2 - مناسبة لم تعتبر شرعا: إما لإقتصارها في ذاتها، أو عدم استطاعة الأفراد لمواكبتها مما يترتب على الإحتفال بها مخالفات شرعية جسيمة، وممارسات شنيعة تخرج المسلم من دائرة الطاعة والإمتثال الشرعي إلى أغلال التبعية والإنحطاط من خلال التقليد والتشبه والغلو والأعراف الفاسدة كالإحتفال وبالمناسبات والأعياد غير المشروعة.
وبعد الوقوف على حقيقة هذه المفاهيم بتفريعاتها نستطيع أن نضع كل عيد أو مناسبة في نصابه الحقيقي بعد عرضهما على ميزان الشرع، فما وافق النصوص الشرعية وضوابط الشريعة التي أقرها علماء الأنة التزمنا به، وما خالفها لوجود قوادح ومنكرات تمس القيم الدينية والأخلاقية تركناه مخافة الوقوع في مستنقع الشر وبراثنه.
- مفهوم الأعياد:
الأعياد: جمع عيد، والعيد هو كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: أن اشتقاقه من العادة، لأنهم اعتادوه.
فالعيد: ما يعود ويتكرر مرة بعد أخرى، ويقال: العيد اسم لما يعاد من الإجتماع العام على وجه معتاد أي عائد، إما بعود السنة، أو الشهور، أو الأسبوع ونحوه.
وبسرد هذه التعريفات للعيد ومدلولاته يتضح جليا أن العيد يجمع أمورا:
- منها: يوم عائد كيوم الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى.
- ومنها: الإجتماع فيه.
- ومنها: أعمال تجمع ذلك من العبادات أو العادات، وقد يختص ذلك بمكان معين، وفقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد تسمى عيدا (1).
فمن الناحية الزمنية: كقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن هذا اليوم جعله الله للمسلمين عيدا} (2).
ومن الناحية المكانية: كقوله صلى الله عليه وسلم: {لا تتخذوا قبري عيدا} ابن ماجه
ومن ناحية الإجتماع والأعمال: كقول ابن عباس رضي الله عنهما: {شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... )} (3).
وقد يكون لفظ العيد اسما لمجموع العيد والعمل فيه وهو الغالب (4)، كقوله صلى الله عليه وسلم: {دعها يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا} (5).
لذلك يمكن القول أن العيد أن العيد سمي بهذا الإسم، لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان كالفطر بعد الإمساك، وصدقة الفطر تزكى بها النفوس، واتمام الحج بطواف الإفاضة ونحر الأضاحي، ولأن العادة فيه السعادة والمرح والحبور.
وبعد أن اتضحت لنا الخطوط المصطلحية لمفهوم، يمكن الجزم أن الأعياد مناسبة ترفرف القلوب في حدائق البهجة والسرور، باعتباره رمزا للفرح والحبور، يحلو فيه ما لا يحلو في غيره من بسط النفس والترويح عن البدن، نهيك عن الشعائر التي تصحب ذلك باعتبارها من المظاهر المألوفة عند الجميع ولذلك كان لكل أمة أعيادها الخاصة بها وعلى رأسها خير الأمم الأمة الإسلامية.
لذلك كان لزاما على كل أمة أن تلتزم بأعيادها، لكن الواقع يكذب ذلك حيث نجد المسلمين قد جرفهم التيار إلى النزوع لبعض المظاهر المشينة الدخيلة على بلاد الإسلام فتجده فاقدا لهويته متلبسا برداء التبعية والتقليد أسيرا للحضارة الغربية بزعمهم وأي حضارة تلك، حضارة الشرك والإباحية والفواحش والربا والقائمة طويلة، بينما هذه الأخيرة تتبرأ من الإسلام وأهله، تكن لنا العداء وتمثل بالشريعة الإسلامية بالإساءة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وتصف بعض شعائرها بالتخلف مثل الحج والنحر والصوم ... إلخ، هل سمعتم بمسيحي أو يهودي يحتفل بالسنة الهجرية، أو عيدي الفطر والأضحى، أم أنفتهم وإعتزازهم بالباطل يمنعهم ذلك.
بينما هناك حشود من المسلمين تمر عليهم المحطات المهمة من تاريخ الإسلام فتجده لا يلقي لها بالا، أو تمر مرور الكرام كما هو الشأن للسنة الهجرية لا يدرك دخولها إلا من خلال وسائل الإعلام أو بعد مرور أيام و أسابيع، فهذا هو الإنفصام بعينه الذي يدعو إليه دعاة التغريب من الملاحدة والعلمانيين، بينما الأمة في سباتها العميق تنتظر بزوغ الفجر المشرق، وهيهات أن يتحقق ذلك والحالة هذه إلا أن يشاء الله رب العالمين.
¥