وفي الختام؛ فإني أنصح الأحبة في النظر في سيرة أبي العلاء الهمَذَاني ففيها نفائس وفوائد جليلة.
جعلنا الله وإياكم ممن يقتدي بالعلماء الربانيين العاملين الناصحين.
والله أعلم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
13_ (141) الحسن بن محمد بن عبد الله، شرف الدين الطِّيْبِي (ت 743هـ)
1_آية في الاستنباط:
قال الداودي عنه فيما نقله عن الحافظ ابن حجر رحمهم الله: (كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن) (1/ 146)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه إشارة إلى أهمية استفراغ الوُسْع، وكدِّ الخاطر، وجهد العلم في استنباط الدُّرر والمسائل من كتاب الله تعالى.
وهذا الأمر له شروط وأسباب، ومن أعظمها:
1_ (ترك الذنوب ما استطاع) وتكفيك قصة الإمام الشافعي رحمه الله ونظمه: (شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. )
2_ الدعاء بأن يفتح الله عليك، ولقد كان الشيخ الأعجوبة ابن تيمية رحمه الله يضع خده على التراب ويقول: (اللهم يا مُعلِّم إبراهيم عَلِّمنِي، ويا مُفَهِّم سليمان فهَّمنِي) فيفتح الله عليه جُمَلاً من الفتوح وهو الفتَّاح العليم.
3_ الإخلاص والصدق مع الله لنفع النفس أولاً، وللأمَّة ثانياً، وقد قال ابن الجوزي رحمه الله: (إنمَّا يتعثَّر من لَمْ يُخْلِص)
4_ التَّحصيل والإلمام بقواعد الاستنباط المنثورة في طَيَّات الكتب، ويمكن الرجوع للتالي:
أ. الإكليل لاستنباط التنزيل للسيوطي رحمه الله (واقتنِ طبعة دار الأندلس الخضراء (رسالة علمية) فقد اعتنى بها المحقق وفقه الله أيَّما اعتناء، وفهرس في الخاتمة فهارس جيدة) وهذا الكتاب يُعين على معرفة كيفية الاستنباط بالأمثلة.
2 _ قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله. فيه نفائس عالية، ولو هُذِّب واختصر لخرج بأبسط وأيسر مما خرج.
3_ (يترقب) رسالة الشيخ فهد الوهبي وفقه الله الموسومة بـ: (منهج الاستنباط من القرآن الكريم) وستطبع في معهد الإمام الشاطبي بجدة؛ فيسَّر الله لها ذلك.
2_أخلاق عالية:
قال الداودي رحمه الله عنه: (ملازماً لأشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يخدمهم ويعينهم، ويُعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم، مَنْ يَعْرِف ومَنْ لا يَعْرِف) (1/ 146)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
مِنْ أجمل ما تراه العين، أن تَنْعم بالعالِم العامل ذي الخلق الحسن.
ويَنْعم النَّظرُ أكثر حين تجد الشيخ كبير القدْر، عظيم العلم؛ جميل التواضع، حسن الأخلاق، سهل المنال، يسير المطلب، مِعْواناً، باذلاً لطلاَّب العلم ما يُقرِّبُهم نحو الله، من العلم، والنصح، بل حتَّى النفقة لو تطلَّب ذلك.
كم يفرح طالب العلم حين يجد أهل العلم على هذه السِّمَة الطيِّبة؛ فلا حرمنا الله منها، ونسأله المزيد من فضله الكريم.
إن مثل هذه المواقف لتُؤثر في نفس التلميذ أيَّما تأثير، وتُحبِّبُه بالعلم وأهله، وقد كان من حال شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الباب ما يُذهل العقل، خاصة مع خصومه؛ فرحمه الله رحمة واسعة وبرَّد ضجيعه.
فهذه دعوة لسماحة الخُلق، ولين الجانب، وبذل النفس، وخدمة الإخوان، وقبل هذه كلِّه إخلاص العمل له سبحانه، والموفَّق من وفقه ربه.
3_ حاشيته على الكشَّاف:
قال الداودي رحمه الله عنه: (شرح (الكَشَّاف) شرحاً حسناً كبيراً) (1/ 147)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
أما شرحه هذا؛ فهو حاشيته المسمَّاة: (فُتُوحُ الغَيْبِ في الكَشْفِ عن قِنَاعِ الرَّيْب)
وهي حاشية نفيسة، غدت أميز وأنفس الشروح على الكشاف.
ولا تعجب فلها سِرٌّ مليح، وقصةٌ لطيفة!
فقد ذكر الداودي رحمه الله عنه: (أنه قُبَيل الشروع في هذا الشرح، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النَّوم، وقد ناوله قدَحاً من اللبن؛ فشرب منه) (1/ 147) وقارن ذلك مع قصة عمر تُدرك أن الله قد فتح عليه حظاً وافراً.
تنويه: اللبن في المنام ليس بِمُطَّردٍ على الدوام في ذلك، و رُؤَى كل إنسان تختلف عن غيره؛ لمناسبة أمره، وهذا يعرفه المُعبِّرون. فنسأل الله الكريم من فضله
وانظر هنا زادك الله علماً وعملاً صالحاً عن (فُتُوحُ الغَيْبِ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6115&highlight=%C7%E1%D8%ED%C8%ED)
¥