تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فرب اليهود هو الرب الأوحد الذي يدعو إلى إبادة الشعوب الأخرى، و استئصال جذورها، و استيطان أراضيها،كما حذرهم من الاختلاط بالشعوب الأخرى و على هذا النحو تحولت أسطورة الاختيارية و الشعب الأفقي إلى مزاعم عقيدية،نجم عنها الشعور الصهيوني بالاصطفاء و الاستعلاء و إدعاء القداسة. و من ثم أصبحت القيم اليهودية ذات وجهين، فبينما تفرض على اليهود التزامات وثيقة بالتضامن الاجتماعي فيما بينهم، فإنها تتيح لهم أن يعاملوا الشعوب الأخرى بدون قيد أخلاقي أو اجتماعي،ولما كانت التوراة محرفة في التلمود - بتأكيد إسرائيل شاحاك - بفعل الأحبار و اليهود، فليس من الغرابة أن نجد في هذه النصوص حضورا مميزا لفكرة الترانسفير و الترحيل الصهيوني للعرب عن" أرض الميعاد "، و الذي يستلزم وجودها صهيونيا ضرورة النقاء العرقي و الحضاري و الرقى ووحدانية " شعب الله

المختار " - أي اليهود -

و تعليقا من المؤلف على رأى الكاتب الإسرائيلي " شبتاى طفت " المنحاز للفكرة الصهيونية: إن الرؤى الحالية تؤكد أن مسألة الاستيطان ليست أحادية البعد،بمعنى أنها لا تستند إلى الهجرة وحدها، و لا تستند إلى بناء المستوطنات دون مستوطنين،و إنما هى حاصل جمع طرد الفلسطينيين، و إخلاء الأرض المحتلة إلى جانب و هجرة اليهود إليها من جانب آخر.

* الترانسفير و الاستيطان قبل 48

قرن من الزمان من الطرد و المحاولات التي لا تنتهي لإبعاد الفلسطينيين عن بلادهم، و إفراغ الأرض من عناصرها البشرية، لإحلال بشر ليسوا من طينها، ذلك هو تاريخ الصهيونية الحقيقي. بدأت بعمليات تهجير مموهة للفلاحين العرب من الأراضي التي كان الصهاينة يحصلون عليها بالتدليس و التزييف، و محاباة سلطات الانتداب البريطاني، و يقوم اليهود القادمون من شرق أوروبا بطرد الفلاحون الفلسطينيين من الأراضي، التي زرعوها هم و آباؤهم مئات السنين، بحجة إقامة مستوطنات يهودية خالصة، هى الكيبوتسات، و يدعون أنهم أول من طبق الاشتراكية في الزراعة،ثم وضعت قاعدة العمل العبري الذي أرغم الكثيرين من العمال العرب على الهجرة بحثا عن الرزق. ثم جعلت الانتماء إلى اليهودية شرطا للعمل، و لملكية الأرض. و طبقا لهذا المسار الأخلاقي الاستيطاني قفز عدد المستوطنين من 24 ألف يهودي عام 1882، إلى أكثر من 85 ألف يهودي عام 1917. بينما قفزت الأعداد القفزة الكبرى عام 48 ليصل المستوطنين إلى 600, 649 يهودي بعد حرب ضروس ناشد فيها الفلسطينيون الدول العربية أن تزودهم بالسلاح - فلم توفره لهم - و هكذا خلال ما يزيد على المائة عام تمكن الصهاينة من جمع أكثر من ثلث يهود العالم فوق الأراضي الفلسطينية، و تشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني و تحويله إلى لاجئين من خلال المجازر والهجمات و الضغوط المختلفة.

* الاستيطان من أوسلو 1993 إلى انتفاضة الأقصى.

شهدت الأرض الفلسطينية خلال الأعوام من 1993 إلى 2001 كثافة بناء استيطانية لم يشهد تاريخ الاحتلال لها مثيلا، كما زاد عدد المستوطنين رغم تعاقب حكومات بين حزبى "العمل "

و " الليكود "،مما لا يدع مجالا للشك بأنه ليس ثمة اختلاف بين الحزبين حول مفهوم الاستيطان الذي يمثل عنصرا أساسيا من عناصر الأمن القومي، فمنذ بداية انتفاضة الأقصى 28/ 9/2000 غضت سلطة الاحتلال الطرف عن ممارسات المستوطنين اليهود و المتشددين، بل ودعمهم بالأسلحة و التدريبات اللازمة، و عبر وسائل إعلامها و حلفائها حاولت تبرير القتل العلني و العنف الموجه،بأن هذه الممارسات ردا على ما يسميه الاحتلال " العنف أو الإرهاب الفلسطيني " اتساقا مع الحملة الأمريكية ضد الإرهاب بعد أحداث " سبتمبر 2001 " إن سر الجنون يكمن في استمرار الانتفاضة لأنها تهدد الاستيطان، فبات من الصعب استمرار الحياة في المستوطنات أو حتى في إسرائيل، فمنذ نكبة 48 تفقد المستوطنات أمنها و تشعر أنها وسط طوفان من الزلازل، هرب عشرات الإسرائيليين إلى الخط الأحمر، فرارا من الرعب الذي يحاصرهم، وأنشأوا المزيد من الطرق الالتفافية التي بدأ تعبيدها منذ " اسحق رابين "عام 95، و لم تعد إسرائيل مشروعا مغريا لليهود إذ أصبح الصراع بين طرفين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير