ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[20 - 05 - 08, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ثبت حكم الختان عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف:"
إذا خفضت فأشمى و
لا تنهكي، فإنه أسرى للوجه و أحظى للزوج ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 353:
رواه الدولابي (2/ 122) و الخطيب في " التاريخ " (5/ 327) عن محمد بن
سلام الجمحي مولى قدامة بن مظعون قال: حدثنا زائدة بن أبي الرقاد أبو معاذ عن
ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم عطية:
فذكره.
قلت: و هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير زائدة بن أبي الرقاد فإنه منكر الحديث
كما قال الحافظ في " التقريب ". و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5 /
172): " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده حسن ". فإن كان من غير هذا
الوجه فمحتمل و إن كان منه فلا و ما أراه إلا منه، فقد رأيت ابن عدي قد أخرجه
في " الكامل " (150/ 2) و قال: " هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد
و لا أعلم يرويه غيره، و زائدة له أحاديث حسان، و في بعض أحاديثه ما ينكر ".
قلت: و روى الخطيب عن القواريري أنه أنكر هذا الحديث.
قلت: لكن للحديث طريق أخرى عن أنس أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 /
245) عن إسماعيل بن أبي أمية حدثنا أبو هلال الراسبي: سمعت الحسن: حدثنا أنس
قال: " كانت ختانة بالمدينة يقال لها: أم أيمن، فقال: لها النبي صلى الله
عليه وسلم ... " فذكره.
قلت: و رجاله موثقون غير إسماعيل هذا و الظاهر أنه الذي في " الميزان "
و " اللسان ": " إسماعيل بن أمية، و يقال: ابن أبي أمية حدث عن أبي الأشهب
العطاردي تركه الدارقطني ".
و له شاهد من حديث علي قال: " كانت خفاضة بالمدينة، فأرسل إليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره. أخرجه الخطيب (12/ 291) من طريق عوف بن
محمد أبي غسان حدثنا أبو تغلب عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري حدثنا
مسعر عن عروة بن مرة عن أبي البختري عنه. ذكره في ترجمة عوف هذا و قال عن ابن
منده: " روى عنه عمرو بن علي و بندار "، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
و أبو تغلب هذا لم أجد له ترجمة.
و بقية رجاله معروفون ثقات من رجال " التهذيب " لكن أبا البختري لم يسمع من علي
شيئا و اسمه سعيد بن فيروز.
و له شاهد آخر، عن الضحاك بن قيس قال: " كانت أم عطية خافضة في المدينة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (8
/ 206/ 1) عن أبي أمية الطرسوسي أنبأنا منصور بن صقير أنبأنا عبيد الله بن
عمرو عن عبد الملك بن عمير عنه. و قال: " ذكر أبو الطيب أن الضحاك بن قيس هذا
آخر غير الفهيري ".
قلت: و هو الذي جزم به غير واحد و حكاه في " التهذيب " عن ابن معين و الخطيب.
قال المفضل الغلابي في " أسئلة ابن معين ": " و سألته عن حديث حدثنيه عبد الله
بن جعفر - هو الرقي - عن عبيد الله بن عمرو - هو الرقي - قال: حدثني رجل من
أهل الكوفة (عن عبد الملك بن عمير) عن الضحاك بن قيس قال: (قلت: فذكره)
فقال: الضحاك بن قيس ليس بالفهري ".
قلت: و رواية ابن جعفر هذه تدل على أنه سقط من إسناد ابن عساكر الرجل الكوفي
و لعل ذلك من منصور بن صقير، فإنه ضعيف، و من طريقه أخرجه ابن منده كما في
" التهذيب ". و قد جاءت رواية فيها تسمية الرجل الكوفي، أخرجها أبو داود
(5271) من طريق مروان حدثنا محمد بن حسان الكوفي، عن عبد الملك بن عمير عن
أم عطية الأنصارية: " أن امرأة كانت تختن في المدينة، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ... " فذكره بنحوه. و قال: " روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد
الملك بمعناه و إسناده، قال أبو داود: ليس هو بالقوي و قد روي مرسلا، و محمد
بن حسان مجهول و هذا الحديث ضعيف ". قلت: و سبب الضعف الجهالة و الاضطراب في
إسناده كما ترى، و قد قال الحافظ عقب رواية ابن صقير عند ابن منده: " و قد
أدخل عبد الله بن جعفر الرقي، و هو أوثق من منصور بين عبيد الله و عبد الملك
الرجل الكوفي الذي لم يسمه، فيظهر من رواية مروان بن معاوية أنه محمد بن حسان
الكوفي فهو الذي تفرد به و هو مجهول. و يحصل من هذا أنه اختلف على عبد الملك
¥