إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ "
وقوله تعالى: " وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ "
و إن لعلم الفلك دور في حل مشكلة تحديد اوائل الشهور الهجرية و دوره يظهر أكثر في مسألة تحديد موقف علمي و لا يتناقض مع الشرع و الفقه الديني معا إزاء رؤية الهلال على نحو عام: -
1 - ففي بعض البلاد الإسلامية يتم تعيين أوائل الأشهر القمرية بالحساب حيث تقيم حساباتها على أساس وقت المحاق و عندها تعلن أول الشهر القمري بعد لحظة الولادة (القمر الجديد) (ليبيا على سبيل المثال، تعلن رسمياً بانها لاتعتمد رؤية الهلال بل تعتمد لحظة المحاق، فإنها تحدد بداية الشهر إبتداءً من فجر اليوم الذي تحققت قبله لحظة الإقتران حتى لو بدقائق، أي تعتمد حساب الإقتران قبل الفجر).
2 - و في بلاد أخرى تعتمد الزمن الذي يمكن أن يرى فيه الهلال، و عندها تعد الأيام التي تلي أيام الرؤية أول الشهور المذكورة، وهنا تقوم هذه الدول بتحري الهلال بعضها على مستوى رسمي مثل المملكة المغربية، وبعضها الآخر تكتفي بدعوة المواطنين فقط للتحري، علماً وحسب إعتقادي بأن المملكة المغربية هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تتحرى الهلال كل شهر هجري بشكل رسمي وتعلن نتائج التحري رسمياً عبر وسائل الإعلام. ولكن هناك مشكلة في عدد قليل من الدول الإسلامية فهي ترد شهادة الشاهد إذا كانت رؤية الهلال مستحيلة ولكنها تقبلها حتى لو كانت غير ممكنة، والحالات الأخرى هي أن بعض الدول تتبع دول اخرى حتى لو كان القرار خاطئاً. وبالنسبة تقويم ام القرى فيعتمد المحاق، اي ولادة الهلال قبل غروب الشمس وفي هذه الحالة يعد اليوم التالي بداية الشهر من دون اخذ إمكانية الرؤية بنظر الإعتبار.
خلاصة الاختلاف في تحديد بداية الشهور القمرية لدى بعض الدول:
السعودية: التأكد من ولادة القمر وغروبه بعد غروب الشمس.
قطر و الكويت والإمارات والبحرين واليمن وسوريا والأردن يتبعون السعودية (بالرغم من ان لهم قاضي قضاة أو هيئة ثبوت الرؤية).
مصر: التأكد من ولادة القمر وغروبه بعد مدة لاتقل عن 5 دقائق.
الجزائر وتونس: تعتمدان معيار العمر وارتفاع القمر عن الأفق وبعده الزاوي عن الشمس.
ليبيا: تعتمد لحظة ولادة القمر ومن ثم يبدأ الشهر من فجر اليوم الذي يلي الولادة مباشرة.
الهند والباكستان وبنغلادش والمغرب: يعتمدون الرؤية بالعين المجردة (القرار لقاضي القضاة او لهيئة ثبوت الرؤية الشرعية).
نيوزلاندا واوربا: تعتمدان على دول مجاورة.
ماليزيا وبروناى واندونيسيا: يعتمدون: العمر > من 8 ساعات، وارتفاع القمر عن الأفق > من درجتين والبعد الزاوي > من 3 درجات.
تركيا: تعتمد على قرار اتخذته لجنة فقهية في أحد المؤتمرات الإسلامية الذي عقد في مدينة اسطنبول عام 1978 بشان تحديد ظروف رؤية الهلال تحت الشروط الآتية (إعتمادا على حدود دانجون 1936م):
أن لا تقل زاوية ارتفاع الهلال عن الأفق عند غروب الشمس عن 5 درجات.
أن لا يقل البعد الزاوي بين مركزي القمر والشمس عن 7 درجات.
امريكا وكندا: تعتمدان الحساب الفلكي (لحظة الولادة ثم تقدير الرؤية)
اما الأستاذ الماليزي الدكتور / محمد الياس فقد قدر ظروف جودة الرؤية (رؤية الهلال) بعمر يبلغ 22 ± 2 ساعة وحتى علماء المسلمين سابقاً مثل البتاني والبيروني فقد حسبوا رؤية الهلال تتحقق بزاوية ارتفاع لاتقل عن 12 درجة، اي يصل عمر القمر الى 24 ساعة تقريباَ. كما أعدت دراسات عديدة في هذا المجال منها الدراسة التي أعدها أ. د. حميد مجول النعيمي و جماعته، إذ طوروا شروط اللجنة الفقهية لمؤتمر اسطنبول ضمن أربعة احتمالات لزاويتي ارتفاع الهلال عن الأفق و بعده عن الشمس وقد انتظمت الاحتمالات كالآتي:
[رؤية مستحيلة، رؤية صعبة، رؤية متوسطة، رؤية جيدة] و حسبوا ظروف الرؤية لخمس مدن إسلامية روعي في اختيارها التوزيع الجغرافي في العالم الإسلامي (مكة المكرمة و بغداد و اسطنبول و مراكش و جاكرتا) و عدوا اليوم الذي يلي يوم ظروف الرؤية الذي تتحقق فيه الاحتمالات في أعلاه عدا احتمال: رؤية مستحيلة، أول يوم من ذلك الشهر القمري.
¥