تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - وللمقارنة بين ماجاء في أعلاه (أي الطرق المختلفة لتحديد بداية الشهور الهجرية)، نجد الفرق كبير قد يكون يوم او يومين أو حتى ثلاث، وللتوافق بينهما إقترح النعيمي في المؤتمر الفلكي الإسلامي الرابع اعتماد ولادة الهلال (لحظة المحاق) قبل شروق الشمس (وان لايكون عمر القمر أقل من 15 ساعة)، واعتبار اليوم التالي اول يوم الشهر. أن المشكلة حسب إعتقادي لدى بعض الفلكييون هي أنهم يقومون بحساب لحظة المحاق (الإقتران) وان وجدوا ان هذه اللحظة قد حدثت قبل غروب الشمس ولو ببضعة دقائق إعتبروا اليوم التالي بداية الشهر الهجري الجديد واحتجوا بقول الفقهاء الذين أجازوا إستخدام الحسابات الفلكية في الإثبات او النفي، وهذا غير صحيح، لأن طور المحاق (ولادة القمر الجديد New Moon ) هو ليس طور الهلال ( Crescent ( لأن الأخير (الهلال) حالة للقمر مرتبطة بالرؤية (لأن القمر جسم مظلم لا يضيء بذاته بل يعكس ما يسقط عليه من ضوء الشمس إلى الأرض فيصبح مرئياً من سكان الأرض. وهذه الإضاءة واتساع مساحتها تختلف بإختلاف زاوية موقع القمر اليومي من الأرض والشمس مما ينشأ عنها ظاهرة أوجه القمر المعروفة التي استخدمها المسلمون أساساً للتقويم الهجري)، وإن نتائج الأرصاد الفلكية بالأجهزة والعين المجردة للهلال تشير إلا الهلال شوهد بالعين المجردة وعمر القمر لايقل عن 15 ساعة وبالتلسكوبات لايقل عن 12 ساعة شريطة توفر ظروف الأرصاد الجيدة جدا من صفاء السماء وبعيدا عن التلوثات الصناعية والضوئية)، أي أن مشاهدة (رؤية) الهلال تتحقق بعد اكثر من 15 ساعة من لحظة المحاق وإن قوله تعالى واضحاً] يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج [(البقرة-189)، وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولاتفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فإقدروا له)) رواه البخاري ورواه مسلم. اي ان المواقيت ترتبط بالأهلة وليس بالمحاق او الإقتران (تولد القمر الجديد).

4 - إن احتمال أن يكون الفرق بين مدينتين إسلاميتين مدة من يومين قمريين من أيام الشهر الاقتراني هو احتمال ضعيف إلا أنه ليس مستحيلا إذا تباعدت المسافة بينهما بين اتجاهين متناقضين. كما أن فرصة توالي عدة أيام (حتى أربعة أيام) بمعدل 30 يوما في الشهر القمري لكل منهما، هو الآخر ليس بعيدا، بل ممكن في مدينة واحدة و أن محاولة جعل يوم ولادة القمر يوما منتظرا أو واحدا في (كل) البلاد الإسلامية يعد ضربا من المستحيل عمليا حسب خطوط الطول.

5 - أن التطلع إلى القمر يعني التطلع إلى السماء و هذا يعني التفكر بخلق الله العظيم و ملاحظة المجرات والنجوم و الكواكب، فضلا عن القمر، و بأشكالها الجمعيّة و الهندسية و الصورية المتخيلة الجميلة فيزداد المؤمن إيمانا و يتعمق العالم علما و يفيض المتأمل حكمة، فالنظر إلى فوق لا يوازيه النظر إلى أسفل، إلا في الجانب الغائي، و ما سوى ذلك فمختلف و الله أعلم! و لكن رغم ذلك، فليس من المتعذر المعالجة الحسابية في تحويل التاريخ من اليوم القمري إلى التاريخ باليوم الشمسي، في أي مرحلة كانت، و بالعكس و على نحو دقيق أيضا، أي أن القيمة المعرفية الثنائية متاحة تماما.

خامساً: - مقترح تحديد بداية الشهور الهجرية " شرعياً وفلكياً"

لذلك فانا أجد أن الطرق المستخدمة من قبل تركيا والمغرب والإتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك في تحديد بداية الشهور الهجرية صحيحة نوعاً ما، طالما تم أخذ الفقه الشرعي والحساب الفلكي معاً بنظر الاعتبار.

وأخيراً وبناءً على ماتقدم، أود في هذه المناسبة (ولأجل تقليل الاختلاف في تحديد بداية الشهور الهجرية عند البلاد الإسلامية) نقترح الآتي:-

يتم حساب عمر القمر بعد لحظة المحاق ومن ثم يتم إعتبار اليوم الأول للشهر الهجري هو اليوم التالي ليوم تحقق فيه شرط عمر القمر بعد الولادة بفترة زمنية لاتقل عن 15 ساعة وهي اٌقل فترة زمنية لرؤية الهلال بالأجهزة الفلكية وربما بالعين المجردة تحت ظروف أرصاد فلكية جيدة جداً (بعيداً عن التلوث الضوئي والصناعي وفي مناطق جبلية مرتفعة) ونتوقع عند تطبيق هذه الحالة سيكون الإختلاف اقل مايمكن وبذلك نكون حددنا بداية الشهر شرعياً وفلكياً (وهذا ما تم حسابه في التقويم الهجري الحالي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير