ونستطيع أيضاً أن نرصد أهم الانتقادات التي أجريت لآراء النحاة في البابين، من أجل الاسترشاد بها في مراجعة البابين وتنقيحها، وهي على النحو التالي:
1. تطبيق النحاة لآراء الفقهاء في علم أصول الفقه دون الوعي بالفرق بينهما.
2. عكس النحاة الوضع الطبيعي للأشياء فالمفروض أن يرصد الواقع اللغوي ثم تستخرج منه القواعد، فتكون معبرّة عنه وعاكسه له، ولكن النحاة وضعوا قواعدهم، ثم عرضوا عليها الواقع اللغوي وما اختلف معها أوّلوه.
3. عدم احتياج صور الاشتغال إلى تقدير فعل محذوف لأن الكلام مفهوم بدون هذا التقدير، والدليل على ذلك قدرة الفعل الموجود على تفسير ذلك المحذوف المجهول، وبما أن الفعل يحذف في الاشتغال عند وجود قرينة عليه فلا تبدو هناك حاجة لتقدير هذا المحذوف.
4. عدم احتياج صور التنازع إلى الإضمار، لأن المعنى مفهوم من السياق، كما أن الإضمار يترتب عليه وجود مجموعة من الصور غير الواقعية، ويؤدي إلى تعقيد في الضمائر وما تعود إليه.
5. تفسير ظاهرة حذف الفعل في الاشتغال وحذف الفاعل أو المفعول في التنازع بأنه ظاهرة طبيعية في اللغة تتمثل في ميلها إلى الإيجاز والاختصار.
6. الرد على اختصاص الأدوات بوجود ما يعارضه من أمثلة واقعية وقد التفت بعض النحاة إلى ذلك فذهبوا إلى أن اشتراط وجود الجملة الفعلية بعد أدوات التخصيص يعد ضرباً من الوهم.
7. التناول الذهني للظواهر، والاعتماد على القسمة العقلية المنطقية.
8. تدخل الناحية العقدية وأثرها على محاولة النحاة تأويل النصوص- بخاصة القرآنية- بما يتفق مع قواعدهم، في حين أن المفروض هو عكس ذلك تماما.
9. وجود المثال الطبيعي للتنازع وكذلك للاشتغال، ولكن النحاة أهدروا هذه الاستعمالات الموجودة وذهبوا إلى تأويلها وتخريجها.
10. عدم ترجيع أعمال أحد العاملين على الآخرين في التنازع والدعوة إلى أعمال الاثنين معا.
11. عدم تطبيق مبدأ القياس، والاكتفاء بما ورد وسمع، وذلك لما ترتب على هذا القياس من ألوان التعسف المختلفة.
12. تأثر النحاة بما في المنطق والفلسفة من مقولات مثل القول بما هو موجود بالقوة وما هو موجود بالفعل، ومن ثم القول بتقدير عامل ومحله، وهو محذوف.
13. تمسك النحاة بقواعدهم تمسكاً شديداً إلى الدرجة التي تجعلهم يرفضون المساواة بين بعض المباحث النحوية كبحث الاشتغال وبحث التوكيد أو البدل في حين أن الأبواب متشابهة.
14. كثرة الخلافات بين النحاة في البابين ووقوعهم في التناقض فيحرمون ما يحللون حينا، ويحللون ما يحرمون حيناً آخر.
15. إهمال الاستعمالات الواقعية بل رفضها أحياناً لمجرد تعارضها مع القواعد.
وأخيراً غياب معرفة التطورات التي حدثت في استعمال الظواهر النحوية المختلفة وذلك لوقوف النحاة بالاستشهاد عند زمن معين.
الهوامش
1. ابن عصفور، المقرب، ج1، ص 87.
2. عباس حسن، النحو الوافي، ج2، ص127.
3. سورة يوسف، الآية 4.
4. سورة الذريات، الآية 47.
5. الفراء، معاني القرآن، ج2، ص ص552، 256.
6. حاشية الصبان، ج2، ص ص71 - 72.
7. حاشية الخضري، ج1، ص155.
8. ابن هشام، مغني اللبيب، ج2، ص610.
9. مجلة المجمع، كتاب الأصول، ج3، ص243.
10. حاشية الخضري، ج1، ص155.
11. الأزهري، شرح التصريح، ج1، ص303.
12. ابن هشام، المغني، ج2، ص ص399، 402.
13. سورة القمر، الآية 49.
14. ابن هشام، المغنى، ج2، ص ص402 - 403.
15. عباس حسن، النحو الوافي، ج2، ص143.
16. السيوطي، المجمع، ج5، ص137.
17. ابن عصفور، شرح الجمل، ج2، ص641.
18. سورة البقرة، الآية 24.
19. الأزهري، شرح التصريح، ج1، ص317.
20. مجلة المجمع، كتاب الأصول، ج3، ص156.
21. الأنباري، شرح القصائد السبع، ص53. والتبريزي، شرح القصائد العشر، ص37.
22. سورة الكهف، الآية 96.
23. سورة النساء، الآية 176.
24. سورة الحاقة، الآية 19.
25. عباس حسن، اللغة والنحو، ص ص186، 188.
26. ابن مضاء، الرد على النحاة، ص79.
27. مجلة المجمع، كتاب الأصول، ج3، ص243.
28. عباس حسن، اللغة والنحو، ص ص186، 189.
29. مجلة المجمع، كتاب الأصول، ج3، ص ص239، 241، 243.
المراجع
1. القرآن الكريم
2. حاشية الخضري على شرح ابن عقيل، المطبعة العامرية الشرقية، القاهرة، 1901م.
3. حاشية الصبيان على شرح الأشموني، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه (د. ت).
4. الرد على النحاة، ابن مضاء، تحقيق د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية 1982.
5. شرح التصريح على التوضيح للأزهري، دار الفكر، بيروت (د. ت).
6. شرح جمل الزجاجي لبن عصفور، تحقيق صاحب أبو جناح، وزارة الأوقاف بالعراق 1980م.
7. شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري، تحقيق عبد السلام هارون، الطبعة الرابعة 1980م.
8. شرح القصائد العشر للتبريزي، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مكتبة صبيح، مصر الطبعة الأولى 1962م.
9. مجلة مجمع اللغة العربية، كتاب في أصول اللغة، الجزء الثالث، الطبعة الأولى، القاهرة 1983م.
10. معاني القرآن للفراء، تحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، الطبعة الثانية 1980م.
11. مغنى اللبيب، لابن هشام، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مكتبة محمد علي صبيح.
12. المغرب، لابن عصفور، تحقيق أحمد عبد الستار الجواري، وعبد الله الجبوري، مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى 1971م.
13. اللغة والنحو بين القديم والحديث، عباس حسن، دار المعارف، مصر 1966م.
14. النحو الوافي، عباس حسن، دار المعارف، القاهرة 1980م.
15. همع الهوامع، للسيوطي، تحقيق عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت 1979م.
د. ليلى السيد سلام
وهذا هو رابط الدراسة وقد نسختها بنصها هنا ليتسنى للجميع الاطلاع عليها وارجو الا اكون قد اثقلت عليكم بطولها. http://www.adabihail.com/maga.php?verid=6&secid=221
ودمتم سالمين .. العاطفي
¥