُّ إلى الإسفافِ كلَّ مغَفَّلِ
تَشُنُّ على أبنائنا وبناتنا معاركَ أخلاقِ الرَّدَى والتبذُّلِ
أَظنُّكَ لو أبصرتَها، قُمْتَ مُغْمِضاً جفونَكَ من إحسابكَ المُتَخَجِّلِ
ولستَ مثالاً يُحْتَذَى، إِنَّما دَعَا لذكركَ، سُوءُ الحالِ للمُتَمَثِّلِ
ألا يا امرأ القيس الذي في قُروحِه تجلَّى مثالُ الغَدْر في كلِّ منزِلِ
كساكَ رداءَ الموتِ «قَيْصَرُ» خادعا ًفهل يُدرك الغافُونَ معنى التَّسلْسُلِ؟!
أقولُ، وفي قلبِ القصيدةِ حسرة «قِفَا نبكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْدَلِ
[الابيات التي بين الاقواس من معلقة امرئ القيس]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 08:30 م]ـ
ما شاء الله!
فتلك المراثي بالحماسة كُمِّلت ............ تفيض لها العينان عند التأملِ
ـ[زينب محمد]ــــــــ[29 - 07 - 2007, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرًا ..
حفظ الله شاعر الأمة ..
ـ[هب الريح]ــــــــ[29 - 07 - 2007, 03:09 م]ـ
الاخ أبو مالك والاخت زينب محمد
مشكورين على المرور
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:18 ص]ـ
لا فُضّ فوك
.. زادك الله إبداعا