[إلى ملاك إنسي!!!]
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 03:14 م]ـ
منبعا صرت للوفاء نقيا =عاطر الود، طاهرا قدسيا
سامق الأفق في التواضع فذ =باهر النور، ضاحيا، قمريا
صاغك الله من ضياء ملاك=فتجاوزت العالم البشريا؟
أم ترقيت بالتواضع، حتى =أصبح الذكر أفقك الأبديا؟
أم تخذت السمو معراج نفس=فامتلكت السماك: زادا وريا؟
****
قد تفردت في البيان اقتدارا =شامخ الفكر، متقنا، عفويا
آسر البوح في قصيد، ونثر =شائقا، رائقا، طهورا، أبيا
يتوخى لكل معنى بديع =رقة اللفظ، والبناء العصيا
ويزف الجديد؛ حتى كأن الأرض =تمشي على ثراها الثريا
أو كأن "الخنساء" فيك تناجي=من سماء الإبداع " ليلى "، و " ميا "
****
لا أزكيك حين يأتيك شعري=ذاهل الحرف، مطرقا، وحييا
يصحب الحق واليقين احتسابا =ويسوق القريض غِرا، عييا
فاعذريه إذا تجاسر وزنا =أو قوافيه لم يُجدن الرويا
وامنحيه من السماح رياحا= تنشر العفو منك ظلا نديا
وتغاضي عن عجزه؛ فخطاه= مثقلات بخوفها تتأيَّا
وانثري دعوة ترشرش ضوءا= فتضيء الدرب الطويل الدجيا
أوليس الدعاء طوق نجاة=لغريق يجتاز موجا عتيا؟
فارفعيه سفينة تتهادى= صوب شط بكل أمن تزيا
*****
أبعد الله عنك كل انزعاج =وحمى النفس والفؤاد الرضيا
وكسا عمرك المبارك رفقا =يترامى: تألقا، ورقيا
وتولاك بالعناية ترعى=ماتملكت بكرة وعشيا
وتولى عني جزاءك ربي =جل ربي مجازيا ووليا
****
ليتني ممن يقبل الله منهم= إن دعوه! لكنني لست شيَّا
إنما يرتجى الدعاء لدى من =أشربوا الأنفس السناء السنيا
وغذوا بالتقى كيانا وروحا= وتردَّوا عيش الرضا مرضيا
أنت منهم – تصورا وسلوكا –= أفُق يهمي بالشذا عبقريا
فلتطيبي: نفسا، وقلبا، وروحا= ولتكوني تفردا إنسيا
ولتضمي سكينة النفس دربا =راشد الخطو، آمنا، محميا
****
زادك الله عزة، وبهاء=وشموخا، ورفعة، ومضيا
وحياة في طاعة الله تحيا =وتروم الإيمان نهجا سويا
وحباك الجنات وعدا صدوقا =" إنه كان وعده مأتيا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 11:09 م]ـ
من روائع الشعر هذا الذي قرأته، فوجدتني أحلق فيه طائراً بين أبياته معنى وسبكاً، وبحراً ورويا.
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 01:41 ص]ـ
أخي الكريم العزيز
همس الجراح
حين يحلق مثلك مع أبياتي الفقيرة، يصبح لمثلي شرف محاولة الرفرفة الأولية.
فما زلت ممن ينتمون إلى زغب الحواصل بين طيور الشعر المحلقة قراء ونقادا.
شكر الله وأعزك وبارك لك