ـ[أبو المنذر الجعفرى]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء
الرقم: 717/ 2
التاريخ: 8/ 3/1407هـ
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عبدالله بن عبد الرحمن سلمه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 1659 وتاريخ 18/ 5/1406هـ الذي جاء فيه: أرجو أن تؤكدوا لنا ما سمعناه من رئيس المركز الإسلامي هنا في توماس بأنكم أفتيتم بأنه لا يجوز أن يأتم الناس بمن لا يعتقد بمسألة الرؤية يوم القيامة أي رؤية الله جل وعلا من قِبل أهل الجنة فهل لا تصح إمامته حقاً وهل أفتيتم بذلك نرجو التوضيح؟
وأفيدك بأن مسألة إنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وفي الجنة وحكم الصلاة خلف من أنكرها قد تكلم فيها أهل العلم من أهل السنة والجماعة بما يبين الحقيقة لمن أرادها فننقل لكم فيما يلي جملة من كلامهم في ذلك.
قال الإمام ابن القيم في كتابه حادي الأرواح: ذكر الطبري وغيره أنه قيل لمالك: إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك رحمه الله: السيف السيف، وقال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال: لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال: إني لأرجو أن يحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وذكر الطبري وغيره عن سفيان بن عيينه أنه قال من لم يقل إن القرآن كلام الله وأن الله يرى في الجنة فهو جهمي وذكر البيهقي في كتاب الأسماء والصفات قول البخاري في الجهمية قال نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت قوماً أضل من كفرهم من الجهمية وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف شرهم وذكر أبي أبى حاتم عن جرير ابن عبد الحميد أنه ذكر حديث ابن سابط في الزيادة إنها النظر إلى وجه الله فأنكره رجل فصاح به وأخرجه من مجلسه وقال عبدالله ابن مبارك ما حجب الله عن معد أحد إلا عذبه ثم قرأ (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالوا الجحيم، ثم يُقالُ هذا الذي كنتم به تكذبون) قال ابن المبارك بالرؤية وقال اسحق ابن راهوية لا يدع الإيمان بالرؤية وأحاديثها إلا مبتدع أو ضعيف الرعين وقال الفضل ابن زياد سمعت ابن عبدالله وبلغه عن رجل إنه قال أن الله لا يره في الآخرة فغضب غضباً شديداً ثم قال من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعن’ الله وغضبه، أليس يقول الله (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وقال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف أن الله لا يرى في الآخرة وقال لعن الله من يحدث بهذا الحديث اليوم ثم قال أخزى الله هذا وقال أبو بكر الميزوري قال أبو عبدالله من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر وقال من لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي والجهمي كافر وقال إبراهيم ابن زياد الصاير سمعت أحمد بن حنبل يقول الرؤية من كذب بها فهو زنديق وقال من زعم أن الله يرى في الآخرة، فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله والذي عليه عهود السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر فإن لم يكن من لم يبلغوا العلم في ذلك يعرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم فهو كافر
ومن هذا تعلم أن من ينكر رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة أو يرى تخليد العصاة من أهل الكبائر في النار فإنه لا يصلى خلفهم وهم كفار عند أهل السنة والجماعة.
وقد بحثت هذا الموضوع مع مفتي الإباضية في عُمان أحمد الخليلي فاعترف بأنه لا يؤمن برؤية الله في الآخرة ويعتقد أن القرآن مخلوق وقال لي هذه عقيدتي ولا مانع عندي من المناظرة عليها فنصحته كثيراً فأصر على ذلك وسمعت له شريطاً مسجلاً بصوته يقول فيه أن العصاة من أهل الكبائر يخلدون في النار ونرى لكم أن تناصحوا الأباضية الذين عندكم لعل الله يهديهم بأسبابكم نفع الله بكم ونصر بكم الحق وثبتنا وإياكم على الهدى وهدى من ضل عن الحق من الإباضية وغيرهم إلى الرجوع إلى إنه جواد كريم والسلام عليكم
التعقيب:
وقال من زعم أن الله يرى في الآخرة (من زعم أن الله لا يرى فى الآخرة فقد ... )، فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
وجزاكم الله خيرا على هذا المبحث الرائع
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 02:46 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم جميعاً ..
لكن رغم ردود بعض الإخوة الغيورين هنا إلاّ أنه لم يتكلّم أحدٌ فيما أتى به الأخ الطارق بخير عن جواب الشيخ ابن عثيمين؟!
فإن كان الشيخ ابن عثيمين قالها وأجاز الصلاة خلفهم، فلا تثريب على ثناء الإخوة هنا على أخلاق الإباضيين.
¥