عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَهُ وَقَالَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ قَالَتْ فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ (صحيح البخاري)
وقد وردت كلمتا "تصاوير" و"تماثيل" مجتمعتان:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلَُ و تَصَاوِيرُ (صحيح مسلم)
سؤال: ألا يمكن أن تأتي كلمة صورة في حديث ويقصد بها التمثال والصورة معا، وتأتي كلمة تماثيل في حديث ويقصد بها التماثيل والصور معا؟ بمعنى آخر: إذا اجتمعت الكلمتان (موضعا) افترقتا (معنا)] مثل ما رأينا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه [، وإذا افترقتا اجتمعتا يعني كل واحدة منهما تضمنت الأخرى؟
مثال: عن عُمَرُ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَال: َ وَعَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ فَقَالَ (إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ) (صحيح البخاري)
فتكون كلمة "صورة" هنا متضمنة للتماثيل؟ والدليل على ذلك ورود حديث يذكر فيه الإثنين (وهو الذي سبق فوق). وايضا هذا الحديث:
عن أَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: َ لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ يُرِيدُ التَّمَاثِيلَ الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاحُ (البخاري)
ولا شك في ان الصورة في الحديث لا تعني فقط التماثيل لأن عدد من الأحاديث دلت على أن "الصورة" في الحديث تشمل الصور التي ليس لها ظل.
وينطبق نفس الشيء على الحديث عن طمس التمثال، فهل يمكن أن تكون كلمة "تمثال" في الحديث متضمنة للصورة التي ليس لها ظل؟ اقصد هذا الحديث:
عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ (صحيح مسلم)
وقد ورد الحديث بلفظ (وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا)
أرجو الإجابة على اسئلتي.
ثالثا: فيما يتعلق بالمرآة والصور الفوتوغرافية:
إذا علقنا صورة فوتوغرافية (لذوات الأرواح) أو احتفظنا بها في مكان في البيت فإنها داخلة في "الصورة" الواردة في حديث (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) ولكن إذا وضعنا مرآة في البيت فهل تدخل الصورة المنعكسة عليها في "الصورة" الواردة في الحديث؟ هل تمتنع الملائكة عن دخول البيت الذي فيه مرآة؟ المرآة نفسها ليست صورة ولكن تعكس صورة الشيء إذا وضعناه امامها، فالصورة التي تنعكس على المرآة تختفي بمجرد ذهاب الإنسان من أمامه "فالصورة" ليست دائما موجودة، فقط مؤقتا ولفترات قصيرة. وذلك مثل انعكاس صورة الإنسان في أواني المطبخ المعدنية وما شابهها، فهل نقيس الكاميرا الفوتوغرافية على أواني المطبخ؟؟
وهذي نقطة أخرى فيما يتعلق بالصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح وهو موضوع بقائها في البيت لغير ضرورة، فالحديث يخبر بأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة لذوات الأرواح ولم تفرق بين الصورة المرسومة باليد أو غيرها، فطالما أن هناك صور لذوات الأرواح في البيت سواءا كان لها ظل ام لم يكن لها ظل وسواءا كانت مرسومة او صُنعت بطريقة أخرى فإن الملائكة لا تدخل ذلك البيت إلا إذا كانت الصور ممتهنة لأن هناك أحاديث تدل على جواز استخدام ما فيه صور طالما انها ممتهنة، فذلك يعني بأنه يحرم ابقاء صور ذوات الأرواح في البيت إلا إذا كانت ممتهنه، والله أعلم.
وهذا يكفي الآن حيث أن الوقت تأخر عندنا، ولي عودة إن شاء الله للتكملة.
وأرجو أن لا تبخلوا علي فوائدكم وتعقيبكم وانتظر الأجوبة على اسئلتي التي طرحتها.
والله يوفق ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 08 - 03, 07:13 ص]ـ
الشيخ الفاضل المقرئ ..
جزاك الله خيراً على التقرير والتحبير، ولعله لو لا أن الموضوع محدث لتبادر إلى الذهن أن ما رقمتم نقلاً لبعض بنيات أفكار ابن القيم.
ولكن -أحسن الله إليك- لدي إشكال يسير أرجو منكم كشفه.
قلتم:
========================================
قال المقرئ: لا زلت للحق مسددا أخي القرافي قولك كل صورة حرام صواب لو التزمت ما سأذكره لك وهو ما قولك في صورة الرجل في المرآة وصورة الرجل في الماء وكل ما تعكسه الأجسام الصقيلة إن قلت هي صورة انخرم أصلك لأنك قلت كل صورة حرام ولم تستثن شيئا فقد استثنيت الآن ولغيرك أن يدخل الصور الفوتوغرافية مع المستثنيات
========================================
فماذا لو قال القرافي:
وفق الله المقرئ لكل مايحب الإله ويرضي .. نعم ألتزم، والأصل لاينخرم!
فإن قلت كيف وأصلك عام يشمل كل صورة؟ قلت: إلاّ ما استثناه الشرع من ذاك العموم، وقد علم من مدارك الشرع أن هناك صوراً مستثناة من التحريم كغير ذوات الأرواح مثلاً، ومنها كذلك صورة المرآءة فهي مستثناة من التحريم بالنصوص فقد كانوا ينظرون إلى المرأة وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم ذكراً يقولونه عندها، وهذا إقرار منه لصورتها، ويمكن أن يقال في الصورة التي تظهر على الماء نحواً من هذا، ولكن أين ما يخرج الصورة الفتغرافية من عموم النص؟ أترى القياس مع النص؟
¥