ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 12:04 ص]ـ
اكمل بارك الله فيك شيخنا الفاضل عبد الوهاب
محبكم ابونصر المالكي
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[16 - 08 - 09, 12:49 ص]ـ
عرض الروايات التي يحتج بها المطهرون:
و بعد استعراض حديث عائشة رضي الله عنها برواياته المختلفة، نخلص إلى:
- أن حديث الأمر بالحت غير محفوظ خالف فيه أبو حذيفة الثقات المتقنين، انفرد بروايته عن سفيان الثوري عن الأعمش. و عنه أيضا عن منصور. قال الإمام أحمد: كأن سفيان الذي يروي عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس.اهـ من " تهذيب التهذيب " (10/ 330) و صدق، فأين أصحاب الثوري الحفاظ منه؟
- و أن حديث: «كنت أفركه و هو يصلي» حديث منكر رواه ابن حبان عن محمد بن علان - و هو لا يعرف - عن لوين. و الخطأ ليس من لوين فقد رواه عنه الأشناني بلفظ الرواة عن حماد و تابع حمادا الرواة عن هشام بن حسان.
- و كذلك حديث محارب بن دثار: «أنها كانت تحت المني من ثوبه و هو يصلي» لعلة الإنقطاع. فهو ضعيف لا تقوم به حجة و لا يثبت بمثله حكم. ثم رأيت الألباني رحمه الله يعله بالمخالفة في " صحيحته " (3172).
و العجيب أن الحافظ ابن الملقن حينما ذكر هذا الحديث قال في " البدر المنير " (1/ 492):
قلت: (هذا) قد تابعه الأسود - كما سلف - على تقدير الإرسال.
وأورده الماوردي في «حاويه» من حديث ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن عائشة قالت: «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يصلي فيه».
فإذا عرفت (ذلك)، قضيت العجب من قول الشيخ محيي الدين النووي - رحمه الله -: أن الرواية المذكورة التي رواها هؤلاء الأئمة الحفاظ غريبة. يعني: أنه لا يعرف من رواها. اهـ
و الجواب:
أن الأسود لم يتابعه، و لم يروها أحد ممن رواها عن النخعي، و هو الذي عليه مدار الحديث. فالرواية كما بينت منكرة. و معنى منكرة؛ أنها خطأ لا تتقوى و يُتقوى بها.
و أما حديث ميمون عن ابن عباس ففيه (محمد بن زياد) قال الذهبي في " المغني " (5518): محمد بن زياد اليشكري الميموني الطحان عن ميمون بن مهران وغيره قال أحمد: كذاب خبيث يضع الحديث، وقال الدارقطني: كذاب.اهـ
فإذا عرفت هذا قضيت العجب ممن يتعجب من قول النووي في الحديث: أنه غريب.
...
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[16 - 08 - 09, 08:08 ص]ـ
هذا من جهة ثبوت الحديث.
و أما من جهة دلالته فإنه لا يسعف المتمسكين به و لو على تقدير صحته.
قال العلامة العيني في " عمدة القاري " (3/ 146): لأن قوله "وهو يصلي" جملة إسمية وقعت حالا منتظرة لأن عائشة رضي الله تعالى عنها ما كانت تحك المني من ثوب النبي حال كونه في الصلاة، فإذا كان كذلك يحتمل تخلل الغسل بين الفرك والصلاة. اهـ
كذا قال، لكن يعكر عليه رواية أبي حذيفة – على تقدير صحتها – "و هو يصلي فيه"، و في أخرى "و هو في الصلاة".
و لذلك قال صاحب كتاب " الجامع لأحكام الصلاة " (1/ 128) عن الحديث:
وهو يحسم الخلاف، لأنه يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد صلى وفي ثوبه مني، فلو كان المني نجسا لما ابتدأ الصلاة به، وهذا دليل قوي على طهارة المني. اهـ
ثم استطرد قائلا:
ولا يقال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم بوجود المني في ثوبه. لا يقال ذلك، لأن الذي يقول هذا القول يجب أن يثبته أولا وهو لا يملك إثباتا، و ثانيا إن الله سبحانه قد عصمه من الصلاة و هو يحمل النجاسة، كما حصل معه حين نزل الوحي يخبره أن نعله تحمل نجاسة، فنزعها و هو في الصلاة، فالحديث قوي في الإحتجاج على طهارة المني. اهـ كذا قال.
و الجواب:
أقول: الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي في ثوب فيه المني، هو ما في الصحيح من حديث أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم إذا لم ير فيه أذى».
و من فقه الحديث أنها علقت فعل الصلاة على عدم الرؤية و ليس على عدم الوجود. و هذا نص من إحدى زوجاته – صلى الله عليه وسلم - و هن أعلم الناس بحاله و أخصهن به لمكانهن منه.
و أما قوله: أن الله قد عصمه من الصلاة و هو يحمل النجاسة، فالصواب أن يقال: أن الله قد عصمه من الإستمرار في الصلاة و هو يحمل النجاسة. و قد أجاب الكاتب نفسه بقوله: " فنزعها و هو في الصلاة " يعني النعل، فكذلك يقال هنا: فحتته عائشة رضي الله عنها و هو في الصلاة. كما طرحت فاطمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاسة التي ألقتها قريش عليه أثناء الصلاة.
فالحديث لو ثبت كان حجة على من يقول بطهارة المني، إذ أن اهتمام عائشة رضي الله عنها بمعالجة إزالته و حرصها على ذلك و النبي صلى الله عليه وسلم في حال الصلاة و مقام المناجاة، لهو دليل على نجاسته.
...
¥