لنعلم ابتداء أن النبي صلى الله عليه وسلم يكاثر بأمته الأمم يوم القيامة وأن من الصدقة الجارية ولد صالح يدعو له وأن تربية الأولاد على الصلاح والفلاح ومبادئ الدين ثواب إذا صاحبة النية وأن كثرة النسل درع للأمة وحصانة لها من اعتداء الآثمين عليها وأما تنظيم النسل لسبب ما من الأسباب فلا حرج فيه ولقد روى الشيخان عن جابر أنه قال: (كنّا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل فلم ينهنا) والعزل: هو أن يمتنع عن الجماع بل إذا جامع وقارب الإنزال نزع أو أن يستعمل واقياً يمنع وصول الماء إلى رحم المرأة ومثله حبوب المنع.
وأما بالنسبة للإجهاض فهو حرام بعد تخلق النطفة أي خلال أربعين يوماً من بدء الحمل ولا خلاف بين جماهير الفقهاء في ذلك.
وقالت طائفة من العلماء أن ذلك حرام منذ اليوم الأول للحمل لأنه اعتداء على حياة محترمة لأن أول مراتب الوجود أن تقع المادة في المحل وتختلط بالبويضة وتستعد لقبول الحياة وإفساد ذلك جناية كما قال الغزالي في الإحياء.
السؤال الثاني والخمسين:
هل يجوز لي عند قراءة القرآن أن أهدي ثواب القراءة إلى أبي الذي توفي منذ سنوات؟
لقد تظاهرت أقوال العلماء في وصول أعمال البرِّ إلى الميت ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام أن قراءة القرآن من أعمال البر التي حض عليها الإسلام.
ولقد سأل سعد بن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة عن أمه التي ماتت أينفعها فأجاب بالإذن وكذلك المرأة التي عن سألت عن الحج عن أمها والرجل الذي قال: أفأحج عن أبي؟ فأجابهم جميعاً بالإذن ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على قبور أصحابه فيدعو لهم ولقد ذكر القرآن من صفات المؤمنين (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان).
وقد أقام الله سبحانه تعالى بعضاً من ملائكته يدعون للمؤمنين والمؤمنات (الذين يحملون العرش من حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) غافر7. إلى أن قالوا (وقهم السيئات ومن تقِ السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) غافر9. وقال لنبيه (وصلِ عليهم إن صلاتك سكن لهم) التوبة103.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: ذُكِرَ أن العلماء استحبوا القراءة لخبر الجريدة (من النخل التي وضعت على القبرين) ولأنه إذا أرجى التخفيف لتسبيحها فالقراءة أولى.
السؤال الثالث والخمسين:
نرى كثيراً من الناس يحلفون بالقرآن أو يضعون أيديهم على القرآن ويقولون: بحق القرآن أو والله العظيم ما فعلت كذا أو فعلت كذا فما هو حكم هذا الحلف؟
المتفق عليه بين علماء المسلمين من غير الأحناف هو يمين لكونه صفة من صفات الله فالحالف به فهو كالحالف بعزة الله أو جلال الله كما أن العرب جارٍ على ذلك والحالف يريد ما بين دفتي القرآن من كلام الله تعالى.
السؤال الرابع والخمسين:
كثيراً ما نسأل العلماء عن طهارة المرأة من الحيض فيقولون هو ظهور القصة البيضاء فما هي القصة البيضاء؟
القصة البيضاء في اللغة هي الجص وشرعاً هو مادة تشبه الجص في بياضها وهي تقص أثر الدم أي تتبعه. قال الإمام أحمد: سألت الشافعي عن القصة البيضاء فقال: هو شيء يبتع دم الحيض فإذا رأته فهو طُهْرٌ.
السؤال الخامس والخمسين:
هل ترك أحكام التجويد مبطل للصلاة حيث أنّي سمعت أحد المتحدثين يقول إن التجويد فرض؟
إن تحسين الصوت بالقرآن وإخراج الحروف من مخارجها والاعتناء بالأحكام سنة تزيد في الأجر وتثاب عليه. أما تخفيف المشدد أو تشديد المخفف وقصر المحدود وعكسه فلا تفسد به الصلاة إجماعاً وكذلك الخطأ في الإعراب ما لم يغير المعنى. وكذلك الوقف في غير موضعه والابتداء في غير موضعه ما لم يتغير المعنى فلا تفسد بإجماع المتقدمين والمتأخرين. فعلى طلبة العلم ألا يستعجلوا الفتيا وأن يدققوا أقوالهم وإلا وقعوا في الخطأ الفاحش ووضعوا الناس في الحرج.
السؤال السادس والخمسين:
هل يجوز الاحتفال بعيد ميلاد فرد من أفراد العائلة أو غيرهم؟
1. أن المسلم ليس له أن ينشئ أعياداً من عنده يثبت لها توقيتاً ويلتزم لها أحكاماً ويرسم فيها مراسم معينة لأن أعياد المسلمين توقيفية.
2. أن تقليد الأجانب حرام وإذا كان يؤدي إلى منكر فهو من الكبائر كما يحدث في أعياد المواليد من رقص وغناء وفحش واختلاط وشرب الخمور.
¥