أما بالنسبة للحالة التي وصلنا إليها اليوم هي نتيجة ما اكتسبته أيدينا، والله ينصر الأمم العادلة ولو كانت كافرة على الأمم الظالمة ولو كانت مسلمة، نحن اليوم نعيش لحظات الوهن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أمن قلت يومئذ يارسول الله، قال: لا ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم منكم، وليقدفن في قلوبكم الوهن، قيل: ما الوهن يارسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت}
والواقع الذي نعيشه خير دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأن من حبنا للدنيا صرنا عبيدا لحضارة الغرب إلا من رحم الله، حيث اعتاد كثير من المسلمين وفي مقدمتهم المغاربة الإحتفال برأس السنة الميلادية التي نحن على مقربة منها، مجارة منهم لليهود والنصارى في منكراتهم، وتخلقا بأخلاقهم، وسيرا على نهجهم في ارتكاب أبشع الرذائل والمنكرات من شرب للخمور والزنا، إلى غير ذلك من الخبائث وأنواع لفجور.
باسم المدنية والتحضر والتطبيع والتضبيع الذي تسعى الصهيونية الملعونة، والصليبية الضالة، إلى ترسيخه في النفوس، واشاعته بين صفوف الناس.
وللأسف تبعهم في ذلك شرذمة من بني جلدتنا يتكلمون بلساننا لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ومن الوحي إلى رسمه، فتجدهم يفتعون الأبواب الموصدة أمام هذه العقائد الباطلة والأعراف الفاسدة، سخروا في ذلك الغالي والنفيس.
وفي مقدمة ذلك وسائل الإعلام الهابطة بشتى أنواعها بينما تغض الطرف على أهم قضايا الأمة وما تعانيه جموع الشعوب الإسلامية من تقتيل ونهب وسفك للدماء والأنفس واغتصاب للنساء والثروات على يد من نكرس الجهود للإحتفال بأعيادهم والسير على طريقهم، كيف يحلو الإحتفال وبلاد الأقصى تإن تحت وطأت قتلة الأنبياء إخوان القردة والخنازير، كيف يحلو السمر وبلاد الرافدين تنتهك على يد الصليبين وأعوانهم من الفرق الضالة التي مهدت الطريق لتنفيذ مخططاتهم.
كيف يحلو الفرح وإظهار الزينة وإشعال الأنوار وواقع كثير من بلاد المسلمين مظلم من الظلم والإضطهاد.
أين هي النفوس الأبية التي ترفض الظلم والجور، هل ماتت الغيرة على الدين والأرض والعرض، أم ماذا والله المستعان؟؟؟.
كان الناس في الزمن الأول يتسابقون على الصف الأول في المسجد، ويتهافتون على مجالس العلم، بينما اليوم يزدحمون على محلات الحلويات والزينة، ويتصارعون على الحانات ومحلات بيع الخمور، فترى الناس سكارى وما هم بسكارى. سكر وعربضة، وإظهار لشعارات ورموز الكفر.
فإذا كانت الحالة هذه وجب علينا أن نبين للناس مخاطر هذه البدع القبيحة، والعادات المشينة التي يرفضها الشرع وتنفرها الفطر السليمة، لما لها من أضرار وخيمة على الأمة برمتها.
بعد الوقوف على مفهوم العيد وما يكتنف الأعياد والمناسبات الوافدة لنا من البلاد الكافرة من شبهات دينية ودنيوية، ومخاطر تعم الفرد والمجتمع، سنكر اليوم بعض المفاسد التي تترتب على الإحتفال بأعياد المشركين.
1 - الإحتفال بأعياد المشركين فيه الموالاة لهم: ينبغي للمسلم أن يدرك يقينا أن عقيدتنا مبنية على أساس الولاء والبراء، فلا يجوز صرف ذلك لخدمة النفس والهوى، والإحتفال يدخل في باب الولاء، وقد نهانا الشارع الحكيم عن موالاة اليهود والنصارى قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (8).
والولاية كما ذكر ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: (تنبني على الوفاق والوئام والصلة، وليس أولائك بأهل لولاية المسلمين، لبعد ما بين الأخلاق الدينية، ولإضمارهم الكيد للمسلمين) (9).
وقال ابن عطية رحمه الله في تفسيره: (نهى الله تعالى المؤمنين بهذه الآية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في النصرة والخلطة المؤدية إلى الإمتزاج والمعاضدة.
وحكم الآية باق، وكل من أكثر مخالطة هذين الصنفين فله حظه من هذا المقت الذي تضمنه قوله تعالى: {فإنه منهم}) (10).
فهذه الآية المباركة نص في المسألة لقطع دابر من يتولاهم في زماننا ممن استهوتهم نسمات العقائد الفاسدة، فكل من سار على مذهبهم وتخلق بأخلاقهم وشاركهم في طقوس أعيادهم له نصيب منهم مما يستحقونه من المقت والغضب لأنه منهم بالتبعية.
¥