تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش، وبعض الشر أهون من بعض

المطلق المردف يلزمه حركتان الحذو والمجرى وثلاثة أحرف الردف والروي والوصل كقوله:

أبلغ سلامة إن الصبر مغلوب.

والمطلق الذي بخروج يلزمه حركتان وثلاثة أحرف فالحركتان المجرى والنفاذ والأحرف الروي والوصل والخروج مثل

قوله:

وعقلك جهل إذاما وثقت ... بمن ليس يؤمن من غدره.

والمطلق الذي يلزمه الردف والخروج يلزمه أربعة أحرف وثلاث حركات فالأحرف الردف والروي والوصل والخروج، والحركات الحذو والمجرى والنفاذ كقوله:

عفت الديار محلها فمقامها.

والمطلق المؤسس الذي بخروج يلزمه خمسة أحرف وأربع حركات، فالأحرف التأسيس ووالدخيل والروي والوصل والخروج، والحركات، الرس والإشباع والمجرى والنفاذ كقوله:

ينحي عليّ بكل من كلا كله.

القول في أحكام حروف الوصل:

اعلم أنه إذا تحرك ماقبل الهاء وكانت من أصل الكلمة كانت (رويا) ولم تكن وصلا بحال كقوله:

أخبركم إني أمرؤ ... شبه أخ لكم

من وجده مدله

وإذا سكن ما قبل الهاء كانت رويا سواء كانت أصلية أم لا، كقوله:

شُلت يدا فارية فرتها ... وعُميت عين التي رأتها

ومما جاءت فيه هاء الوصل رويا وهي غير أصلية قوله:

هو البين لا أشكو الصبابة لولاه ... وما قدر ما يجدي على المرء شكواه

وإذا سكن ما قبل الهاء وهي أصلية فهي روي مثل: وجه وشبه.

واعلم أن الواو إذا سكن ما قبلها وهي أصلية كانت رويا كقوله:

إني إذاما خذلتني دلوي ... أغرف من حوض غرير الصفو

وإذا أنفتح ماقبل الواو أيضا لم يكن إلا رويا كقوله:

حدثنا الراوون فيما رووا ... بأن شر الناس قوم عصوا

وإذا انضم ماقبل الواو وكانت أصلية جاز أن يكون رويا مثل تخفيف: غدو وهدو جاز أن يكون وصلا وكذلك الواو في قولك: يغزو ويدعو يجوز فيها الوجهان كلاهما، وكون الواو وصلا أكثر في أشعار الفصحاء من كونها رويا، فأما إذا انضم ماقبلها ولم يكن أصلا لم يكن إلا وصلا.

ثم الياء فإذا تحركت الياء فإنها تكون رويا ولا يجوز أن تكون وصلا كقول بعضهم:

رميته فما قصدت ... وما أخطأت الرمية

بسهمين مليحين ... أعارتكهما الظبية

وإذا سكنت الياء وسكن ماقبلها كانت رويا، مثل أن يبني القصيدة في التقييد على مثل عصاي وهواي.

وإن سكنت الياء وإن كسر ماقبلها فإنها تكون وصلا وإن كانت أصلا، وقد جعلها بعضهم رويا إذا كانت أصلا أو مخففه من ياء النسب، أو جاءت للإضافة تُشبهها بألف المقصورات كقوله:

إن لم يكن حلفت بالله العلي ... أن مطاياك لمن خير المطي

وقيل في ياء النسب الخفيفة:

بنجدية وحرورية ... وأزرق يدعو إلى أزرقي

فملتنا أننا المسلمون ... على دين صديقنا والنبي

وقيل في ياء الإضافة:

إذا تغديت وطابت نفسي ... فليس في الحي غلام مثلي

وأما الألف فيكون رويا في القافية المقصورة وذلك مشهور.

ثم يُذكر إختلاف الحرف والحركات ومايُعاب وما لا يُعاب.

إختلاف التوجيه لابأس به وبعضهم يكرهه في المقيد، وقد أستعمل مثل قولهم: العَشَر ـ بفتح الشين ـ والقُطُر ـ بضم الطاء.

وقال أبو العلاء: وهو في المقيد المؤسس أقبح منه المقيد المجرد.

ذكر الحذو والردف، إذا كان بيت مردف وبيت لا ردف فيه فهو من السناد وهو من عيوب الشعر ولا يجوز مثل قول الكسعي:

الأولى خمسي وفي الثانية قوسي.

ويجوز في الردف دخول الواو على الياء والياء على الواو ولا يجوز دخول الألف عليهما، ويجوز دخول الضمة على الكسرة والكسرة على الضمة لأنهما أختان، ولا يجوز أن تدخل الفتحة عليهما فإن دخلته فهو سناد.

ولنذكر الرّس والتأسيس بعده لا يجوز إختلاف الرّس ولا إختلاف التأسيس، لأن التأسيس ألف ساكنة مفتوح ما قبلها، فإذا انكسر أو انضم خرجت عن كونها ألفا فإذا وقع ذلك عد سنادا.

والتأسيس لا يكون إلا أحد حروف الكلمة التي فيها الروي، فإذا كانت الألف غيرها فليس تأسيس، كما إذا كانت القافيه مدمجا فقال في البيت الثاني إذا حجا، فإن كان مابعد ألف التأسيس كلمة مضمرة قائمة بنفسها أو متصلة بحرف كان البيت مؤسسا، كما إذا بنيت القصيدة: معانيا، وتواليا وأتى فيها بداليا، كان جائزا، ويجوز إختلاف الدخيل في ذاته لا في حركته، واستعملو الضمة مع الكسرة، وشذت الفتحة معها، فإذا كانت القافية هاء مع ياء، ثم قلت دافعا بالفتح والروي والمجرى لا يجوز الإختلاف فيهما، وإعادة القافية عيب يسمى الإبطاء والتضمين عيب أيضا. والله أعلم. تم بعوان الله.

(1) المصدر (عنوان الشرف الوافي) مع بعض التصرف.

للجميع كل الود

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 01:58 م]ـ

شكر الله لك هذا الجهد المبارك أختي الكريمة بنت العروبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير