- الوقفة الخامسة: لا يكن للشيطان نصيبٌ من عملك الصالح فيوردك موارد الهلاك فإن الشيطان يقعدك عن العمل ويثبطك عن القيام به، فإذا جاهدت وقمت به، بدأ يركض عليك بخيله ورجله حتى يفسد عليك عملك بالرياء والسمعة والعجب والمباهاة! والله عزّ وجلّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصاً لوجهه الكريم. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
- الوقفة السادسة: السُّنَّة في القيام الإطالة، فلا تتأفف ولا تتذمر وجاهد نفسك فأنت في عبادة، واحذر من الحديث بعد التراويح أو القيام- أننا تعبنا وأنها صلاة طويلة! فربما يُحبط عملك! وصلاة القيام والتراويح الآن لا تتجاوز الساعة والنصف! وتأمل في أمور دنياك التي قد تقف وأنت تؤديها في إنتظار طويل ولا تتضجر، بل أنت فرح مسرور! وتذكر الأجر العظيم، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه» [متفق عليه].
- الوقفة السابعة: تُقام في الحرم دروس متتابعة للعلماء فاحرص على حضورها فإن التزود من العلم الشرعي- خاصة لعامة الناس- أمر مهم وقد لا يتيسر لهم ذلك إلاَّ في هذا المكان. ويكفي مع تزودك بالعلم الشرعي أنها مجالس ذكر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم يذكرون الله إلاّ حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، وتنزّلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم عن هذه المجالس: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا». قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: «مجالس العلم» [رواه الترمذي].
- الوقفة الثامنة: احذري أُختي المسلمة الذهاب للأسواق وضياع وقتك الثمين فيها، وليكن همك الطاعة والعبادة ورضى الله عزّ وجلّ! هاأنتِ من قبل تسيرين ساعات طوال في الأسواق ولا تملين .. ثم عن صلاة القيام تتراخين وتتكاسلين! وتجنبي مواضع الفتن فإن الشيطان يضع رايته في الأسواق، قال صلى الله عليه وسلم «أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم].
ولا يكن هذا الشهر وغيره سواء، واحذري أن تلحقك الذنوب في هذا الشهر المبارك والمكان المبارك بسبب رغبة شراء فستان أو حذاء، فاتّقي الله عزّ وجلّ في نفسك وفي شباب المسلمين، وما يضيرك لو تركتِ الذهاب إلى الأسواق، وتقربتِ إلى الله عزّ وجلّ بهذا الترك. خاصة أنك في سفر طاعة وقربة، فلا تحوليه إلى سفر معصية وذنوب وتعودين وأنت تحملين الآثام والأوزار.
والجنة- يا أُخية- لا تُنال بالسعي في الأسواق ولا تُطال بالجري وراء الموديلات .. بل الجنة سلعة الله الغالية، فبادري إليها بالعمل الصالح وسابقي إلى الخيرات، وابتعدي عن مواطن الزلل وعثرات الطريق.
قال الشيخ عبد الله بن جبرين عن حكم ذهاب المرأة إلى الأسواق: (لا يجوز الذهاب في كل الحالات إلا لضرورة شديدة بألا تجد من ينوب عنها في شراء حوائجها الخاصة أو لا يعرف ما تريده غيرها ... ).
- الوقفة التاسعة: مكة المكرمة بلد تُضاعف فيه الحسنات وكذلك السيئات يَعظُم إثمها، وقد توعد الله عزّ وجلّ من يرد فيه الفساد بعذاب أليم، فقال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادِ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. قال ابن كثير- رحمه الله-: أي يهم بأمر فظيع من المعاصي الكبار. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة» وذكر منهم: «مُلحدٌ في الحرم» [رواه البخاري].
قال في فتح الباري: وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أَشد من فعل الكبيرة في غيره.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «لو أن رجلاً هم فيه بإلحاد وهو بعدن أَبين، لأَذاقه الله عذاباً أليماً». هذا فيمن همَّ فكيف بمن عمل!
- الوقفة العاشرة: مع كثرة دخول وخروج المصلين والمصليات إلى الحرم فإن على كل مسلم ومسلمة أن يحرصا على البعد عن المزاحمة مع غض أبصارهم. قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}
¥