تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 10 - 06, 11:55 م]ـ

يا أبا إبراهيم أحسن الله إليك ووفقك لكل خير ... علوم الفلك لم تأت لترفض الرؤية الصحيحة أو تنسفها من حيث هي رؤية ووسيلة لمعرفة وجود الهلال في الأفق ... كيف ذلك وجزء من علومهم قائم على الرصد والتتبع بالعين المجردة ... الحسابات الفلكية وجدت أمامها دعاوى لرؤية شئ يستحيل أن يرى فدعت المسلمين ليتفطنوا ولا يبنوا على ذلك حكمًا ... لكى يؤدوا عبادتهم على الوجه الأكمل كما يحب ربنا ويرضى ... فالحسابات الفلكية والرؤية الصحيحة من أهلها كلاهما يُجدان في سبيل تحصيل السبب الشرعي ... وهو العلم بدخول الشهر القمري أو خروجه ... ومهما تأملت فيهما فلن تجد بينهما تعارضًا ما أتيا عن أهلهما ... أما دعوى الواحد والإثنين وغيرهما ممن لا يقوم القطع بخبرهما يدعون أمرًا لم يكن وفي غير أوانه ... فلا يمكن أن ينافس ما دلالته قطعية يقينية بدون شك أو مين ... وقد سبق أن أخبرتك أن هذه الرؤية التي أحاطت بها الريب ... مثلها مثل أي شهادة أو رواية قامت الأدلة الدامغة على خطئها أو بطلانها ... فمن ردها ردها بعلم وحجة ... مع بقاء أصل الشهادة والرواية سبيل شرعي لإثبات الحقوق ... واستعمالها في غير ذلك من الأحكام.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 10 - 06, 11:58 م]ـ

شيخنا الفاضل أبا عبد الله تقبل الله طاعتك وزادك فتحًا وعلمًا

لا أظن أن يستجدَّ شيءٌ في كلام الفلكيين هذه السنة عن السنوات العشر الماضية، فالكلام كله يدور حول هل هم على قواطع مسلّمةٌ عندهم. والأمر لا يقف هنا. بل إن علمائنا الذين يرون العمل بالرؤية يوم التاسع والعشرين من شعبان لم يمنعهم من القول به اتفاقُ الفلكيين على أمر ما.

فحديث "صوموا لرؤيته" " إنا أمة أمية لا نحسب " وقبول شهادة رمضان بواحد عدل -ولا يلزم من العدالة أن يكون حسَّابًا فلكيًا- أحب إلى أهل الحديث من العمل بحساب الفلكيين -وإن اتفقوا- الذي فيه وحشة مخالفة النصوص، وإهمالٌ لأمر شرعي قد أفتى فيه من تقدمنا بقرون كابن تيمية، وفيه إثبات رمضان بالحساب لا بالرؤية مهما قالوا إن العمل فيه بالنفي لا بالإثبات فالطريق واحد.

ولك أن ترى مؤدى العمل بالحساب الفلكي عند بعض الدول كيف أصبحت الرؤية أمرًا ثانويًا لا اعتبار له ..

والله يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..

أدام الله مودتك أخي العزيز ... وحرس مهجتك.

نعم لم يستجد شئ منذ عشرات السنين ... والسبب أن جلّ من يتكلم في هذه المسألة: إما فقيه ليس له دراية بعلم الفلك ... وربما كان ممن يبغض العلوم التقنية المادية ... أو يذم الحضارة الغربية جملة بدون تفصيل أو بيان ... في الوقت الذي يتمتع بخيرها ... ويرفل في ما أبدعته من علوم ومعارف ... وإما رجل على دراية بعلم الفلك ... ولكن تنقصه المعرفة الحسنة بعلوم الشرع ... فلا يفطن لمراد الله ... ولا يدرى حكمة التشريع ...

فإذا وجدنا من تحقق بالمعرفتين، وحاز الفضيلتين فهناك لن تكون دعوة لترآئى الهلال ليلة الثلاثين إذا أطبق علماء الفلك على استحالة رؤية الهلال ... مثل ما وقع في دخول شهر شوال من سنة 1425 ... ومثل ما وقع في دخول شهر رمضان من هذه السنة ... كن على يقين من ذلك أخي الفاضل ... وحتى لو دُعي للرؤية فسيُردّ من جاء يشهد بالمستحيل على عقبيه ببضعة أسئلة توجه له تبيّن له وهمه وخطأه في دعواه ...

وما كانت حسابات الفلكيين يوما موحشة ... كيف وهي الناطقة بما جاء في كتاب ربنا العزيز الحكيم تبين دقة صنع الله ... وسلامة خَلقه من كل اعوجاج ... وصِدق قوله سبحانه وسلامته من كل خُلف ... ولنعلم عن طريقها مواقيت عباداتنا لنؤديها في الوقت الذي أمرنا الله به ... وقد رأينا استفادة علماء الشريعة من علوم الفلكيين في أكثر من موطن مما يتعلق بالهلال وبمواقيت الصلاة والحج ... وما رأينا منهم ذما ولا وحشة لمثل هذا ... بل الموحش والمظلم التنجيم الذي ضل به قوم ... واستعمله قوم لإستشراف الغيب جهلا وظلما.

وليس في إتباع الحسابات الفلكية مخالفة للأوامر الشرعية ... بل هي -سواءا في النفي أو الإثبات - مع الرؤية البصرية الصحيحة يسعيان في سبيل تحصيل السبب الشرعي لبداية الصوم ونهايته ... ألا وهو التحقق من دخول الشهر القمري الشرعي.

ومن أهمل الرؤية الشرعية وجنح للحساب فإنما أخذ بأحد طرقه ... فأهمل الموافقة للشرع في بداهة العقول ... وأعني بالموافقة التي ترى دخول الشهر بوجود الهلال في الأفق بعد الغروب حيث يمكن رؤيته لذوي البصر والبصائر ... أما أؤلئك؛ فقد جنحوا إلى حساب الإقتران واعتباره البداية الحقيقية للشهر القمري ... فهذه الطريقة التي كان يتبعها الشيعة في الشمال الأفريقي وقبلهم بعض الأمم القديمة ... وهي التي ورد عن كثير من أهل العلم الإعتراض عليها لأنهم يرون فيها استباقَ دخول الشهر بيوم أو أكثر ... وإحداثَ سبب لم يشرعه الله ... وفي تفصيل هذا الأمر كلام طويل وحجج في النفي والإثبات ليس هنا موضع إيرادها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير