[فوائد نادرة لفقيه الأدباء وأديب الفقهاء]
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 08:15 م]ـ
:::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله الطاهرين
إقترح علي أخي الكريم أحمد الفقيه حفظه الله نقل فوائد للشيخ الإمام العلامة أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ووجدتها فكرة طيبة مباركة إن شاء الله.
ولابد أولاً من تعريف سادتنا القراء بالإمام العلامة ابن عقيل الظاهري وإن كنت لا أشك أنه يعرفه الجميع ..
وأفضل ما قرأته في وصف العلامة ابن عقيل الظاهري هو كلمات شيخى وأستاذى الكريم عبد العزيز بن مبارك الحنوط ... حيث قال حفظه الله:
أما عن شيحنا أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ فقد كان
في العلم بحراً لا تكدِّره الدِّلاء، وله لَسَنٌ وبلاغة وبصر في الحديث ورجاله،وعربية مُتقنةٌ، وباعٌ مديد في الفقه لا يُجارى فيه، وكان حجة في التفسير، وكذا في الأداب والمنطق والشعر والتأريخ والأنساب، وكان عجيباً في الفهم والذكاء وسعة العلم، وكان عجباً في إلقاء الدرس، وكان ذا ذهنٍ ثاقب وحدْسٍ صائبٍ، عذب المنطق، كريم الشمائل، وكامل السُّؤدُد، لا يَملُّ جليسُه منه، متواضعاً ذا فضائل جمة، وتواليف كثيرة تصل إلى مائة عنوان مابين كتاب من عدة مجلدات إلى رسائل صغيرة،
وتتناول هذه المؤلفات مختلف الفنون والمعارف فبعضها في الدين والأدب والتاريخ وبعضها في النقد والشعر والفلسفة وقسم آخر في اللغة والرحلات والأنساب وغير ذلك.
والميزة العظيمة لهذا الشيخ الجليل أنه سلفي المنهج لا يتعصب لإمام ولا مذهب إنما الدليل غايته والحق مطلبه ونصرته.
ومن أراد أن يتعرف على السيرة الذاتية لشيخنا الجليل فما عليه إلا أن يرجع إلى ماكتبه الشيخ عن نفسه في:
1ـ شيء من التباريح (سيرةٌ ذاتيةٌ ... وهمومٌ ثقافية) وقد صدر منه جزءان.
2ـ الحِباءُ من العَيْبَةِ غِبَّ زيارتي لطيبة.
* لمن يريد ترجمة عن العلامة الكبير أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ فلينظر إلى كتاب: " شَيْخُ الكَتَبَة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري: حياته، وآثاره، وما كتب عنه " للدكتور أمين سليمان سيدو.
الطبعة الأولى 1425ه 2004م ـ النادي الأدبي بالرياض.
وهذا هو رابط لملف الترجمة ... حمله
http://www.m5zn.com/Download-7.php?name=473f35006d.zip
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 08:37 م]ـ
قال العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ في كتابه " العقل اللُّغوي " (ص/ 35ـ 36) وهو بصدد الحديث عن الأخذ بالظاهر واللغة:
" فالظاهر ليس هو الجمود على الحرفية، وإنما هو تحقيق القضية، فما لا تدل عليه اللغة من النص، وما لا يحتم العقل مفهوميته من ملاحنه: فليس قضية نصية.
قال أبو عبدالرحمن: ولقد رأيت الغالب عند طلبة العلم (بل هو المشهور فيما درسناه من كتب مراجعنا في الدراسة المرحلية): أن الأخذ بالظاهر يعني الأخذ بالواضح وإلغاء الخفي.
أي أن المدلول عليه إذا كان خفياً لا يكون ظاهراً حتى يكون واضحاً. وهذا وهم شائع مضلل سببه أن القوم لم يطابقوا منهج أهل الظاهر في الاستدلال على مقتضى أصول اللغة العربية.
والواقع أن الظاهر يعني الواضح الجلي والخفي الذي لا يدرك إلا بلطف. أما غير الظاهر فهو ما أبى النص أن يدل عليه.
قال عبدالقاهر عن المسرفين في التأويل: " فهم يستكرهون الألفاظ على ما لا تقله من المعاني " (1).
فهذه اللمحة من عبدالقادر أذكى عبارة في تحديد الظاهر النصي، فما لا تقله الألفاظ من المعاني فليس ظاهراً. وما تقله فهو الظاهر سواء أكان جلياً أم خفياً والظاهر النصي ظاهران:
الظاهر العرفي اللغوي الأعم الذي لا يخرج مراد المتكلم عن أحد أفراده، ومراد المتكلم المتعين. والأول هو جميع الإحتمالات الجائز استعمالها لغة كاستعمال العين للباصرة والنبع والذات والطليعة والذهب ... ألخ.
وكل احتمال لمعنى لا يصح ارتباطه باللفظ لغة أو بلاغة فهو غير ظاهر.
والظاهر الأخص المتعين إنما هو مراد المتكلم ومراد المتكلم أخص من عموم معاني اللغة. فإذا كان ما زعم أنه مراد للمتكلم ليس أحد أفراد الظاهر العرفي فليس ظاهراً، بل هو تقويل للمتكلم بما لم يقله حقيقة.
ويحمل على هذا كثير من كلام المتلاعبين بكلام الله كالصوفية والباطنية وبعض المتفلسفة والإنشائيين. وإذا لم يقم برهان من سياق الكلام أو خارجه يعين مراد المتكلم فالمدلول احتمالي وليس ظاهراً. وقد تفقه أولئك الأجلة في لغة العرب ومنطق الفكر قبل أن يتعرضوا لتفسير النصوص والاستنباط منها
قال أبو عبدالرحمن: وقد ينطلق مفسرو النصوص منطلقات تسهب في تأويل الكلام تأويلاً يخرجه عن ظاهره لظنهم أن الظاهر غير مراد في حين أن النص لا يتحقق فهمه بغير حمله على ظاهره ... " أ. ه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسرار البلاغة (ص363).
¥