ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:23 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
16_ (168) ربيع بن سليمان بن عطاء الله، أبو سليمان القطَّان (288_334هـ)
1_لقاءٌ باطلٌ بالأَدِلَّةِ:
قال الداودي رحمه الله عنه: (ويقال: أنه كان يجتمع بالخضر!)) (1/ 177)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذا اللقاء باطل؛ فقد ثبت بالأدلة المستفيضة؛ بالمنقول والمعقول أنه قد مات، وأن ما يزعمه بعض الروافض، والصوفية، من اللقاء وما يزعمونه من بركات (وجُلُّها هرطقات) غير صحيح.
(والعجب أن في محلَّتنا، وفي الدراسات العليا، يُدَرَّس كتاب في حياة الخضر! والقائم علي تدريسه ممن ينتسب للمذهب الأشعري!!) فإلى الله المشتكى.
ومن أحسن من كتب رداً من السابقين على ذلك، شيخ الإسلام، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وابن الجوزي رحمهم الله.
وأما من المعاصرين فكثر، وهناك فتاوي كبار العلماء والمجامع الإسلامية الفقهية الكبرى في ذلك تفيد بوفاته عليه السلام.
وهذه بعض النقول في المسألة:
يقول العلامة ابن قيِّم الجوزية رحمه الله:
(الأحاديث التي يُذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد.
كحديث: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ; كان في المسجد؛ فسمع كلاماً من ورائه؛ فذهبوا ينظرون؛ فإذا هو الخضر!
وحديث: يلتقي الخضر وإلياس كل عام.
وحديث: يجتمع بعرفة؛ جبريل وميكائيل والخضر. الحديث المفترى الطويل.
_ وسُئِل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق؟
فقال: من أحال على غائب لم ينتصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
_ وسُئِل البخاري عن الخضر وإلياس؛ هل هما أحياء؟
فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد)
_ وسُئِل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ; ويجاهد بين يديه، ويتعلم منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ; يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض.
وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ.
_ وقال أبو الفرج بن الجوزي:
والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء؛ القرآن، والسنة، وإجماع المحققين من العلماء، والمعقول.
أما القرآن؛ فقوله - سبحانه وتعالى -;: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] فلو دام الخضر كان خالداً.
وأما السنة؛ فذكر حديث: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد". متفق عليه.
وفي صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ; قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم، قبل موته بقليل: "ما من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة وهي يومئذ حية".
وأما إجماع المحققين من العلماء؛ فقد ذُكِر عن البخاري، وعلي بن موسى الرضا، أن الخضر مات.
وأن البخاري سُئِل عن حياته، فقال: وكيف يكون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ;: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد".
قال: وممن قال إن الخضر مات إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو الحسين بن المنادي، وهما إمامان وكان ابن المنادي يُقبِّحُ قول من يقول: إنه حي.
وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد.
_ قال أبو الفرج ابن الجوزي:
وما أبعد فَهْم من يثبت وجود الخضر، وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة.
أما الدليل من المعقول؛ فمن عشرة أوجه:
أحدها، أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما، أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر.
والثاني، أنه لو كان ولده لصلبه أو الرابع من ولد ولده كما زعموا وأنه كان وزير ذي القرنين فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض.
وفي الصحيحين، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -;، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -; أنه قال: "خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً فلم يزل الخلق ينقص بعد"
وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس.
¥