تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حوار مع الأستاذ معين حاطوم]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 10:26 م]ـ

كتب الأستاذ معين حاطوم

http://www.3emme3.com/vb/showthread.php?t=8489

" ومن ثم مرت أمامي قصيدة كنت قد كتبتها فيما مضى وقرأتها في احدى الندوات بعنوان (دبلجت هواك) وهذا مقطع منها:

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِح ِ في جرْحِ الألَم ِ

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ

يشكو وَلَعاً قد صاب هُيامي فاشْتَعلَ

ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ

أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً

سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ

فقال لي استاذ لغوي معروف: هذه القصيدة الجميلة على أي وزن يا معين

فقلت دون تردد: على وزن ذاتها يا استاذ!!! "

أخي الكريم الأستاذ معين حاطوم

منذ قرأت لك عن موضوع البحور الضائعة تفاءلت باستنارة تفكيرك توجها وإن خالفتك في تقييم النتيجة، ورحت أتتبع مشاركاتك فوجدت هذه الأبيات التي جعلتني أكثر تفاؤلا بتفكيرك وذائقتك وأكثر أملا في أن تتيح المجال لعقلك للتواصل مع الرقمي الذي هو مضمونا قبل ان يكون شكلا تواصل مع شمولية فكر الخليل وانطلاق منه. متخطين غلالة التفاعيل الجميلة وهي تجزيئية في طبيعتها كوسيلة إيضاح لعبت دورا مهما في توصيل المعلومة مهضومة، ولكنها كذلك شجعت في تعطيل البحث عن الفكرة الشاملة لدى الخليل التي كانت التفاعيل توضيحا لتفاصيل تجلياتها. أو كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "


لو رمزنا للسبب الخفيف بالرمز 2 وللسبب الثقيل بالرمز (2) فإن وزن هذا الشطر هو

دَبْلَجْتُ هَواكِ الصَّادِحَ في جرْحِ الألَم
= دبْ لجْ (تُهَ) وا كصْ صا (دِحَ) في جرْ حلْ (ألَ) مي
= 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
12 اثني عشر سببا
ولو كان النص
فَرِحاً بهوىً يصدحُ ويناجي بي ألمي ........ لبقي الوزن سليما وهو
= (فَرَ) حن (بِهَ) ونْ يصْ (دَحُ) (وَيُ) نا جي بي (ألَ) مي
= (2) 2 (2) 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2
= 12 اثني عشر سببا
وهذا إيقاع الخبب وهذه صفاته فهو مكون من أسباب خفيفة وثقيلة متكافئة يحل أحدها محل الآخر، وهو يخلو من الأوتاد.
ولو استعرضت بقية الأبيات لوجدت أوزانها

شعْرا غَرِداً قد داعب أوتارَ الغَزَلِ ِ
2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
*
يشكو وَلَعاً قد صاب هُيامي فاشْتَعلَا
2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
*
ناراً تتجلّى خلفَ مفازاتِ الأملِ
2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
*
أهواكِ وأهفو أسبق شوقي مُقْتَرِباً
2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2
*
سهماً فَزِعاً يجتاز مسافات الأزَلِ
2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2

حسنا أوزان الأبيات جميعا كالتالي
سببان خفيفان + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل + ثلاثة أسباب خفيفة + سبب ثقيل+ سبب خفيف
وهذا إلزام لنفسك بما لا يلزم.
فتبقى أبياتك صحيحة الوزن بهذا النص أيضا:

إني من حبّك أمضي في غُصَصِ الألَم
= 2 2 2 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2

بغناء غَرِدٍ داعب نغماتِ الغَزَلِ ِ
(2) 2 2 (2) 2 2 (2) (2) 2 2 (2) 2
*
يشكو همّا قد نزلَ بقلبي فاشتعلا
2 2 2 2 2 (2) (2) 2 2 2 (2) 2
*
حمما تتأجج خلفَ مدى سُبُلِ الأملِ
(2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2

لعل فيما تقدم كفاية للتدليل على ذلك.
وفحوى الأمر هوصحة البيت التالي في حالي لفظ (شوقي – بمد الياء) و (شوقيَ – بفتحة على الياء)
أهواكِ وأهفو أسبق شوقي (شوقيَ) مُقْتَرِباً
وهذه طبيعة أي سبب خببي، وهذا ينقلنا إلى ما يسمى في عروض التفاعيل بالفاصلة في بحري الكامل والوافر وما يسمى فيهما إضمارا وعصبا وما ذاك بمنطق الرقمي إلا حقيقة أن السبب الأول سبب خببي يتكافأ فيه الخفيف والثقيل أو يجوز أن يكون ثانية ساكنا أو متحركا.
ومن هنا ندخل إلى موضوع من أهم مواضيع الرقمي وهو التخاب كما تجده موضحا في الرابط الأخير
من سياق الشرح المكثف التالي لطائفة من مواضيع الرقمي:
http://www.freespaces.com/alarood/1100-jalt.htm
إن لهذاالتصور آثار كبيرة على النظرة للعروض العربي بعامة تجد جانبا منها على الرابط:
http://www.geocities.com/khashan_kh/22-eeqaan.html
إن ما يحفزني أخي الكريم لكتابة ذلك لك هو ما أجده من طلاقة تفكيرك وهو ما أتمنى أن أكسبه للرقمي الذي يشكل أداة تزيد من مردود استنارته فيزداد عطاء خير للغة والفكر.
واسمح لي أن أضع رابط حوارنا حول (البحور المفقودة) لصالح من لم يطلع عليه من المشاركين الكرام،
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18423
ومجرد الحوار مع من يملك هذا التوثب الفكري متعة في حالي الاختلاف والاتفاق.
والله يرعاك.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير