[من أي وزن هذا الشعر (إن كان شعرا)؟]
ـ[أحمد يوسف تيسا]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 09:42 ص]ـ
سالت دموعي بين خدي منهمرا من مشهد راعت له الأبدان والوجدان
مالي أرى إخوتي في الدين مضطهدا أم هكذا شاءت به الأقدار والأزمان
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم
أحمد يوسف تيسا
تحمل تعبيراتك شية الشاعرية المفعمة بصدق إحساسك بإخوة الدين، وحسبك من الشاعرية
صدق التناول بداية.
وأما ما يتعلق بالوزن؛ فإليك هذه المحاولة الفقيرة:
(سالت دموعي بين خدي منهمرا)
شطر من البسيط التام، بيد أن في التعبير خروجا على مقتضيات النحو؛ لأن
" منهمرا " تعرب حالا.
فمم هي؟ أمن الدموع المؤنثة، والحال لفظها مذكر؟ أم من الخد والخد لا ينهمر؟
من الممكن أن يكون الشطر:
قد سال دمعيَ فوق الخد منهمرا
أو:
فوق الخدود يسيل الدمع منهمرا
أو:
من فوق خدِّيَ سال الدمع منهمرا
(من مشهد راعت له الأبدان والوجدان)
هذا بيت من الكامل المجزوء الذي دخل ضربه القطع، ويراه بعض شيوخ العروض قليل
الاستعمال.
فلو أُريد جعله شطرا من البسيط التام متفقا مع الشطر الأول فمن الممكن أن يكون:
من مشهد رَوَّع الوجدان والبدنا
أو:
من مشهد روع الأبدان وجدانا
(مالي أرى إخوتي في الدين مضطهدا)
شطر من البسيط التام، وأيضا فيه مخالفة نحوية لكون مضهدا حال – ولفظها مفرد – من
إخوتي – وهو جمع تكسير لمذكر.
ولو جعل الحال من الدين لكان المعنى محتاجا إلى تكملة تزيل ما قد يكون في التعبير من
نقص في المعنى.
(أم هكذا شاءت به الأقدار والأزمان)
شطر من الكامل المجزوء فيه ما في سابقه.
ومن ثم: يمكنك ضبط الفكرة على وزن أحد البحرين: البسيط التام أو الكامل المجزوء.
لك التحية والتقدير، ولعل أساتذتنا الكرام هنا يفيضون من علمهم عليك وعلي ما يمتع
ويفيد.
ولا تنسنا من دعائك الطيب بظهر الغيب.
ـ[أحمد يوسف تيسا]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 06:35 ص]ـ
فضيلة الدكتور حسن الشناوي
أشكرك جزيل الشكر على النقد الرائع المفيد
بالمناسبة هذه أول محاولة لي في كتابة الشعر حيث أني ليس لدي خلفية في علم العروض
بماذا تنصحني إذا أردت الاستمرار في نظم الشعر؟
تمنياتي لكم بوافر الصحة والعطاء المتواصل وجزاكم الله خيرا
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 02:37 م]ـ
الأخ الكريم
أ. أحمد يوسف تيسا
جزاك الله خيرا على حسن ظنك بإخوانك، وجميل ردك.
وكون ما كتبت أول محاولة لك في كتابة الشعر دافع أولي يزيد
بالمواصلة وتكرار المحاولة، مع الاستعانة بالصبر والمثابرة.
وأنصح نفسي وإياك وكل من يحب الشعر بمطالعة دواوين الشعراء
قديما وحديثا، مطالعة لا تقف عند حد القراءة العابرة، أو إزجاء
الفراغ، بل مطالعة تنطوي على تجاوب شعوري، وتعاطف نفسي
قلبي روحي لكل ما تقع عليه العين من دواوين الشعراء، ولا سيما
الكبار منهم، وهم من الكثرة حيث يصعب حصرهم.
هي مطالعة يعايش من خلالها القاريء تجارب الشعراء، معايشة
من كل الزوايا: فكرا، وتصويرا، و ألفاظا وتعبيرا، وقوافيَ
وأوزانا؛ بحيث يستشعر مفردات التجربة كأنه – أي القاريء- هو
الذي يعايشها ويصبها في قالبها الذي اختاره الشاعر.
وكثيرا ما تفيد المعايشة القاريء إذا كان لديه استعداد جاد للسير
على الدرب فتمده بقدرة على صحة المحاولة في الوزن.
فمما يوشك أن يجمع عليه مؤرخو الأدب ودارسوه أن محمود سامي
البارودي – وهو ممن راد الشعر في العصر الحديث – لم يتعلم
العروض؛ بل كان يدمن قراءة الشعراء القدامى إدمانا وصل به إلى
حد معارضتهم في كثير من قصائدهم، بل يرى بعض الدارسين أنه
وصل إلى أوزان شعرية لم تنص عليها كتب العروض.
يد أن هذا لا يبعد بي عن أن أضيف إلى نصيحتي إياي وإياك وكل
محب للشعر أنه من الخير الإلمام بعلمي العروض والقافية؛
حرصا على سلامة الوزن، وروعة النغم؛ إذ نحسب أن العروض
من أهم العلوم التي تعين الشاعر على أن تنبعث من شعره
خصوصية الترنم بتجربته حتى ولو اتفق في بعض مظاهرها مع
شاعر آخر أو شعراء آخرين.
والأهم أن يكون لدى كل منا استعداد لكتابة الشعر الموزون؛ فإن
جاء في بعض المحاولات كسر أو خلل، فمن الممكن تفاديه في
المحاولات القادمة.
وفي الفصيح منتدى للعروض والقافية فيه من الأساتذة الجهابذة ما
يشرفني التعلم على أيديهم، والتلمذة لهم.
فلعلك أخي الكريم تزور هذا المنتدى ستكون الردود من الكبار هناك
مفيدة للجميع.
سدد الله خطاك، ووفقك ورعاك.
ولك تقديري وتحيتي.
وإذا كنت تستطيع الوصول إلى بعض كتب العروض فمن الممكن أن أكتب لك أسماء بعض
منها؛ راجيا لك التوفيق والسداد.
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:40 م]ـ
اتق الله!!
¥