تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما ما ذكر في السؤال من كون البعض يرجع إلى جدة بعد الحج ثم بعد ذلك حتى يخف الزحام ويرجع ويطوف طواف الوداع لا شيء عليه إلا دم فقط؛ لأنه فوت الواجب يقول العلماء: من بلغ أهله قبل أن يطوف طواف الوداع فقد لزمه الدم رجع أو لم يرجع بل قال بعض العلماء: من خرج من حدود مكة لزمه الدم سواء رجع أو لم يرجع فطواف الوداع يشترط فيه أن لا يفارق مكة حتى يطوف طواف الوداع، وبناءً على ذلك فإنه لا يجوز هذا الفعل، والله - تعالى - أعلم.

السؤال الستون:

ما هي علامات الحج المبرور؟

الجواب:

أما علامة الحج المبرور فالبر في الأصل هو كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه والحج المبرور له دلائل وعلامات ومن أول هذه الدلائل والعلامات انشراح الصدر الذي يكون قبل الحج أن ينشرح صدر الإنسان لأداء هذه الطاعة والقربى وتظهر الدلائل من أول لحظة وهو يتلبس بهذه العبادة الجليلة فلا يخرج من بيته رياء ولا سمعة ويتمنى أن حجه بينه وبين الله- U- لا تراه عين، ولا تسمع به أذن، فإذا نظر إلى قلبه مخلصاً لربه فليعلم أن ذلك من بشائر القبول من أول لحظة يجدها.

ثانياً: انشراح الصدر لذكر الله- U- ، واستشعار هذه العبادة في مواطنها ومواضعها المختلفة، فالإنسان إذا خرج في حجه نظر كيف أن الله اختاره من بين الأمم فحمد الله وشكره وهلله وكبره وذكره وأثنى عليه بما هو أهله فاطمأنت نفسه أن الله ما أخرجه من بيته إلا وهو يريد به الخير يريد أن يرحمه، ويغفر ذنبه، ويستر عيبه، ويفرج كربه وأن يجود عليه من إحسانه وإلا لثبطه ولجعله مع المخلفين فإذا مضى في حجه وطاف استشعر وهو يطوف أنه يطوف فعمر وقته بذكر الله وتلاوة القرآن والتسبيح والإستغفار والتلبية ولا يفتر عن التلبية مهما استطاع لذلك سبيلاً، ولقد عهدت بعض العلماء-رحمة الله عليهم- غالباً لا يفترون عن التلبية وإذا لبوا بكوا حتى إن البعض ذكر لي عن بعض العلماء-رحمة الله عليهم- الفضلاء الذين حج معهم يقول: يسأل ويقول كلما ذكرت نعمة الله أن اختارني من بين الناس أبكي أقول: لبيك مجيباً لك بتوفيقك ورحمتك وإحسانك وفضلك وأنت أرحم الراحمين، فالإنسان إذا استشعر في عبادته وخشع وخضع وأناب وأحس أنه مقبل على الله فذلك من بشائر البرور.

كذلك من دلائل البرور في الحج العمل الصالح بالإحسان إلى المسلمين وتفقد ضعفة الحجاج ترى جائعاً تطعمه ترى فقيراً تعطيه ترى عارياً تكسوه ترى محتاجاً تسد حاجته ومكروباً تفرج كربته، وترى أنهم إخوانك وأن الله جمعك بهم حتى ترحمهم وتتواصل بهم، لا تتكبر عليهم أسودهم وأبيضهم أحمرهم وأصفرهم عربهم وعجمهم في عينك سواء، تحبهم في الله ولله وترى كبيرهم كالأب وصغيرهم كالابن، ومن في سنك كالأخ تعطف عليهم وترحمهم وتحمد الله- I- أنه جمعك بهم على طاعة الله ومحبة الله وانظر إلى عظمة الله فتقول لا إله إلا الله حينما تنظر إلى رجل من أقصى الشرق، ومن أقصى الغرب قد جعل الله كتفك إلى كتفه في هذا المكان وهو من أقصى الشرق وأقصى الغرب قد جاء الله به هنا إلى رحمته وعفوه ومنه ولطفه فتزال هذه المواقف لا تزال تزيد من إيمانك العطف على الناس في الحج من بر الحج وقد جاء في حديث أحمد والطبراني أن النبي- r- سئل عن بر الحج فقال: ((إطعام الطعام وإفشاء السلام)).

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref1) / النساء، آية: 11.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref2) / البقرة، آية: 197.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref3) / البقرة، آية: 196.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref4) / النساء، آية: 197.

(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref5) / الحجرات، آية: 7.

(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref6) / المائدة، آية: 47.

(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref7) / العنكبوت، آية: 46.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref8) / البقرة، آية: 125.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref9) / البقرة، آية: 201.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref10) / البقرة، آية: 203.

(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftnref11) / الحج، آية: 29.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير