تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لذلك كان لزاما على كل أمة أن تلتزم بأعيادها، لكن الواقع يكذب ذلك حيث نجد المسلمين قد جرفهم التيار إلى النزوع لبعض المظاهر المشينة الدخيلة على بلاد الإسلام فتجده فاقدا لهويته متلبسا برداء التبعية والتقليد أسيرا للحضارة الغربية بزعمهم وأي حضارة تلك، حضارة الشرك والإباحية والفواحش والربا والقائمة طويلة ... ، بينما هذه الأخيرة تتبرأ من الإسلام وأهله، تكن لنا العداء وتمثل بالشريعة الإسلامية بالإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتصف بعض شعائرها بالتخلف مثل الحج والنحر والصوم ... إلخ، هل سمعتم بمسيحي أو يهودي يحتفل بالسنة الهجرية، أو عيدي الفطر والأضحى، أم أنفتهم وإعتزازهم بالباطل يمنعهم ذلك.

بينما هناك حشود من المسلمين تمر عليهم المحطات المهمة من تاريخ الإسلام فتجده لا يلقي لها بالا، أو تمر مرور الكرام كما هو الشأن للسنة الهجرية لا يدرك دخولها إلا من خلال وسائل الإعلام أو بعد مرور أيام و أسابيع، فهذا هو الانفصام بعينه الذي يدعو إليه دعاة التغريب من الملاحدة والعلمانيين، بينما الأمة في سباتها العميق تنتظر بزوغ الفجر المشرق، وهيهات أن يتحقق ذلك والحالة هذه إلا أن يشاء الله رب العالمين.

فالحقيقة التي ينبغي معرفتها أنه لا يحق للمسلمين البتة التشبه بغيرهم من أهل الملل الأخرى تحت أي مصوغ كان سواء بالإحتفال أو التهنئة أو المشاركة في أعيادهم، لأنها من جملة البدع والشركيات التي ابتليت بها الأمة الإسلامية قديما وحديثا، فتوالت هذه الأخيرة متخذة أشكالا متنوعة كما هو الشأن لرأس السنة الميلادية والأولمبيات،وعيد الحب وعيد الأم وعيد الزواج وعيد الميلاد والإحتفال بيوم عاشوراء والمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان ( ... ) وغيرها من الدسائس، التي لم يشرعها الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما أحدثتها الأمم السالفة كاليهود والنصارى والروم والفرس واليونان، وتبعهم في ذلك بعض الطوائف المنتسبة للإسلام ترسيخا لعقائدهم ومجاراتا لهم في تمزيق كيان الأمة كالصوفية بطرقها الكثيرة، وطرائقها المبتدعة، وشركياتها وأساليبها الشيطانية لا تزال تنفث السم في الدسم، مما جعلها تكرس جهودها لتشتيت صفوف المسلمين وجعلها طرائق قددا تستغفل عوام الناس تحت مسميات مختلفة كالتسامح ونبد العنف وتمييع الدين وتيسير التكاليف، مما عبد الطريق أمام ظهور العادات الوثنية، وتفشي الخرافات والقبورية من خلال تقديس الصالحين، والتوسل برفاتهم، وابتداع الإحتفال بالمولد النبوي مضاهاة للنصارى في أعياد ميلاد عيسى عليه السلام بدعوى أنه من البدع الحسنة وتحت غطاء المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولوكان كما يزعمون لسبقنا إليه السلف الصالح في صدر الإسلام، إلى غير ذلك من المنكرات والشبه التي حامت حول عقائد هذه الطرق جملة وتفصيلا.

دون أن نسيان جهود الشيعة الروافض الذين لا يزالون يعتون فسادا في كثير من البقاع الإسلامية من خلال إضعاف الإسلام من الداخل وما حال العراق اليوم ببعيد.

والجدير بالذكر أن هذه الأمور بعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة وذلك لما فيها من مخالفات لنصوص الوحي وقواعد الشريعة، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (6)، وقوله صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} (7) وغيرها من النصوص.

ولما كانت حياة المسلمين كلها بأفراحها وأتراحها محسوبة عليهم ينبغي أن تكون لله وتحقق دائما وباستمرار معاني العبودية والإخلاص لله جل وعلا في كل حال وزمان ومكان، لذلك ما أحوجنا في أعيادنا أن نستنير بمشكاة الوحي الرباني وبهدي نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين حتى يتسنى لنا الظفر برضا الله سبحانه وتعالى.

فمسألة الأعياد من المسائل التعبدية، التي لا يجوز الابتداع فيها، بلا الزيادة ولا النقصان، فلا يجوز إحداث أعياد غير ما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير