يا عبد الله لازم إنك تنظر إلى نفسك من ناحية مقدار الإمتثال , إمتثال هذا الأمر فأنت المأمور بتزود , أنت مأمور بتزود لكن في المتزود به , المتزود به هو ما يخصك من هذه الشريعة , لأن الواجب في الشريعة على قسمين: فرض كفاية و فرض عين و أنت مسئول في فرض العين , فعليك أن تتنبه لنفسك بما أوجب الله عليك لازم إنك تتعلمه و لازم إنك تعمل فيه على الوجه الذي يرضي الله جل و علا و إلا فستسأل لماذا لم تتعلم؟ و لماذا لم تعمل؟ , فالقرآن شريعة عامة إلى يوم القيامة كما قال جل و علا:) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ([الفرقان: 1] و قال في سورة الأنعام) و أوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به و من بلغ ([الأنعام:19]) و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً و نذيرا ([سبأ:28] , (بعثت إلى الأحمر و الأسود) فإذاً القرآن شريعة عامة للإنس و للجن , و أنت فرد من هؤلاء الأفراد , فهذا هو الشيء الذي أنت أمرت أن تأخذ زادك إلى الآخرة منه , و هو معصوم هذه الشريعة شريعةٌ معصومة , فأنظر ما علاقتك بأوامر الله و ما علاقتك بنواهيه , هل علاقتك بالأوامر أنك تسمع الأمر لكنك تخالفه , تسمع النهي و لكنك تخالفه , فهذا الآمر هو الله و الناهي هو الله , فهذا الأمر و هذا النهي هو الزاد الذي تتزود منه لآخرتك , يعني ما تتزود من قوانين وضعية و لا تتزود من قال فلان و قال فلان و قال علان , لا, تتزود من شريعةٍ معصومة ,) لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد ([فصلت:42] فأنت فرد في هذه الدنيا , و فردٌ في قبرك , و فردٌ في جميع مواقف القيامة ,) يوم يفر المرء من أخيه^و أمه و أبيه^و صاحبته و بنيه^لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه ([عبس37:34] الأم تتمنى أن يكون لها حسنة على ولدها , و الولد يتمنى أن يكون له حسنة على أمه و هكذا ,) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ و لا يتساءلون ([المؤمنون:101] الأنساب الموجودة في الدنيا و التعارف و التكاتف و الأشياء هذه كلها تنقطع يوم القيامة و كلٌ يقول نفسي نفسي لا أسألك إلا نفسي , فنتبه لنفسك و تزود من هذه الشريعة المعصومة ليكون زاد إلى ما يرضي الله.
كيفية التزود , هذا هو الرابع: كيفية التزود هو أنك تأتي بما كلفت به كما أمرت , و لهذا أنقسم الناس ثلاثة أقسام: القسم الأول سابق بالخيرات و القسم الثاني: مقتصد و القسم الثالث ظالمٌ لنفسه , جميع من على وجه الأرض لا يخرج أي واحد منهم عن أن يكون في قسمٍ من هذه الأقسام , فسابقون , السابق بالخيرات هذا فعل الأوامر , ترك النواهي , و ترك المتشابهات , و فعل المندوبات , و ترك المكروهات , هذه خمسة فعل المأمور فعل الواجب و ترك المحرم و فعل المندوب و ترك المكروه و ترك المتشابه , هؤلاء هم السابقون و هؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب , و الصنف الثاني: هم المقتصدون , المقتصد هذا فعل الواجبات و ترك المحرمات , بس , الصنف الثالث: هذا الذي هو ظالمٌ لنفسه هذا يتخبط في هذه الحياة و يكون بمنزلة الذي سقط في بحرٍ لا يدرى هل يحكم السباحة و ينجو أم أنه يغرق و يهلك , فأنظر هل أنت من الصنف الأول أو من الصنف الثاني أو من الصنف الثالث , لأن الصنف الثالث يدخل فيه جميع الخلق الذين حصلت منهم مخالفات لكنهم يختلفون في المخالفات , كما ذكرت لكم في بداية الكلام يختلفون .......... و المقصود هنا أن يموت الإنسان على هذه الهيئة) يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ([آل عمران:102] فأنت أنظر إلى هذه الدرجات الثلاث هل أنت من الدرجة الأولى تكون محسناً تكون سابق بالخيرات محسن , أو تكون مؤمن تنزل درجة أقل أو أنك مثلاً تكون ظالم لنفسك و لا في أحد يبي ينفعك , عملك هذا لك.
¥