وأَطَلّتْ من الخِباءِ عَلَيْهِمْ= فَسَبَتْهُمْ بِسِحْرِها الفَتّانِ
فُتِنوا بالعُذَيْبِ والسَّفْحِ والجِزْ= عِ ووادِي العَقيقِ والصمَّانِ
يتلقَّوْنَ وَحْيَها كُلَّ حِينٍ= ويناجُون طَيْفَها كُلَّ آنِ
ويُغَنُّونَ باسمِها مثلَ= ما غَنَّى زُهَيْرٌ بِسِيرَة ِ ابْنِ سِنانِ
نثرتْ دُرَّها الفَريدَ فكانوا= أسْرَعَ الناسِ في الْتِقاطِ الجُمان
رُبَّ شَيْخٍ أفنَى سَوادَ الليالي= ساهِدَ العَيْنِ جاهِداً غَيْرَ واني
مِنْ بُحُوثٍ إِلَى كتابة ِ نَقْدٍ= ثُمَّ من مُعْجَمٍ إِلَى دِيوان
يَقْنِصُ الآبِداتِ عَزَّتْ على الصَّيدِ= فماسَتْ بَيْنَ الرُّبا والرِّعانِ
سارحاتٍ كأنّها قِطَعُ الوَشْي= يُطَرِّزْنَ سُنْدُسَ القِيعان
إِنْ تَسمَّعْنَ نَبْأَة ً غِبنَ في الرِي= حِ كَسِرٍّ يُصانُ بالكِتمان
فإِذا ما أَمِنَّ يَخرجْن أَرْسا= لاً كَخَيْلٍ نَشٍطْن من أرْسانِ
كلُّ جُزْءٍ في جِسْمِهِنَّ له عَيْ= نٌ على الشرِّ أو له أُذُنان
لم يَزَلْ صاحبي يُعالِجُ مِنْهُ= نَّ نِفارا مُسْتَعْصِياً ويُعانِي
في فلاة ٍ لا تَحْمِلُ الرِيحُ فيها= غير رَنَّاتِ قَوْسِهِ المِرنانِ
كلّما طارَ خَلْفَهُنَّ تَسَرَّبْنَ= هَباءً في غَيْهَبِ النسْيان
فتراهُ حِيناً كما وَثَبَ اللَّيْ= ثُ وحِيناً يَنْسابُ كالأُفْعُوان
وهي تلهو به فَآنَّا تُجافِيهِ= وآنَّا تُمْلِي له فَتُداني
مرة ً في مدَى يَدَيْهِ وأُخْرَى= ماله باقْتِناصِهِنَّ يَدانِ
لم يَقِفْ نادِماً يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ= فَعَالَ الْمُجَوَّفِ الْحَيْرانِ
ثم كانت عَواقِبُ الصَبْرِ أَنْ ذَلَّتْ= له الشَارِداتُ بَعْدَ الحِران
مَلَّكَتْهُ أعْناقَها في خُضوعٍ= وَحَبَتْه قِيادَها في لَيان
رَبَّ شِعْرٍ لَه يُرَدِّدُه الدهْ= رُ فتُصْغِي مَسامِعُ الأكوان
يَتَمَنَّى الربيعُ لو تَخِذَتْ مِنْهُ= حُلاها ذَوائِبُ الأغْصان
من بَناتِ الخيالِ لو كان يُسْقَى= لَعَدَدْناه من بَناتِ الدِّنان
ردّدَتْه القِيانُ يُكْسِبْنَهُ حُسْناً= فأرْبَى عَلَى جَمالِ القِيانِ
قد أثارَ الغُبارَ في وَجْهِ مَيْمُو= نٍ وَعَفَّى عَلَى فَتَى ذُبْيان
شيخَة َ الدارِ أنْتُمُ خَدَمُ الفُصْ= حَى وحُرَّاسُ ذلكَ البُنْيانِ
لَبِسَتْ جِدَّة َ الصِّبا في ذراكُمْ= وغَدَتْ من حُلاه في رَيْعان
غَيْرَ أنَّ الحياة َ تَعْدُو ولا يُدْ= رِكُ فيها طِلاَبَهُ المُتوانِي
سابِقوها بالدِينِ والْخُلُقِ السَّ= مْحِ وصِدْقِ الوَفاءِ للإِخْوانَ
سابِقوها بالْجِدِّ فالجِدُّ= والمَجْدُ كما شاءتْ العُلا نَؤمان
ذلِّلُوا للشَبابِ مُسْتَعْصِيَ الفُصْ= حَى فإنَّ الرَجَاءَ في الشبّان
وانثُرُوها قَلائداً وعُقُودا= تَتَحَدى قَلائدَ العِقْيانِ
بَسَم الدهرُ أَنْ رآكم بِناءً= عَبْقَرِياً مُوَطَّدَ الأركان
كم رَجا الدهْرُ أَنْ يُشاهدَ يَوْماً= جَمْعكم سالماً من الشَنَآن
إِنّما الكَفُّ بالبَنانِ ولا تُج= دِي فَتِيلاً كَف بغير بَنان
جَمعتْكُمْ أَواصِرٌ وصِلاتٌ= طَهُرتْ من دَخائلِ الأضْغانِ
فاسلُكوا المَهْيعَ القويم وسيروا= في شُعاعِ المنى وظِلّ الأماني
واشكروا للوزير بِيضَ أيادِ= يه ومِدْرارَ فَيْضِهِ الهَتّان
يَبْذُلُ الْخَيْرَ فِطْرَة ً ليس يَثني= هِ عن الْخَيْر والصَنيعَة ِ ثاني
هو ذُخرُ الطُلاّبِ كَمْ وَجدُوا فيه= أمانامن طارقِ الحدثانِ
يَبْعَثُ الغَيْثَ والرجاءَ لقاصٍ= ويَمُدُّ اليَمينَ بِرّاً لِداني
كم له مِنَّة ٌ عَلَى الضَادِ هَزَّتْ= كُلَّ لَفْظٍ فيها إلَى الشكْرانِ
سَعِدَ العِلْمُ واسْتَعَزَّ بِحِلْمِي= وغَدَا دَوْحُهُ قريبَ المَجاني
سار مُسترشداً بِهَدْي مَلِيكٍ= ما لَهُ في أصَالة ِ الرَأْي ثاني
مَلِكُ تَسْعَدُ البِلادُ بِنُعْما= هُ ويُزْهَى بنورهِ القَمَران
عاشَ للدِينِ والمَكارِمِ والنُّبْ= لِ وَبَثِّ الْحَياة ِ والعِرْفان
ولْيَعِشْ للبِلادِ فاروقُ مِصْرِ= قُدْوَة َ الناهِضِينَ رَمْزَ الأَماني
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:52 م]ـ
هذه جميلة - أخي الشمالي- لكن التي أعنيها أروع منها في نظري. ومطلعها:
ماذا طحا بك يا صناجة الأدب * هلا شدوت بأمداح ابنة العرب.
¥