بعد ذلك العوارض التي تعرض لك علشان ما تستقيم , الله سبحانه و تعالى خلق آدم و أسكنه الجنة و جاء إبليس لما رآه , أمره الله بالسجود أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس , لما رآه في الجنة , لما رأى آدم أضمر له الحقد و العداوة , الله سبحانه و تعالى أباح لآدم و حوا أباح لهما أن يأكلا من جميع ثمار الجنة , إلا شجرة نهاهما عن الأكل منها , إبليس طلع في صورة العابد الصالح إلي ما عندك بأحسن منه , و جاء لآدم وقعد يشغل فكره ينصحه , قال تبيني أقترح عليك إقتراحاً إنك تاكل من شجرة ما تموت أبد أغواه حتى أكل , لما أكل عاقب الله آدم و زوجته ,) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و عصى آدم ربه فغوى^ ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدا^ قال اهبطا منها ([طه:123:121] نشأة العداوة بين إبليس و بين آدم في الجنة إلى أن تقوم الساعة , و لهذا جاء في القرآن في مواضع كثيرة المقام ما يتسع لاستيعابها , لكن أذكر لكم بعض الأدلة منها يقول إبليس لربه:) فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ([ص: 82] و يقول:) لأحتنكن ذريته إلا قليلا ([الإسراء:62] يعني يحطهم فوق الحنك الأسفل و تحت الحنك الأعلى و يلوكهم يعني يتصرف فيهم كما يتصرف الآكل في الأكل , و هذا موجود و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله , و هذا كله بشغل إبليس ,) و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ([يوسف:103] ما في أحد على وجه يحصل منه ضلال أو يحصل منه معصية بترك واجب أو فعل محرم إلا و إبليس هو الذي يشتغل عنده , إذاً العارض الأول هو إبليس , و إبليس يتخذ مع الإنسان مراحل , إن استطاع إنه يخرجه عن الدين مشرك أو كافر أو منافق أو أنه يحمله على ترك واجب أو يحمله على فعل محرم , و بعد ذلك يقعد يضحك عليه , مافي واحد من بني آدم إلا و معه ولد من أولاد إبليس , يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: (ما منكم من أحدٍ إلا و معه شيطان قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلى بخير)
فما في واحد من بني آدم صغير أو كبير إلا و معه واحد من أولاد إبليس و وظيفة هذا الولد إنه يضلك عن سبيل الله , بقدر ما يستطيع , و لهذا جميع الجرائم إلي إتحصل في المجتمعات كلها من تسويل أولاد إبليس , الثاني , العارض الثاني: شيطان الإنس و هم قرناء السوء , قرناء السوء لأن هذولا تلاميذ لإبليس يستخدمهم.
الثالث: النفس الأمارة بالسوء , الرابع: الهوى , الخامس: الإغراق بالدنيا , لأن الإغراق بالدنيا ينسيك الآخرة و كذلك الإنسان إذا أغرق في الدنيا , يعني انتفا عنه الورع , و صار يتخبط يأكل الحلال و الحرام و الأشيا هذه كلها تأثر عليه , هذه عوارض كل عارض منها يعوقك عن العمل الصالح , لكن ما هو العلاج؟ العلاج هو بالنسبة لشيطان الجن تعصيه , شيطان الإنس تعصيه , النفس الأمارة بالسوء تعصيها , و كذلك بالنظر إلى الهوى تخالفه (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) فتعصي هذه الأمور كلها تخالفها , و تحرص على أن يكون الكسب طيب من جهة المال حتى تؤجر على كسبه و تؤجر على إنفاقه.
نأتي بعد ذلك إلى كلمة مختصرة في الآخر وهي النتيجة إلي تترتب على هالمراحل كلها ماهي , النتيجة هي تكون عند الخاتمة إما أن يختم لك بخاتمة حسنة و تذهب روحك إلى الجنة أو أنه يختم لك بخاتمةٍ سيئة و تذهب روحك إلى النار, بس , فأنت لا تظن إنك خلقت من أجل إنك تشتغل في هالدنيا و تكسب و تأكل و تشرب و تعمل ما تريد , لا , أنت خلقت لأمرٍ عظيم و خالقك عظيم , و عليك مسؤولية عظيمة و ستسأل فإنك في فترة إمتحان كما قال جل و علا:) تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيءٍ قدير الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ([الملك:1] و أنت يا عبد الله إذا جاء يوم القيامة و نظرت إلى الناس ذلك يوم التغابن, ما من أحدٍ يوم القيامة إلا و يندم , المحسن يندم على عدم إكثاره من الحسنات , و المسيء يندم على ما قدمه من إساءة, فأنت إحرص بقدر ما تستطيع سلوك الطريق المستقيم , و إذا حصل منك زلل إنت منت بمعصوم , إذا حصل منك زلل فباب التوبة مفتوح من جميع الذنوب) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ([الزمر:53] , في سورة الأنفال) قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ([الأنفال: 38] يقول للكفار توبوا من كفركم و أنا أغفر ذنوبكم , و حسناتكم التي عملتموها في الكفر أنا أسجلها لكم و أجازيكم بها يوم القيامة , يعني يغفر السيئات و يعتبر الحسنات التي عملوها في الكفر, فيحتاج بس الإنسان إلى إنه يلتفت إلى نفسه و كما ذكرت لكم في البداية أنني سأتكلم عن كل واحد منها على حسب قدر الوقت , و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقني و إياكم لما يحبه و يرضاه من القول و العمل و القصد أنه ولي ذلك و القدر عليه , و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.
تفريغ من شريط و تزودوا فإن خير الزاد التقوى
الرابط: http://www.al-sunna.net/articles.php?ID=560&do=view
¥