تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في انتظارِ العُبورْ

ـ[طلال الحذيفي]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 03:47 م]ـ

] [ FONT="Arial"][COLOR="Blue"]

عند ما يتفجرُ الحبُ وتتعطلُ الأشرعة لجفافِ ماءِ البحرِ أكونُ على خيالِ في ذكرياتٍِ مع الحبيبةِ أقلُ ما توصفُ بهِ "صدِّيقةْ"! هي في الخلوةِ زكاة وفي الجموعِ طهارة تنفحُ بالمسكِ وعندَ هطولِ الدمعِ هودجٌ تحملُ الروح وهي بينَ مكوى البينِ و مقاصلِ الشوق تتنقل!

عندها أمدها ببحارٍ من دمي لِتَعبُرَ في التابوتِ بأمانْ

إلى النص

في انتظارِ العُبورْ

أتاكِ الصُّبحُ راسماً على الخدودِ موعدا

حاملاً للورودِ في الأكفِ والنسيمُ رابيا على مناكبِ الضياءْ

النفسُ في الهوى ترسلُ الحروفْ .. !

والحبرُ يستقي من الفؤادِ موردا

النطعُ من اطماري باسطاً ألواحهُ يستقبلُ الرسومَ

صاغياً وصافياً وشاهدا

والنهرُ في ابتسامةِ الوليدِ جارياً يرددُ العهودَ ناشدا

حبيبتي وبهجةُ الحياةِ في الحياةْ

يا بسمة تُذْ كي الزهور في محاقل النبات

وبلسمٌ يضمدُ الكُلوم يزرعُ الوئام في الصدورِ

ليرحلَ الظلامُ عن ربوعِ مجلسي ويذهبَ الشقاء

تَوسَدَ الفؤاد في اليدين .. !!!

يذودُ عند معهد اللقاء طائفاً

لِتَحْتَلي به ِطماراً كالخمار

لكنَّ خطو مِقْدَماكِ ضلََّ عاثراً

وضلْتي في التابوتِ تجأرين

والتابوتُ يشكي هوجة الغبار في القفار

يئن تحت وطأة الحصار

فجاش الحب بيننا يمدُ عين البحر يكبتُ الغُبَارْ

علَّ تابوتَكِ الأسيرْ

يمدُ نحوهُ الرجلين للمسار

فليمتشقْ ِكنانهُ بقوة نحو الفؤادِ ضَاحِكاً وباسماً وباردا

حبيبة ....... ؛؛؛

الشوق في الأحشاءِ لاهباً

وللحنين رجفة ٌ ونسفة ٌ تقض مضجعي

تَنُمُّ عن عناءٍ جارفٍ يعانق الجفون يخمد العيون

يهدُ لي الكيان ما استطعتُ أن اصفَّ ثابتاً أو أعود ماردا

فلتعبرين ........

يا حبيبتي فلتعبرينَ

في الأسر لم أزلْ أنا

في الديماس مسجورٌ أعْدَمُ الهواءَ ناهدا

أحبسُ الدموعَ أنثًرُ الدماء

فلم اقلْ ولن أقولَ:

إنني على الصَّليبِ نازلاً أحررُ البقاعَ والوليدْ

ولنَ أقولَ:

إنَّ لي جيوشاً كي أطهِرَ الغداةَ مسجدا

ذاكَ عنترة!!!!

وقد مضى مُكِراً داهماً وساحقاً وغارماً بعبلة ٍ وجاهدا

أما أنا فلا سيفٌ معي ولا الميراج بين راحتي .... !!!

لكنما مخازن العِدادِ والعتادِ رابياً على البلاط والرخام .... !!!!

ينتابه الصدى ...

مع المساءِ والصباح يندبُ الركودَ

نائخاً على الجدارِ ساهدا

حبيبتي يموج في معاطفي ألم ...... !!

ولنْ أراكِ منذ أشهرٍ كأنَّها مئات

ومتعبٌ أنا ولم يكن لديَّ من شفاءٍ أو حياة

سوى أنامل الكفينِ في يديكِ

حين تمسحُ الدموعَ عن مَسابلي .. !!!

وبسمة من الشفاهِ تزرع التفاؤلَ الطويل

وعومة في َشعْركِ المسالِ كالظلامِ في الجبال والكهوفْ

ونهدٌة على نهديكِ تذهب العناء من مراسمِ الأُنوفْ

وجلسةٌ على البستان نقطف الزهور من خلالها

ونأكل البُسر النضيجَ حالياً وناضدا

فلتعبرين ...

هاكِ نهرٌ من دمي

فلتعبرين .. !!!

مهما نعاكِ حاقدٌ يجوب شرهُ الأرجاءَ بائدا

مهما نهاكِ والي بسم البقاءِ للنضوجِ ... !!!

غافلٌ يلُفهُ الغباءُ ضارباً وجامدا

ها أنتِ في مراسن الشباب تقطنين

وخصركِ الرشيقُ ماهراً وكالنخلِ باسقاً وعالياً وسيدا

تهمُليِنَ كالسحابِ بالنقاءِ يا حديقة َ المذاقِ والرُّوامْ

جميلة الأخلاقِ ِ تنثرين عِطرَكِ الفواح إذخِراً وعسجدا

يَفُوحُ في مَجَالسي يقَرُّ ماكِثاً وذائدا

وعهدُكِ الحميمُ في غِناءِ همستي

مُبَجَّلاً على قواعِدِ الفؤادِ زاهيا وماجِدا

لكنني مرابطٌ على مكاتفي ألمُّ غربتي

ارقبُ العبور في اصطبارٍ حانياً وراشدا

من أعذبِ البحار ِأكرف المياهَ ممطراً وساقياً وراعدا

فلتعبرين

كي أكونَ وافياً بما وعدتُ مُورقاً ومثمراً وقاطفاً وزاهدا ...

فلتعبرين.

قلم / طلال الحذيفي شاعر من اليمن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير