رواها عن أبي معاوية: أحمد [12]، و ابن أبي شيبة [13]، و علي بن محمد [14]، و هناد [15]، و اتفقوا جميعا على لفظ واحد و هو:
«نزل بعائشة ضيف فأمرت له بملحفة لها صفراء فنام فيها فاحتلم فاستحى أن يرسل بها و فيها أثر الإحتلام - قال:- فغمسها في الماء ثم أرسل بها، فقالت عائشة:لم أفسد علينا ثوبنا؟! إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه! لربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصابعي».
و تابع أبا معاوية في رواية هؤلاء: ابنُ نمير عن الأعمش. إلا أنه اختلف عليه في آخر الحديث؛ ففي رواية الحسن بن عفان [16]- و هو صدوق – قال: «إنما كان يكفيه أن يفركه بإصبعه»
بينما في رواية محمد بن عثمان الكوفي [17]- و هو ثقة - قال: «ربما رأيت منه المني في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحككت».
و تابعه الحسن بن علي بن عفان [18]- و هو صدوق - إلا أنه قال: «ربما رأيت منه الشيء في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فحككته يابسا»
و أما أبو بدر فلم تذكر روايته. [19]
و أما رواية يحيى بن سعيد عن الأعمش فلفظها:
«كنت أراه في ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأحكه» [20]
و مثلها رواية حفص بن غياث. [21]
و قريبة منها رواية عبدة بن سليمان؛ و هي:
«ربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي» [22]
و خالفهم سفيان الثوري في رواية أبي حذيفة عنه فقال:
«كان رجل عند عائشة، فأجنب فجعل يغسل ما أصابه فقالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بحته». [23]
و قد مر بيان حال أبي حذيفة هذا، و أنه سيء الحفظ فروايته هذه منكرة.
و الملاحظ أن أبا معاوية هو الذي لم يختلف عليه في قوله: " إنما كان يكفيه ... "، و الباقي رووها عن الأعمش بغير أداة الحصر.
3) رواية الحكم:
رواها عنه شعبة بألفاظ ثلاثة؛
اللفظ الأول: من رواية عفان و بهز معا [24]، و بشر بن عمر [25]، و وهب بن جرير [26]، و حفص بن عمر [27] جميعا عنه. و هو:
«عن همام بن الحرث أنه كان نازلا على عائشة - قال بهز -: أن رجلا من النخع كان نازلا على عائشة فاحتلم فأبصرته جارية لعائشة، وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه، أو يغسل ثوبه. قال بهز: هكذا قال شعبة! فقالت: لقد رأيتني وما أزيد على أن أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم»
اللفظ الثاني: من رواية أحمد [28]، و علي بن الجعد [29]، و بهز في رواية عمرو بن يزيد [30]، و هو:
«لقد رأيتني و ما أزيد على أن أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم».
اللفظ الثالث: و هو من رواية آدم بن أبي إياس [31]، رواه عنه إبراهيم بن الهيثم البلدي، و هو:
«أن همام بن الحارث كان نازلاً على عائشة فأجنب، فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة فأخبرت عائشة بذلك، فقالت عائشة: لقد رأيتني وما أزيد على أن أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه وما يغسله».
قلت: إبراهيم بن الهيثم فيه مقال، و ليس مثله يحتمل هذه الزيادة، خاصة و قد خالف أصحاب شعبة الحفاظ المتقنين.
و رواه عن الحكم من غير شعبة؛ زيد بن أبي أنيسة، رواه عنه عبيد الله بن عمرو الرقي [32]، و لفظه:
«عن همام بن الحارث أنه نزل على عائشة فكسته ملحفة بيضاء فاحتلم فيها فغسلها وأرسلت إليه عائشة الجارية تدعوه فوجدته قد نشر ملحفته في الشمس فلما رجع همام إلى عائشة قالت له: غسلت ملحفتك؟ قال: احتلمت فيها. فقالت له: إنما كان يكفيك أن تمسحه بإذخر أو تغسل المكان الذي أصابه، فإن خفي عليك أن تدعه، لقد رأيتني أجد في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء منه بعد أيام فأحته ".
و عبيد الله هذا قال عنه الحافظ في " التقريب " (4327): ربما وهم.
و قال عن شيخه زيد (2118): له أفراد.
قلت: و هذا ظاهر من متن الحديث.
4) رواية حماد:
رواها المسعودي بلفظ: «لقد رأيتني وما أزيد على أن أحته من الثوب فإذا جف دلكته» [33]
و المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة: ساء حفظه و اختلط. قال ابن حبان في " المجروحين " (2/ 48): اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير، ولم يتميز فاستحق الترك. اهـ
....
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:41 م]ـ
• حديث الأسود بن يزيد:
و مداره أيضا على إبراهيم النخعي الإمام.
¥