حيث أثبتنا صحة السند ونقلنا توثيق كبار أئمة الجرح والتعديل لكل رواة السند
وأثبتنا أنها ليست وجادة , بل هي وصية من ابن أبي موسى الأشعري , أوصى بالرسالة إلى ابنه سعيد بن أبي بردة الذي هو حفيد أبي موسى الأشعري كما ثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة
وعلى الرغم من خروج ذلك عن الموضوع إلا أنني أنقله للفائدة:
اقتباس:
قلتُ (أبو إسلام:):
أما أثر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فإسناده صحيح لا إشكال فيه
وبيان ذلك أنه قد جاء التصريح بما يؤكد اتصال السند , حيث رواه ابن عساكر هكذا:
(نا سفيان نا إدريس بن يزيد الأودي قال أخرج إلينا سعيد بن أبي بردة رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري فقال هذه رسالة عمر إلى أبي موسى قال وكان سعيد بن أبي بردة وصي أبيه)
معنى الوصية:
وهي أن يوصي الراوي لشخص آخر بكتاب يرويه
فهذا صريح في أن سعيد بن أبي بردة قد أخذ الكتاب من أبيه؛ وقد ثبت أنه سمع من أبيه , واحتج الإمامان البخاري ومسلم بروايته عن أبيه
, وأبوه ثقة , وقد ثبت أنه سمع من أبيه (أبي موسى الأشعري) أيضا , وروايته عنه احتج بها الإمامان البخاري ومسلم
وبذلك فالإسناد صحيح متصل لا إشكال فيه , فالكتاب لم يخرج من بيت أبي موسى الأشعري
الخلاصة:من خفي عليه هذا التصريح؛ وهو قوله (وكان وصي أبيه): توهم الإنقطاع بين سعيد بن أبي بردة وبين جده أبي موسى الأشعري
ومن بلغه هذا التصريح: فقد ثبت عنده أن السند متصل؛ كأنه هكذا: عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري
فقول القائل: (إذن هذا صحيفة مرسلة أو كما فى الاصطلاح وجادة منقطعةعن غير شيخ الواجد) انتهى
قوله هذا غير صحيح؛ لأنه وصية من أبيه الذي سمع من جده, وليس وجادة عن جده , فالسند متصل
ونقل الإمام السيوطي في " تدريب الراوي " عن ابن أبي الدم قوله:
(الوصية أرفع رتبة من الوجادة بلا خلاف)
=================================
الباطل السابع:
قولك:
اقتباس:
ياأخي الكريم إن مادة أصول الفقه هي تجسيد للرأي في دين الله
سبحان الله العظيم
نقلتُ لك قول الإمام ابن قدامة في أصوله حين قال:
اقتباس:
مسألة
إذا ورد الأمر متجردا عن القرائن اقتضى الوجوب في قول الفقهاء .. وقال بعض المعتزلة يقتضي الندب ..
ولنا ظواهر الكتاب والسنة والإجماع وقول أهل اللسان
أما الكتاب فقوله تعالى "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " , حذر الفتنة والعذاب الأليم في مخالفة الأمر فلولا أنه مقتض للوجوب ما لحقه ذلك, وأيضا قول الله تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " , وقوله تعالى " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" , ذمهم على ترك امتثال الأمر والواجب ما يذم بتركه
ومن السنة ما روى البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه ...
فهل في ذلك أي تجسيد للرأي في دين الله تعالى؟!!!
مالكم كيف تحكمون؟!!!!
===========================
الباطل الثامن: قولك:
اقتباس:
وانظر إلى الشافعي عليه رحمة الله على ما كان من علم وفضل
عندما ألف كتاب الرسالة تكلم فيه بن معين وغيره من علماء الحديث
قلتُ (أبو إسلام):
أولا:
أنت زعمت أن علماء الحديث – غير ابن معين – انتقدوا كتاب الرسالة للإمام الشافعي
ونطلب منك الآن أن تنقل لنا نصوصهم الصريحة في ذلك
ثانيا:يُجاب عن ذلك بجوابين:
الجواب الأول:
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:
اقتباس:
(قد كان أبو زكريا رحمه الله حنفيا في الفروع، فلهذا قال هذا، وفيه انحراف يسير عن الشافعي)
وقال أيضا الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام:
اقتباس:
(إنما يقول هذا يحيى لأنه كان حنفياً، وفيه انحراف معروف عن الشافعي والإنصاف عزيز (
وقال أيضا:
) الامام الشافعي ... ، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة .... وصنف الكبار في مناقب هذا الامام قديما وحديثا، ونال بعض الناس
منه غضا، فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة، ولاح للمنصفين أن كلام أقرانه فيه بهوى، وقل من برز في الامامة، ورد على من خالفه إلا وعودي، نعوذ بالله من الهوى، وهذه الاوراق تضيق عن مناقب هذا السيد. (
انتهى كلام الإمام الذهبي
:
================
الجواب الثاني:
¥