تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكريات جميلة]

ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 10:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم

كيف حالكم اعضائي احبائي عسى ان تكونوا بخير

اود ان اخرجكم من روتين التكرار والملل قليلا ونرى شغب الطفولة

بما انكم شعراء وادباء اريد ان اعود بكم الى الوراء قليلا

واريد ان تتذكروا اول قصيدة كتبتمها اول قصيدة قالت لك انك شاعر

اول قصيدة كانت من خلالها انطلاقتك نحو الشعر اول قصيدة من الطفولة

ولماذا كتبت ولايهم ان كانت موزونة او غير موزونة المهم الاحساس الصادق

وارجو منكم المشاركة وشكرا لكم وتقبلوا تحياتي

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[20 - 01 - 2008, 02:07 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم

لاشك أن معانيك من القوة بحيث تستحق التقدير والإعجاب معا، برغم كونها معاني قد

تكون مسبوقا فيها، على نحو قول الشاعر المعاصر محمد فتحي نصار:

تهاب الأسد في أسر القيود = ويسقى الشوك من ماء الورود

ولكن تداخل الأوزان قد يحدث نوعا من التشتت في التمتع بالمعاني؛ لأن صب المعنى في

قالب واحد أدعى إلى متابعته من ناحية، وتأمل ما فيه من إيماءات آسرة من ناحية أخرى.

وما أود أن أدخل في جدال طويل حول ما تومئ إليه عبارتك أخي الكريم من عدم اهتمام

بالوزن في الشعر، والاتكاء على أن " المهم هو الإحساس الصادق "؛ إذ من الممكن أن

يكون الإحساس الصادق متكأ لكاتب النثر في أي فنون من فنونه؛ فالإحساس الصادق هو

مناط علوق التعبير الفني بالنفس، وتبقى الفروق كامنة بين كل فن وآخر من خلال القيود

التي لا بد منها؛ فالفرنسيون – مثلا – يؤكدون أن الفن لا يحيا بغير قيود، والشعر فن

مقيد بالوزن، وهذا القيد نحسبه تقوية لشاعرية من ينطلق في آفاق المعاني، محلقا بأجنحة

التصوير، ومتوهجا بوجدان مشبوب، ليقع على الرائق الرائع في قالب شعري يأسر

بالوزن العفوي، ويفتح المجال أمام المتلقي للانطلاق مع الشاعر في أفقه الذي حلق فيه.

وإذا كنت أخي الكريم تقصد بكسر الرتابة مشاركتك فيما كتبت فاسمح لي أن أتحفظ على ما

يشبه اشتراطك في المشاركة؛ فقد استشعرت أنك رافض الوزن في الشعر أو بمعنى أصرح

مسو بين ماهو موزون وما هو غير موزون، والتسوية بينهما ليست من قبيل النقد

الموضوعي؛ فصحيح أن في الشعر التفعيلي أو الحر نماذج من الروعة لا تضاهيها روائع

من الشعر الموزون، لكن هذا الأمر عام لا يصلح أن يكون سببا في عدم الالتفات إلى

الوزن في الشعر أو الاهتمام به، على الرغم من أن الشعر التفعيلي يلتزم حدا من الموسيقا

لا تخطئه أذن مرهفة، وقد تعادل المتعة به في بعض الأحيان المتعة بالشعر الموزون.

أقول هذا على الرغم من يقيني بقدرة الشعر الموزون على استيعاب التجارب الإنسانية في

كل مجالات الحياة استيعابا تتجلى فيه روعة الفن، ويضوع منه عبق السحر الكامن في

البيان العربي حين يجيد الشاعر الشاعر كيفية التعامل مع تجربته بوعي فني نابع من تلقائيته

قبل نبوعه من تمكنه واقتداره.

أعتذر لك عن هذه المداخلة التي آمل ألا تغضبك؛ فأنت شاعر تمتلك مقومات الشاعرية

التي لن يزيدها الوزن إلا بهاء.

ولك تقديري وتحيتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير