تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الخليل وماندلييف]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 03:54 م]ـ

تكرر الحديث عن وجود بحور جديدة فرأيت أن أجمع ما ورد في هذا المجال في رابط مشترك لأهميته في إبراز ما غفل عنه العرب من كلية تفكير الخليل في غمرة تركيزهم على تفاصيل تفاعيله، وما هي إلا تجليات لصورة شاملة في ذهنه ووسائل لإيضاحها. يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "

إن فكر الخليل في اشتغاله بالشامل يمثل نموذجا للفكر العربي في فاعليته التي أطلقها الإسلام، حين كان محور اتفاق الأمة أو اختلافها في كل أمورها متعلقا بأمهات المسائل، وهو النهج الذي قبسه عنها الغرب في سائر أمره، فتقدم، وأعرضت عنه لحساب اشتغالها بالتفاصيل دون الأصول فتخلفت.

من هنا يكتسب الرقمي بمحاولته التواصل مع شمولية فكر الخليل وانطلاقه منه صفة رسالة فكرية لا يعدو العروض أن يكون مثالا تطبيقيا لها، وسائر الأمور التي هي أولى وأهم منه أجدر بهذا النهج.

ولهذا رأيت أن أركز على هذه الناحية التي استدرجها الأخ الشاعر النبيه معين حاطوم، وشجعني على ذلك ما يتمتع به من سعة أفق ورحابة صدر ودمث خلق.

من مقدمة ردي على الأخ الشاعر الفاضل معين حاطوم

للأستاذ العروضي الكبير سليمان أبو ستة عبارة رائعة يصف بها مجموعاته المشتقة من دوائر الخليل حين يصفها بأنها للوزن العربي كالجدول الدوري للعناصر.

في مجال العناصر لنتصور عالِمين في فترتي ما قبل اكتشاف الجدول الدوري وما بعد اكتشافه

فالعالم قبل اكتشاف الجدول الدوري يمكن أن يتوقع إمكان وجود عدد كبير جدا من العناصر المحتملة بتوافيق متعددة بين أي عدد ذري وأي وزن ذري.

وبعد اكتشاف العدد الذري والوزن الذري فإن العالم يمكن أن يتوقع وجود عناصر جديدة، ولكنها محدودة لأنها محكومة بالضوابط والعلاقات التي تم على أساسها رسم الجدول الدوري،

http://www.dayah.com/periodic/?lang=ar

وهذا ما حصل حقيقة.

" ........ درس مندلييف العناصر الكيميائية التي كانت معروفة في زمانه، ثم رتبها في جدول بحسب تركيبها الذري، من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً، فلاحظ خانات في الجدول ظلت فارغة، ولما كان مندلييف واثقاً من وجود قانون صارم (أو سنة) يحكم تركيب هذه العناصر وفق نظام مطرد، فقد استدل من هذه الخانات الفارغة على وجود عناصر في الطبيعة، لم تكتشف بعد، وبعد دراسة عميقة، وبحث شاق استطاع مندلييف، أن يقدر بعض صفات العناصر المغيبة، وقام بوضع تقرير مفصل عنها ذكر فيه خصائصها، التي تنبأ بها بناء على موقعها من الجدول.

"وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى جاءت الاكتشافات، فأكدت صدق ما تنبأ به مندلييف، ففي عام 1875م اكتشف عالم فرنسي أحد العناصر التي تنبأ بوجودها في الطبيعة، وأطلق عليه اسم (غاليوم) نسبة إلى بلاد الغال حيث اكتشف هذا العنصر، وفي عام 1879م اكتشف عالم سويدي عنصراً آخر من تلك العناصر، أطلق عليه اسم (سكانديوم) وبعدها اكتشف عالم ألماني العنصر الثالث، عام 1887م وأطلق عليه اسم (جرمانيوم) نسبة إلى ألمانيا .. وكانت خصائص هذه العناصر المكتشفة مطابقة للخصائص التي تنبأ بها مندلييف إلى درجة تبعث على الدهشة! "

نقلاعن الرابط:

http://islamweb.net/ver2/library/ummah_ShowChapter.php?lang=A&BabId=10&ChapterId=10&BookId=226&CatId=201&startno

وعمل الخليل في العروض كعمل مندلييف في الجدول الدوري لعناصرة، وقبل الجدول الدوري كان مفهوما أن يتصور عالم وجود عناصر متعددة بأوزان وأعداد ذرية متعددة بلا قواعد تضبط تناسقها، ولكن ذلك القول وإن حاز احترام العالِم الذي عرف الجدول الدوري لأنه وإن كان خطأ فهو بداية المحاولة للوصول للجدول الدوري إلا أنه مع احترامه له يعرف مجافاته للحقيقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير