تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالحقيقة التي ينبغي معرفتها أنه لا يحق للمسلمين البتة التشبه بغيرهم من أهل الملل الأخرى تحت أي مصوغ كان سواء بالإحتفال أو التهنئة أو المشاركة في أعيادهم، لأنها من جملة البدع والشركيات التي ابتليت بها الأنة قديما وحديثا، فتوالت هذه الأخيرة متخذة أشكالا متنوعة كما هو الشأن لرأس السنة الميلادية والأولمبيات،وعيد الحب وعيد الأم وعيد الزواج وعيد الميلاد والإحتفال بيوم عاشوراء والمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان ( ... ) وغيرها من الدسائس، التي لم يشرعها الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما أحدثتها الأمم السابقة كاليهود والنصارى والروم والفرس واليونان، وتبعهم في ذلك بعض الطوائف المنتسبة للإسلام ترسيخا لعقائدهم ومجاراتا لهم في تمزيق كيان الأمة كالصوفية بطرقها الكثيرة، وطرقها المبتدعة، وشركياتها وأساليبها الشيطانية لا تزال تنفث السم في الدسم، مما جعلها تكرس جهودها لتشتيت صفوف المسلمين وجعلها طرائق قددا تستغفل عوام الناس تحت مسميات مختلفة كالتسامح ونبد العنف وتمييع الدين وتيسير التكاليف، مما عبد الطريق أمام ظهور العادات الوثنية، وتفشي الخرافات والقبورية من خلال تقديس الصالحين، والتوسل برفاتهم، وابتداع الإحتفال بالمولد النبوي مضاهاة للنصارى في أعياد ميلاد عيسى عليه السلام بدعوى أنه من البدع الحسنة وتحت غطاء المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولوكان كما يزعمون لسبقنا إليه السلف الصالح في صدر الإسلام، إلى غير ذلك من المنكرات والشبه التي حامت حول عقائد هذه الطرق جملة وتفصيلا.

دون أن نسيان جهود الشيعة الروافض الذين لا يزالون يعتون فسادا في كثير من البقاع الإسلامية من خلال إضعاف الإسلام من الداخل وما حال العراق اليوم ببعيد.

والجدير بالذكر أن هذه الأمور أن هذه الأمور بعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة وذلك لما فيها من مخالفات لنصوص الوحي وقواعد الشريعة، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (6)، وقوله صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} (7) وغيرها من النصوص.

ولما كانت حياة المسلمين كلها بأفراحها وأتراحها محسوبة عليهم ينبغي أن تكون لله وتحقق دائما وباستمرار معاني العبودية والإخلاص لله جل وعلا في كل حال وزمان ومكان، لذلك ما أحوجنا في أعيادنا أن نستنير بمشكاة الوحي الرباني وبهدي نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين حتى يتسنى لنا الظفر برضا الله سبحانه وتعالى.

فمسألة الأعياد من المسائل التعبدية، التي لا يجوز الإبتداع فيها، ولا الزيادة ولا النقصان، فلا يجوز إحداث أعياد غير ما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه

وسلم. ومن تمام الدين وكمال الشريعة شرع الله تعالى لهذه الأمة أعيادا معلومة دل عليه النقل والعقل (الجمعة والفطر والأضحى)، فلماذا نحيد عنها إلى سواها من الأعياد الوافدة لنا من أهل الشرك والباطل، أين هي العقول الفطنة أين هي الفطر السليمة، أمم تشرك بالله وتجعل لله أندادا باسم الرب والإبن وروح القدس عقيدة التثليث المزعومة وتدعي أن نبي الله عيسى ابن الله صلب ليخلص البشرية من الخطايا ونسوا أن زعمهم هذا هو أم الخطايا وهل هناك ذنب أعظم من الشرك والكفر بالله، وأخر تدعي أن عزيرا ابن الله وأنهم شعب الله المختار وما سواهم نجس وحجتهم في ذلك جميعا كتبهم المحرفة المنسوجة بيد أساطيل الكفر والضلال.

لا يستهويك ما هم فيه اليوم من المجد المادي فالدنيا ظل زائل وعارية مسترجعة، {لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقا منها الكافر شربة ماء} كما في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: {الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر}.

كما أنه ليس شيء من أمور الكفار، في دينهم ودنياهم، إلا وهو: إما فاسد وإما ناقص في عاقبته، حتى ما هم عليه من اتقان أمور دنياهم، قد يكون اتباعنا لهم فيه ضرر، إما في ديننا أو دنيانا، وإن لم ندرك ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير