تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَسارَ مُنتَحِياً وادي القُرى فَمَحا

بَني فَزارَةَ أَصلَ اللُّؤمِ وَالقَزَمِ

وَأَمَّ خَيبَرَ عَبدُ اللَّهِ في نَفَرٍ

إِلى اليَسِير فَأَرداهُ بِلا أَتَمِ

وَيَمَّمَ اِبنُ أُنَيسٍ عُرضَ نَخلَةَ إِذ

طَغا اِبنُ ثَورٍ فَاصماهُ وَلَم يَخِمِ

ثُمَّ استَقَلَّ اِبنُ حِصنٍ فَاحْتَوَت يَدُهُ

عَلى بَني العَنبَرِ الطُّرّارِ وَالشُّجُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى ذاتِ السَّلاسِلِ في

جَمعٍ لُهامٍ لِجَيشِ الشِّركِ مُصطَلِمِ

وَغَزوَتانِ لِعَبدِ اللَّهِ واجِدَةٌ

إِلى رِفاعَةَ وَالأُخرى إِلى إِضَمِ

وَسارَ جَمعُ اِبنِ عَوفٍ نَحوَ دَومَةَ كَي

يَفُلَّ سَورَةَ أَهلِ الزُّورِ وَالتُّهَمِ

وَأَمَّ بِالخَيلِ سيفَ البَحرِ مُعتَزِماً

أَبُو عُبَيدَةَ في صُيّابَةٍ حُشُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى أُمِّ القُرى لِأَبي

سُفيانَ لَكِن عَدَتهُ مُهلَةُ القِسَمِ

وَأَمَّ مَديَنَ زَيدٌ فَاِستَوَت يَدُهُ

عَلى العَدُوِّ وَساقَ السَّبيَ كَالغَنَمِ

وَقامَ سالِمُ بِالعَضبِ الجُرازِ إِلى

أَبي عُفَيكٍ فَأَرداهُ وَلَم يَجِمِ

وَانقَضَّ لَيلاً عُمَيرٌ بِالحُسامِ عَلى

عَصماءَ حَتّى سَقاها عَلقَمَ العَدَمِ

وَسارَ بَعثٌ فَلَم يُخطِئ ثُمامَةَ إِذ

رَآهُ فَاحتازَهُ غُنماً وَلَم يُلَمِ

ذاكَ الهُمامُ الَّذي لَبّى بِمَكَّة إِذ

أَتى بِها مُعلِناً في الأَشهُرِ الحُرُمِ

وَبَعثُ عَلقَمَةَ اِستَقرى العَدُوَّ ضُحىً

فَلَم يَجِد في خِلالِ الحَيِّ مِن أَرمِ

وَرَدَّ كُرزٌ إِلى العَذراءِ مَن غَدَرُوا

يَسارَ حَتّى لَقَوا بَرحاً مِنَ الشَّجَمِ

وَسارَ بَعثُ اِبنِ زَيدٍ لِلشَّآمِ فَلَم

يَلبَث أَنِ انقَضَّ كَالبازي عَلى اليَمَمِ

فَهَذِهِ الغَزَواتُ الغُرُّ شامِلَةً

جَمعَ البُعُوثِ كَدُرٍّ لاحَ في نُظُمِ

نَظَمتُها راجِياً نَيلَ الشَّفاعَةِ مِن

خَيرِ البَرايا وَمَولى العُربِ وَالعَجَمِ

هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَولاهُ ما قُبِلَت

رَجاةُ آدمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ

حَسبِي بِطَلعَتِهِ الغَرّاءِ مَفخَرَةً

لَمّا اِلتَقَيتُ بِهِ في عالَمِ الحُلُمِ

وَقَد حَباني عَصاهُ فَاِعتَصَمتُ بِها

في كُلِّ هَولٍ فَلم أَفزَع وَلَم أَهِمِ

فَهيَ الَّتي كانَ يَحبُو مِثلَها كَرَماً

لِمَن يَوَدُّ وَحَسبِي نسبَةً بِهِمِ

لَم أَخشَ مِن بَعدِها ما كُنتُ أَحذَرُهُ

وَكَيفَ وَهيَ الَّتي تُنجي مِنَ الغُمَمِ

كَفى بِها نِعمَةً تَعلُو بِقيمَتِها

نَفسِي وَإِن كُنتُ مَسلوباً مِنَ القِيَمِ

وَما أُبَرِّئُ نَفسي وَهيَ آمِرَةٌ

بِالسُوءِ ما لَم تَعُقها خيفَةُ النَّدَمِ

فَيا نَدامَةَ نَفسي في المَعادِ إِذا

تَعَوَّذَ المَرءُ خَوفَ النُطقِ بِالبَكمِ

لَكِنَّني وَاثِقٌ بِالعَفو مِن مَلِكٍ

يَعفُو بِرَحمَتِهِ عَن كُلِّ مُجتَرِمِ

وَسَوفَ أَبلُغُ آمالي وَإِن عَظُمَت

جَرائِمي يَومَ أَلقى صاحِبَ العَلَمِ

هُوَ الَّذي يَنعَشُ المَكرُوبَ إِذ عَلِقَت

بِهِ الرَّزايا وَيُغني كُلَّ ذي عَدَمِ

هَيهاتَ يَخذُلُ مَولاهُ وَشاعِرَهُ

في الحَشرِ وَهوَ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ

فَمَدحُهُ رَأسُ مالي يَومَ مُفتَقَرِي

وَحُبُّهُ عِزُّ نَفسي عِندَ مُهتَضَمِي

وَهَبتُ نَفسِي لَهُ حُبّا وَتَكرِمَة

فَهَل تَراني بَلَغتُ السُّؤلَ مِن سَلَمي

إِنِّي وَإِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي

ضَيمٌ أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى أَدَمي

لثابِتُ العَهدِ لَم يَحلُل قُوى أَمَلِي

يَأسٌ وَلَم تَخطُ بِي في سَلوَةٍ قَدَمي

لَم يَترُكِ الدَّهرُ لي ما أَستَعِينُ بِهِ

عَلى التَّجَمُّلِ إِلّا ساعِدي وَفَمِي

هَذا يُحَبِّرُ مَدحي في الرَّسولِ وَذا

يَتلُو عَلى الناسِ ما أُوحيهِ مِن كَلِمِي

يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً إِن أَثِمتُ فَلي

بِحُبِّكُم صِلَةٌ تُغنِي عَنِ الرَّحِمِ

كَفى بِسَلمانَ لِي فَخراً إِذا انتَسَبَت

نَفسي لَكُم مِثلَهُ في زُمرَةِ الحَشَمِ

وَحسنُ ظَنِّي بِكُم إِن مُتُّ يَكلَؤُني

مِن هَولِ ما أَتَّقي فِي ظُلمَةِ الرَّجَمِ

تَاللَّهِ ما عاقَني عَن حَيِّكُم شَجَنٌ

لَكِنَّنِي مُوثَقٌ في رِبقَةِ السَّلَمِ

فَهَل إِلى زَورَةٍ يَحيا الفُؤادُ بِها

ذَرِيعَةٌ أَبتَغيها قَبلَ مُختَرَمِي

شَكَوتُ بَثِّي إِلى رَبِّي لِيُنصِفَني

مِن كُلِّ باغٍ عَتِيدِ الجَورِ أَوهكمِ

وَكَيفَ أَرهَبُ حَيفا وَهوَ مُنتَقِمٌ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير